نظمت اليوم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وبإشراف السيدة منية العابد لقاء حضره عدد قليل من الإعلاميين يتمحور حول قواعد وإجراءات الحملة الانتخابية والدعاية الانتخابية وتقديم مشروع مدونة سلوك الصحفيين . وقد تعيب عن هذا اللقاء السيد كمال الجندوبي رئيس الهيئة الذي إعتذر عن الحضور على لسان رئيس الجلسة بسبب التزامات طارئة . في البداية نوهت السيدة منية العابد بالدور الفعال للإعلاميين في إنجاح العملية الانتخابية والمساهمة في الانتقال الديمقراطي قائلة بأن مدونة "حسن السلوك" للصحافيين التي تعتزم الهيئة وضعها والمصادقة عليها هي جملة من القواعد سيدعى الصحفيين إلى الالتزام بها خلال العملية الإنتخابية قبل وبعد وخلال الانتخابات ... كما أضافت أن المدونة ستتضمن شروط شكلية وموضوعية لقبول مطلب اعتماد صحافيين تونسيين وأجانب تتوافق مع أخلاقيات المهنة وتتلاقى مع ميثاق الشرف الذي يحدد مهنتهم . ومن النقاط التي تضمنتها المدونة هي تمتع الصحفي الذي يتم إعتماده من قبل الهيئة بحرية النفاذ إلى منظومة العملية الإنتخابية بكل حرية بما في ذلك النفاذ إلى مصادر المعلومة وإلى مكاتب الإقتراع مع التقيد بجملة من الواجبات كأخلاقيات المهنة والتشريع المنظم وبخصوص وسائل الإعلام الأجنبية فقد وقع الحد من مهامها بسن جملة من الشروط كعدم التدخل في الشأن الداخلي للبلاد والامتناع عن تصريحات للعموم تضر بالمسار الإنتخابي بالإضافة إلى حسن التعامل مع المشرفين على تنظيم الإنتخابات ومن النقاط الأخرى التي حددتها المدونة هي عدم إستعمال أجهزة التصوير إلا بترخيص من رئيس مكتب الإقتراع بقرار كتابي مع إحترام قراراته إضافة إلى عدم حمل أي إشارة تحيل إلى حزب معين . وفي مداخلتها ذكرت رئيسة نقابة الصحافيين التونسيين السيدة نجيبة الحمروني بميثاق الشرف الذي لا يختلف في جوانبه عن المدونة سوى في بعض النقاط المخصصة للفترة الانتخابية . مشيرة إلى بعض الخروقات التي اعتمدها بعض الصحافيين في الآونة الأخيرة... أما السيد هشام السنوسي عضو بالهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال فقد تحدث عن الدعاية الانتخابية وآليات التضليل التي تعتمد في مثل هذه الفترات كالإكثار من الرقابة والإغراء والتلاعب بعواطف الناس وتحويل اهتمامهم عن القضايا الأساسية مستندا في ذلك إلى أمثلة من التاريخ . في حين تطرق السيد مراد بن مولى عضو مكلف بالشؤون القانونية بالهيئة إلى قواعد وإجراءات الحملة الانتخابية من خلال ضبطها ومراقبتها واتخاذ التدابير اللازمة لتجاوز المخالفات مع ضرورة التركيز على الدور البيداغوجي لوسائل الإعلام بنشر ثقافة التوعية والتاطير . وفي أعقاب الجلسة توجه بعض الحاضرين باستفسارات وضعت الإصبع على الداء حيث تساءلوا عن المغزى من بعث ومناقشة مدونة سلوك إلزامية في ظل حضور عدد قليل من الصحفيين إضافة إلى الشروط المجحفة التي تفرضها المدونة والتي قد تصل إلى حد منع الصحفي من ممارسة أي نشاط حزبي وخاصة الصحفيين الذين تم إنتدابهم من طرف بعض الأحزاب السياسية في خطة ملحق صحفي كما نددوا بالطريقة التي أصبحت تنتهجها الاحزاب في الحملات الدعائية خارج الموعد القانوني الذي تضبطه المراسيم والقوانين حيث أن بعض هذه الأحزاب أصبح يستثمر في الإعلام من خلال بعث أو شراء لصحف ... في صمت رهيب من الهيئات العليا والنقابة الوطنية للصحفيين .