نظمت جمعية رعاية المسنين بولاية تونس مأدبة افطار رمضانية بمطعم الاستقلال بباب سويقية لفائدة مجموعة من المسنين دعيت اليها بعض الشخصيات و الوجوه المعروفة على غرار الفنانة القديرة دلندة عبدو وبعض الوجوه الاعلامية وتتنزل في اطار سنّة حميدة دأبت عليها الجمعية منذ انبعثها حسب ما أكده السيد محمد العروسي الفهري رئيس الجمعية الذي افادنا بأن اهداف الجمعية تتنزل في اطار العناية بكبار السن الفاقدين لسند عائلي من خلال متابعة اوضاعهم الصحية والاجتماعية عبر مجموعة من الفرق الطبية والمرشدين الاجتماعين الذين يتولون التحول الى مقر سكناهم للاطلاع عن كثب على اوضاعهم...واضاف ان مثل هذه المناسبات تسهم في تدريب ابنائنا على حسن معاملة ابائنا المسنين والتعامل معهم ... كما اشار السيد عبد الوهاب العلاني الى ان هذه المائدة هي محاولة من الجمعية لمد اصور التواصل بين ابائنا المسنين والشباب الى جانب تدعيم اواصر الرحمة التي بتنا نفتقدها في مجتمعنا اليوم وخاصة في شهر رمضان المعظم مضيفا ان الجمعية والمأدب التي تقيمها هي بعيدة كل البعد عن الحسابات السياسية الضيقة والتوظيف الحزبي فهدفها الاول رعاية ودعم فئة تعد من ذوي الاحتياجات الخاصة ... وقد كان ل"التونسية" دردشات خفيفة مع بعض المسنين حول اوضاعهم الاجتماعية والمادية حيث قال عم صالح مسن معوق في مستهل حديثه ان رمضان الان يختلف كليّا عن رمضان زمان حيث كان السهرات واللّمة العائلية والمسمارات و"الكافي شنتات " التي كان يرتدها المواطن التونسي بزيه التقليدي العبق برائحة الاصالة ...اما الان فالحال غير الحال...وبخصوص اوضاعه الاجتماعية قال عم صالح انه يعاني من اعاقة ويفتقد الى السند العائلي اضافة الى سوء حالته المادية .. في حين قالت الحاجة فاطمة التي تقيم بمفردها بعد ان فقدت زوجها منذ سنوات وتركها دون دخل مادي كما تخلت عنها عائلتها الموسعة انها تعيش على وجه الكراء في منزل عجزت عن سداد معلوم تسويغه مما حدا بها الى التوجه الى دار المسنين لعلها تجد فيها الملاذ الاخير... اما عم منجي الذي حفر على وجه الزمان اخاديد التعب والفقر والخصاصة جلس وحيدا بمعزل عن الاخرين فأول كلمة نطق بها انهمرت دموعه معها حيث اجتمعت عليه هموم الزمان خصوصا بعد ان عادت اليه ابنته من تجربة زواج انتهت بالطلاق لينضاف اليه عبء اخر الى جانب عبء ابنته الطالبة وزوجته المقعدة وهو لا يمتلك قوت يومه الا ما يجود به اهل الكرم من ذوي القلوب الرحيمة فقال انه اجرى عدة اتصالات مع المسؤولين قصد مد يد المعونة الا ان خطاه باءت بالفشل ... مأدبة افطار كانت في مجملها رائعة بأتم المقايس حيث نجح القائمون على تنظيمها الذين اضفوا على المأدبة رونقنا اخرى من خلال اقامة حفل "سلامية" وتوزيع بعض الهدايا على الحاضرين الذين اكدوا انهم احسوا طيلة الامسية بالدفء العائلي