يدخل اعتصام سائقو المترو الخفيف بالعاصمة يومه الثاني على التوالي احتجاجا على اعتقال زميلهم "جلال حميدة" الذي قتل شخصا يوم الثلاثاء الفارط أثناء قيادته للمترو على مستوى المنطقة الفاصلة بين محطتي الجمهورية وباب الخضراء . وقد حمل المحتجون الشارات الحمراء عوض الإضراب عن العمل وإيقاف حركة النقل بالعاصمة في محاولة منهم للضغط على السلط المعنية للإفراج عن زميلهم الذي يخضع حاليا لايقاف تحفظي يدوم من خمسة عشر يوما إلى شهر . وبالعودة إلى تفاصيل الحادث فإنه في حوالي الساعة الثامنة وعشرين دقيقة من صباح يوم الثلاثاء الماضي اهتزت منطقة باب الخضراء على وقع حادث مريع تمثل في دهس المترو لشيخ في الخامسة والستين من عمره . الحادث خلف اصابات عميقة في رأسه تطلبت نقله على الفور إلى المستشفى أين توفي يوم الخميس وحسب مصدر طبي فإن المتضرر قد قدم إلى المستشفى في حالة موت سريري . وتجدر الاشارة الى ان الحادث جاء قبل أربعة أيام من إصطدام قطارين على مستوى منطقة بئر الباي مخلفا ستة جرحى وصفت اصاباتهم ب" الطفيفة " . * إحتجاج ...فتهديد بالاضراب : وقد تحدثنا إلى السيد " الذهبي العياري" رئيس محطة برشلونة فقال :"نحن كسائقين نأسف حقا للحادث ونتقدم بالعزاء إلى عائلة الضحية ... لكن إحتجاجنا يمثل الحل الأنسب في إنتظار التصعيد والقيام بإضراب يوم الأربعاء القادم في صورة عدم مساندة شركة نقل تونس لمطلبنا المشروع وهو الإفراج عن زميلنا الموقوف حاليا تحفظيا بجانب المجرمين والقتلة .. ! نحن كسواق مترو خفيف نقوم بواجباتنا في نقل المواطنين الذين يتطلب منهم مساعدتنا على أداء المهام الموكولة إلينا ... لكننا مع ذلك لا نجد حماية واضحة للسائق ..." من جهته أكد رضا بن طالب (سائق) على الحالة النفسية السيئة التي يشعر بها السائق إبان كل حادث فالأمر بحسب رأيه ليس سهلا وإنما يتطلب مجهودا مضاعفا للخروج من حادث قتل "لا ذنب له فيه" بما ان القطار يسير في سكة حديدية على كل المواطنين احترامها وأخذ الاحتياطات اللازمة "لأن القطار لا يظلم أحدا" . اما هشام ساسي (سائق) فقد قال "نريد قانونا مثل قانون "الشيمينو" (الشركة التونسية للسكك الحديدية) كي لا يتم إيقاف او تتبع أي سائق لحادث إرتكبه باعتبار ان الأولوية تعود دائما إلى السائق ...نحن حاليا لم نجد ردا من شركة نقل تونس ونأمل غدا أن تتم الاستجابة لمطالبنا ..." * الإيقاف هدفه حماية السائق : "إنها حادثة قتل على وجه الخطأ وعلى الجهات المعنية حماية سائق القطار من أي عملية انتقام قد يتعرض لها" هكذا قال محدثنا الذي رفض الإدلاء باسمه متابعا :" الخوف على حياة السائق منطقي وعملية إيقافه ليست إلا لمنع أي اعتداء أو تهديد قد يتعرض له ... بالإضافة إلى ذلك لماذا اللوم على القضاء؟ فنحن الآن ننادي باستقلالية القضاء وحياده وعليه أن يأخذ مجراه وهذا طبيعي ...أما بالنسبة لإلحاقنا بقانون "الشيمينو" فهذا لا يمكن أن يحدث لأن المترو الخفيف يسير ويمكن لأي أحد سواء كان شخصا أو شاحنة أو حافلة المرور على السكة وهو معرض للحوادث أكثر من القطار" ... وهكذا يتواصل الاحتجاج لمدة ثلاثة أيام وفي صورة عدم موافقة شركة نقل تونس على الإفراج عن زميلهم سيدخل سائقو نقل تونس على خطوط (1،2،3،4،5و 6) في إضراب تام يشل حركة النقل بين العاصمة وأحوازها .