لايشك اثنان في أن كرة القدم الليبية جادت علينا سابقا بلاعبين من الطراز الرفيع فنيا وبدنيا ولعل أبرزهم اللاعب " الظاهرة " طارق التايب " الذي شق طريقه بثبات بين كبار قوم كرتنا / النجم الساحلي ، النادي الصفاقسي والنادي الإفريقي) وحقق معهم نجاحات قل نظيرها معليا وإقليميا وقاريا سمعة اللاعب الليبي داخل الأوساط الرياضية ببلادنا رفع من شأنها سفيرها المتميز في تونس التايب لتمثل ملاعبنا في السنوات الأخيرة الوجهة المحبذة للاعبي الجماهيرية ومن بين الأسماء التي لم تتردد في الاحتراف ببطولتنا نجد المهاجمين أحمد فرج المصلي مع الملعب التونسي وأكرم الهمالي الذي نشط سابقا في صفوف كل من الاتحاد المنستيري والترجي الجرجيسي وعرفا معهما أزهى أيامه الكروية. لكن رغم الزاد الفني الرفيع والإمكانيات البدنية المحترمة التي يتمتع بها اللاعب الليبي فإن تواجده في صفوف أنديتنا عد على أصابع اليد الواحدة في الأعوام الأخيرة... الحرب الأهلية : "المنعرج الحاسم" ... مثلت ثورة الشعب الليبي على حكم الطاغية "معمر القذافي" في مطلع سنة 2011 المنعرج الحاسم الذي جمد نشاط مختلف القطاعات بما فيها كرة القدم لينشط محلها صوت المدافع الثقيلة وأزيز محركات الدبابات وقنابل طائرات قوات الناتو "... فوضى عارمة وقتل وتخريب ووعد ووعيد ...كلها عوامل تظافرت لتقرع جرس الإنذار للاعبي البطولة الليبية للنجاة بأرواحهم قبل فوات الأوان ثم التفكير لاحقا في تغيير بوصلة مزاولتهم لنشاط كرة القدم في مكان أكثر أمنا واستقرار فكان ملاذهم الرئيسي بطولتنا رغم المرحلة الانتقالية التي تمر بها بلادنا حاليا بعد ثورة 14 جانفي . هجرة جماعية للاعبي الجماهيرية نحو البطولة التونسية ... محمد التيجاني (النجم الخلادي) ، حسين الإدريسي (ترجي جرجيس) احمد الزوي (النادي البنزرتي محمد الهناني (الإتحاد المنستيري) الثنائي ربيع الكافي وأحمد سعد (النادي الإفريقي) ... جميعها أسماء دولية تنشط في منتخب " عقارب الصحراء" ويشهد لها الكفاءة الكروية ورفعة الأخلاق شدّت الرحيل الى أرض قرطاج هربا من جحيم الحرب الأهلية التي اجتاحت أسوار بلد البطل الشهيد " عمر المختار" وبفعل هذه الحرب الطاحنة استضافت ملاعبنا عددا لا بأس به من اللاعبين الليبين الذين أتينا على ذكر أسمائهم وقد تزيد قائماتهم في قادم الأيام خصوصا وأن موعد غلق "الميركاتو" الصيفي في بطولتنا لم يحن بعد ... عوامل عديدة ساهمت في تهافت اللاعبين الليبيين على أنديتنا ... لا يشك عاقلان في ان الحرب تدفع اللاعبين الليبيين إلى التفكير في مخرج ما ينقذهم من ورطة البطالة الكروية التي سقطوا فيها والتي قد تحيلهم في نهاية المطاف إلى تقاعد كروي مبكر غير محمود العواقب لكن مثلت " الفيفا" طوق نجاة لهؤلاء عندما نصت أحكامها على منح اللاعب لحريته التامة من قبل هيئة فريقه السابق إذا واجه تهديدا صريحا لحياته وهو ما ينطبق على وضعية اللاعب الليبي الذي أجبرته الحرب الأهلية هناك على الانقطاع على مزاولة نشاطه الكروي على أرض بلاده فما كان منه إلا طلب حريته وفك ارتباطه عن ناديه السابق ليقرر مصيره بنفسه بالاحتراف في البطولة التونسية بمقابل مالي غير مكلف . قالوا عنهم ... كمال الشبلي : المدرب السابق للأولمبي وهلال بنغازي الليبيين : "اللاعب الليبي حساس ... لكنه فنان " أكد كمال الشبلي المدرب السابق للاولمبي وهلال بنغازي الليبي الحساسية المفرطة التي يتميز بها اللاعب الليبي أي أنه لا يتحمل الضغوطات الكبيرة التي قد يواجهها مع الأندية التي تلعب دائما على جني الألقاب وهو ما من شأنه ان يعطل مسيرته معها . وقال الشبلي :" الأسباب الأولى التي تفسر حساسية اللاعب الليبي المفرطة في عدم خروجه للاحتراف خارج أرض بلاده وتأثره الكبير بالضغوطات التي قد تمارس ضده خصوصا عندما ينشط في صفوف الأندية التي تتنافس دائما على الألقاب . وأستدرك اللاعب السابق للنادي الإفريقي قائلا :" ما يحسب للاعب الليبي هي خصاله الفنية الرفيعة وقدرته الكبيرة على لعب الأدوار التي يأمر بها من قبل مدربه " ، مضيفا في ذات السياق : " على سبيل المثال ، في تونس حاليا لا يوجد لاعب أجنبي يضاهي مهاجم النادي الإفريقي الجديد أحمد سعد من حيث المهارات الفنية والتجربة الكبيرة وعليه أنتظر ان يحقق هذا اللاعب نجاحا لافتا في صفوف فريقه الجديد في الموسم الرياضي القادم" . لطف جبارة (المدرب السابق للجزيرة والسويحلي الليبيين ) : "اللاعب الليبي أقوى من نظيره التونسي فنيا ... وأقل منه شأنا تكتيكيا " . من جهته ، إعتبر لطفي جبارة المدرب السابق للجزيرة والسويحلي الليبيين أن اللاعب الليبي يقل شأنا عن نظيره التونسي تكتيكيا لكن يمتاز عليه فنيا . وقال جبارة :" ما يعاب على اللاعب الليبي هو عدم نضجه تكتيكيا وهشاشته النفسية الكبيرة إذ لا يقدر على تحمل ضغوطات المباريات الكبرى " . وأضاف المدرب السابق للترجي الرياضي : " مع هذا فإن اللاعب الليبي يمتاز بفرديات رفيعة المستوى قد تساعده على تذليل كل الصعوبات التي قد تعترض مسيرته خصوصا منها مسألة إندماجه مع فريقه الجديد" . وأبدى جبارة تفاؤله بنجاح منقطع النظير للاعبين الليبيين الذين حلوا بتونس مؤخرا قصد انضمام إلى أنديتنا . حلمي حمام ( اللاعب السابق لأهلي بنغازي الليبي ) : " اللاعب الليبي قوي فنيا...لكنه قد يفشل إذا لم يتأقلم مع فريقه الجديد " أما حلمي حمام اللاعب السابق لأهلي بنغازي الليبي , فلقد شدد على المهارات الفنية الفائقة التي يتمتع بها اللاعب الليبي لكن هذا لا يضمن له النجاح مع أندية أخرى خارج بلده بسبب مسالة التأقلم التي قد تلعب دور الحكم له أو عليه. و قال اللاعب السابق لشبيبة القيروان و النادي الإفريقي بخصوص هذا الموضوع : " قوة اللاعب الليبي تكمن أساسا في فنياته و سرعته الفائقة لكن هذا قد يكون نسبيا أمام مسالة اندماجه مع فريقه الجديد ". من جهة أخرى , أكدا اللاعبان لسعد الدريدي و محمد الميلادي على الإمكانيات الفنية الرفيعة التي يتمتع بها اللاعب الليبي لكنه يجنح غالبا إلى اللعب الاستعراضي دون فائدة. كما توقع الثنائي التونسي اللذان نشطا سابقا في بطولة الجماهيرية , النجاح المأمول للعناصرالليبية التي حل ركبها مؤخرا إلى بلادنا و انضمامها إلى بعض أندية قسم النخبة.