افتتحت البارحة في سينما روكسي بمدينة طنجة شمال المغرب الدورة التاسعة لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي بفيلم ذاكرة 14 للمغربي أحمد بوعناني الذي يصور مأساة شعب من خلال الذاكرة المصورة للمغرب بين 1912 و1953 وتوفي بوعناني في شهر فيفري الماضي عن سن تناهز 73 سنة وقد شارك أحمد بوعناني الذي يعتبر بمثابة أسطورة السينما المغربية في الفيلم الطويل "وشمة" (1970) لحميد بناني وأخرج فيلمه الطويل الاستثنائي "سراب" سنة 1979 . درس أحمد بوعناني الذي ولد سنة 1938 بالدار البيضاء بالمعهد العالي للدراسات السينمائية بباريس وقد استقر رفقة زوجته بقرية "آيت وغمر" على جبال دمنات (وسط المغرب) بعد وفاة ابنته "البتول" في الحريق الذي شب في شقته بالرباط سنة 2003. و اكتشف الفقيد العديد من السينمائيين المغاربة على غرار داود أولاد سعيد بحيث أشرف على كتابة سيناريو معظم أفلامه. وفضلا عن السينما فقد عرف أحمد بوعناني بميوله الأدبية فهو شاعر وكاتب . وتنطلق اليوم الثلاثاء عروض المسابقة الرسمية التي تشارك فيها تونس بالأفلام التالية : "موجة" لمحمد بن عطية، بطولة منى نور الدين وسندس بلحسن ، "بيضاء" لمريم ريفاي والفيلم يشارك فيه رؤوف بن عمر وسلمى بكار ودليلة مفتاحي واحمد آمين بن سعد ، و"العيشة" لوليد الطايع بطولة سندس بلحسن ومراد كروت. يذكر أن مهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة ينظم تحت رعاية ملك الغرب ويٍرأسه نورالدين الصايل المدير العام للمركز السينمائي المغربي، وتضم لجنة تنظيمه رؤساء غرفة منتجي الأفلام ورابطة المؤلفين والمخرجين وغرفة موزعي الأفلام وغرفة قاعات السينما ونقابة تقنيي السينما والجامعة الوطنية للأندية السينمائية... أما عندنا في تونس فلا تسمع سوى بالمعركة المزمنة بين أغلب السينمائيين التونسيين ورئيس جمعيتهم الذي يرفض التخلي حتى ولو بقي بمفرده في الجمعية التي يظل عنوانها صندوق بريد "السيد الرئيس" ! وبين جمعية تتمسك بالشرعية القانونية وإن إفتقدت الحد الأدنى من المنخرطين وجمعية ترفع شعار الشرعية الثورية ، أما نقابة التقنيين فترفع لواء الدفاع عن طارق بن عمار في وجه غرفة منتجي الأفلام التي تطالب من وقت لأخر بفتح ملف مخابر قمرت حتى تكون في خدمة السينما التونسية لا في خدمة بن عمار ومن والاه أو رضي عنه ! وحتى الإعلان عن تأسيس مركز وطني للسينما في تونس مر في إطار من اللامبالاة وكأن الأمر يتعلق ببعث مركز في أدغال إفريقيا ! بل إن المنتدى الذي انتظم مؤخرا بين المنتجين التونسيين ونظرائهم الفرنسيين في العاصمة التونسية أثار استياء عدد من المنتجين والمخرجين الذين لم تتم دعوتهم لحضور هذا المنتدى الذي يأتي تنظيمه تتويجا لمشاركة تونس في الدورة الماضية لمهرجان كان السينمائي بتنسيق من غرفة منتجي الأفلام . وحتى لا تكون الصورة قاتمة يأمل أحباء السينما ان تكون بادرة المنتج المعروف رضا التركي ببعث مهرجان دولي للفيلم القصير في مسقط رأسه المهدية خطوة أولى في الاتجاه الصحيح، وستنتظم الدورة التجريبية لهذا المهرجان يومي 8و9 أكتوبر الجاري .