رافقت خبر الافراج عن حاتم الطرابلسي وأسامة السلامي فرحة عارمة جالت تونس من شمالها الى جنوبها ومزقت كل الالوان والانتماءات وعكست المحبة الخالصة التي يكنها جمهور الكرة لهذا الثنائي الذي قدم الكثير للكرة التونسية لذلك كان من الصعب ان يهضم جمهور الكرة فكرة تواجدهما وراء القضبان رغم اقتناع الجميع بان المذنب يجب أن ينال جزاءه مهما علا شأنه وكبر اسمه... فرحة كانت يمكن ان تكون أكبر لو كان قرار الافراج عن الطرابلسي والسلامي شمل اسما آخر كثيرا ما تغنى به التونسيون ونعني زياد الجزيري الذي يبقى من بين اللاعبين القلائل في تونس الذي توحدت حوله الصفوف واقتلع آهات الاعجاب حتى من حناجر "المكشخين" و"الكلوبيستية" على حد السواء... زياد الجزيري هو استثناء في كرة القدم التونسية لانه من بين القلائل من جيله الذين لعبوا لاجل المريول ومن أجل النجمة والهلال...زياد الجزيري شئنا ام ابينا سيظل اسما يوشح صدر الراية الوطنية وسيظل نقشا عالقا بالكاس الافريقية الاغلى في تاريخ الكرة التونسية..ولمن خانته الذاكرة عليه ان يستحضر دموع الجزيري في مباريات كأس امم افريقيا 2004 وفي مباراة المغرب الفاصلة المؤهلة الى مونديال 2006...تقاسيم وجه الجزيري في مباراة السعودية أثناء المونديال تكفي مؤونة التعليق... في العشرية الاخيرة يبقى زياد الجزيري اللاعب الاقرب الى قلوب كل التونسيين بفضل عطائه الغزير وروحه القتالية واصراره الكبير على تحقيق الفوز وتشريف القميص الذي يرتديه لذلك فالخطاب الذي يلوكه البعض الآن على طرفي نقيض فالجزيري في عيون الجماهير ليس هو نفسه في عيون المسؤولين... قد يكون الجزيري أخطا وهذا اقرب الى الواقع بما انه بقي تحت قبضة العدالة لكن من الجحود والنكران ان تمسح بقايا سيجارة ملوثة (في انتظار التأكيد) مسيرة كاملة للاعب قدم الكثير للكرة التونسية وكان على الدوام محاربا على أرضية الميدان ومن العيب ان يأفل نجم الجزيري في غفلة منا بعد ان كان بالامس القريب ساطعا يلامس عنان السماء... كنا ننتظر من هيئة النجم الساحلي على الاقل على اعتبارها العائلة الثانية لزياد الجزيري ان تقف الى جانب ابنها في محنته هذه وان تقدم له كل الدعم الى حين اتضح الرؤية بشأنه وتأخذ العدالة مجراها لكننا لم نسمع من كمون وجماعته أي موقف رسمي يساند ويدعم الجزيري واكتفت هيئة الدكتور بالتعبير في سريرتها عن حزنها لهذا المصاب الجلل الذي لحق بعائلة النجم ولم تأت التحركات سوى من جماهير النجم الوفية التي أكدت مرة أخرى عشقها للنجم وابنائه هذا الصرح الكروي الكبير... جماهير النجم تجمهرت أمس أمام مقر المحكمة ولم يتسن إخراج الجزيري من هناك سوى بعد تدخل قوات الجيش الوطني والاكيد ان الجزيري القابع في سيارة الايقاف لمس هذا التعاطف الشعبي الكبير وأيقن ان مكانته محفورة في قلوب جمهور الكرة أما البقية فسننتظر ان يستيقظوا من سباتهم عسى أن تتحرك سواكنهم قبل فوات الأوان... ملف زياد الجزيري هو الآن بين أياد أمينة ولن ينال سوى ما يستحقه لان ثقتنا في القضاء التونسي كبيرة لكننا لا نخفي أملنا في ان تزول هذه الغمة وان تكون مجرد سحابة صيف عابرة لان الجزيري يستحق منا على الاقل كلمة طيبة اعترافا بالجميل وتخفف عنه مصابه خصوصا في هذا الظرف الحرج...