في إطار سلسلة لقاءاتها مع الأحزاب السياسية لتسليط الضوء على اخر الاستعدادات و تبسيط الاجراءات المقترحة لإنجاح الاستحقاق الانتخابي عقدت صباح اليوم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات اجتماعا عاما حضره عدد هام من الممثلين عن الأحزاب إلى جانب ثلة من الهيئات والجمعيات و مكونات المجتمع المدني .. هذا إلى جانب حضور لافت لوسائل الاعلام الوطنية بشقيها المسموع و المكتوب و وسائل اعلام اجنبية... جلسة اليوم خصصتها الهيئة العليا للانتخابات للتعريف بالدور المنوط بعهدة الملاحظين خلال المسار الانتخابي تولت تقديمه السيدة سلسبيل القليبي التي طرحت تصورا عاما لمفهوم الملاحظ إلى جانب تفسير القوانين و المراسيم الضابطة لمهمته و ما يترتب القيام به خلال يوم الاقتراع من ملاحظة و تدوين لكل اخلال بالنظام أو تجاوز للقانون مع ضرورة الاعلام عنه فور وقوعه حتى تتخذ الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التدابير اللازمة لردع هذا التجاوز في إبانه... هذا و قدمت أيضا الأستاذة سلسبيل القليبي أثناء مداخلتها ما قامت به الهيئة من تحضيرات لإعداد المراقبين و الملاحظين لهذا الموعد الهام حتى يتم على أكمل وجه من تكوين لفائدتهم ووضع مدونات وادلة تساعدهم على اداء مهمتهم كما يجب... و في كلمتها أبرزت ضيفة اللقاء السيدة سابنا فيغاني ممثلة عن مركز "كارتر" الأمريكي أهمية دور المراقب خلال المسار الانتقالي و خصوصا المراقبين الدوليين لما يتمتعون به من دراية واسعة بحكم تعدد تجاربهم مشددة على أن طلب مراقبين دوليين هو اختيار و ليس واجبا على كل حكومة ترغب في إجراء مسار انتقالي ديمقراطي شفاف... و قد بسطت في كلمتها مهام و طريقة ونظام عمل المراقب الدولي معددة لبعض المهام التي يؤديها المراقب على غرار مراقبة عمل الهيئة و الاستعداد للانتخابات و سير عملية الاقتراع و من ثم يرفع تقريرا مفصلا يقدم فيه الايجابيات و السلبيات... هذا و قد فسح المجال في ختام الجلسة إلى جمعية "عتيد" لصاحبها السيد معز بوراوي لتقديم هذه الجمعية المختصة في المجال الانتخابي و التي وقع بعثها اثر 14 جانفي و تعمل على تكوين ملاحظين بالتعاون مع الهيئة العليا للانتخابات يقع اعتمادهم في ما بعد للاضطلاع بالمهمة المذكورة اضافة الى بسط وشرح العملية الانتخابية للناخبين وخاصة الفئة التي تعاني من الامية والتي تشير بعض الاحصائيات الى ان عددها يناهز المليوني أمّي . و لم يخل كالعادة اللقاء مع الأحزاب السياسية الذي تنظمه الهيئة العليا للانتخابات من المداخلات الجريئة و الصريحة فقد ركزت مداخلات اليوم في أعقاب الجلسة الخاصة بتقديم دور الملاحظ خلال الانتخابات على ضرورة إيقاف الإشهار السياسي حتى لو استدعى الامر الالتجاء إلى القضاء و من ثم القوة العامة لتطبيق القانون او القرار حسب رأيهم ...وذلك على اثر ما لاحظه جميع الحاضرين صباح اليوم و على رأسهم رئيس حزب المجد السيد عبد الوهاب الهاني حيث مازال الاشهار السياسي يغزو جميع الفضاءات من لافتات ومعلقات إشهارية في محطات القطار والمترو وعلى الحافلات التابعة للشركات الخاصة وهو ما يخالف القرار القاضي بمنع الاشهار السياسي بجميع أصنافه وأساليبه وخاصة المقنع منه والذي أكدت الهيئة في بيان لها ضرورة إيقاف هذا الإشهار بداية من يوم الاثنين 12 سبتمبر الجاري... كما طالبوا من الهيئة العليا للانتخابات ان لزم الامر بإلغاء القوائم المترشحة الممثلة عن الاحزاب التي تخالف قرار منع الاشهار السياسي و منعها نهائيا من دخول انتخابات المجلس التأسيسي لسنة 2011 في جميع الدوائر... كما شدد الحاضرون على وجوب تحلي الهيئة العليا للانتخابات والمراقبين بالفطنة لقطع الطريق عن اي محاولات للتلاعب بأصوات الناخبين او المتاجرة فيها خصوصا وان هناك من أشار الى وجود بعض الاطراف التي بدأت تعد العدة وتهيئ نفسها للقيام بهذه العمليات التي من شأنها ان تعكر المسار الانتخابي والانتقال الديمقراطي ...اضافة الى مطالبتهم بتوفير الامن خلال ايام الحملة الانتخابية ويوم الاقتراع حتى تضمن سلامة الجميع ...