كان الوضع العام لمدينة القيروان محور اجتماع انعقد ليلة البارحة في مقر البلدية و جمع أعضاء النيابة الخصوصية وأعضاء مجلس حماية الثورة بحضور ممثلي وسائل الإعلام. و قد جاء حديث رئيس النيابة الخصوصية مطابقا لما ذكره و صرح به سابقا " للتونسية " في حوار شامل ارتاح له المواطنين. النظافة شكل موضوع النظافة المحور الأول و الرئيسي لهذا الاجتماع حيث أخلت شركة المناولة الرئيسية بواجباتها و لم تحترم ما جاء في كراس الشروط كما وصل بها الأمر إلى حدّ تحريض عمالها على الاعتصام في البلدية مطالبينها بالترسيم بحجة انتهاء العمل بالمناولة بالإضافة إلى اعتصام 30 من عملة الحضائر الذين دعمت بهم الولاية البلدية منذ شهرين و ستتكفل البلدية مبدئيا بالنظافة إلى حين الانتهاء من الدراسة التي انكبت عليها لجنة مختصة لدراستها البناء و الانتصاب الفوضوي قالت النيابة الخصوصية أن مسؤولية هذه التجاوزات حول البناء والانتصاب الفوضوي وكذلك الذبح العشوائي تتحملها وزارة الداخلية بدرجة أولى لأنها لا تريد أن تساند العمل البلدي من خلال عدم السماح للأمن بمرافقة الأعوان علما وأنّ تنفيذ قرارات الهدم ومنع الانتصاب أمر أمني. ملفات الفساد أما ملف الفساد فقد استحوذ على أكثر الوقت نظرا لتشعب أنواعه و طرقه واتجاهاته و نوعية المتورطين فيه ويتمثل أساسا في معضلة الشركة المستغلة لمحطة اللواج التي تستغلها بالقوة ودون وجه حقّ منذ ثلاث سنوات. كما أن مداخيلها تمثل جزء كبيرا من ميزانية البلدية إذ تمر بهذه المحطة أكثر من أربعمائة سيارة أجرة يوميا و تدفع كل واحدة منها دينارين إضافة إلى المحلات و المقاهى والدكاكين المستغلة بالكراء داخل المحطة. ومن ملفات الفساد أيضا صفقة كراء المغازة العامة واستغلال محلات البلدية بمبلغ زهيد, كما يعمد اغلبهم منذ سنوات إلى الهروب من خلاص الكراء وتعمد البعض الآخر كراء أملاك البلدية وكسب الملايين عن طريقها. و في الأخير اتفق الحاضرون على ضرورة الوقوف بجانب البلدية و تسهيل أمر التحقيق في تجاوزات العهد السابق للجنة خاصة في البلدية تعمل بالتوازي مع لجنة الشؤون العقارية التي بدأت بفتح بعض الملفات لدراستها والخروج بقرارات تهيئة فسقية الاغالبة من المشاكل العميقة التي أدت إلى انهيار معلم مائي فريد من نوعه في الحضارة الإسلامية في قيمة فسقية الاغالبة هو غياب من هو قادر على تفعيل و متابعة ملف تهيئة فضائها رغم أن الأموال تم رصدها من ميزانية وزارة الثقافة منذ زمن بعيد. و في الأخير تم تكوين لجنة تضم جمعية " قيروانيون" التي تملك مشروعا جاهزا لإصلاح الفسقية وأعضاء من البلدية ومجلس حماية الثورة. تطهير المستودع في ختام الجلسة أكد الحاضرون على ضرورة مساندة السلطة التنفيذية للنيابة الخصوصية التي لا تملك أداة التنفيذ وتطهير مستودعها من المخربين وهم في أغلبهم من أصحاب السوابق العدلية والمنحرفين الذين استغلوا الوضع لفرض إرادتهم الإجرامية والذين ليس لهم أي وجه حق ، وأشاروا أنه دون هذه المساندة سيتفاقم مشكل البناء الفوضوي والزحف على الطرقات والانتصاب والفوضى والعودة بالقيروان إلى الوراء.