أعلن السيّد أحمد نجيب الشّابّي أنّ حزبه لا يؤيّد فكرة تكوين حكومة وحدة وطنيّة تضمّ كافّة الحساسيّات السياسيّة بعد انتخابات المجلس التأسيسي، وذلك بالرّغم من أنّ القانون الانتخابي لا يجيز لأيّ حزب منتصر أن يتولّى شؤون الدّولة بمفرده. وأضاف الشابّي في اجتماع شعبي له بضاحية قمرت حضره بعض رؤساء قائمات حزبه بمختلف الدّوائر الانتخابية، بأنّه لا يعارض الوحدة الوطنيّة ولكنّه لن يساهم في تمكين القوى الدّينيّة من الدّخول إلى الحكم، موضحا أنّ الحزب الدّيمقراطي التقدّمي لا يكنّ أيّة عداوة لأيّ كان، وإنّما ذلك من منطلق قناعاته بأنّ السياسة هي عبارة عن مجموعة تحكم ومجموعة تعارض. وجدّد رئيس الحزب الدّيمقراطي التقدّمي التعبير عن نيّة الحزب الدّخول في تحالف وطني واسع يضمّ القوى الدّيمقراطيّة والتحرريّة في البلاد بعد انتخابات التأسيسي، على غرار القطب الدّيمقراطي الحداثي والتكتّل والعمل وآفاق. مضيفا بأنّ التحالف الدّيمقراطي الواسع هو الضّامن لانتصار الدّيمقراطيّة. ونبّه نجيب الشّابّي من تشتّت أصوات النّاخبين بين مختلف القائمات التي لا تملك حظوظا كبيرة في الحصول على عدد كبير من أصوات النّاخبين سواء كانت من الأحزاب أو من المستقلّين، قائلا: "من يُعطي صوته لحزب ضعيف أو لقائمة مستقلّة لا أمل لها في الوصول إلى المجلس، فقد ألقى بصوته خارج التّاريخ"، ودعا الجميع إلى التصويت لقائمات حزبه، معربا عن ثقته في أنّ التونسيّين سيختارون الأحزاب الوسطيّة. وأكّد الشّابّي في الاجتماع الذي دُعيت اليه عديد الوجوه البارزة في الحقل الفنّي والشّخصيّات الفاعلة في المجال الإبداعي في تونس، بأنّ الحريّة مبدأ مقدّس يدافع عنه الحزب بكل قوّة، وأكّد على أنّ حريّة الإبداع يجب أن تكون مقدّسة كذلك. وأشار إلى أنّ الأحداث التي شهدتها البلاد مؤخّرا لا تستهدف قناة نسمة بمفردها وإنّما هي رسالة إلى كافّة التونسيّين، معتبرا أن "شرارة العنف إن لم نطفئها فستمرّ إلى كلّ بيت تونسي" بحسب تعبيره. وفي ذات السياق، عرّفت ميّة الجريبي الأمينة العامّة للحزب الدّيمقراطي التقدّمي، مستقبل تونس بأنّه مستقبل الأمل ومستقبل الحريّة والإبداع والثّقافة والفنّ... معتبرة أنّ الحداثة والانفتاح عمادها الثقة في النّفس والانطلاق إلى فضاءات أرحب منفتحة على العالم وتنهل من كلّ المناهل الايجابيّة لتحقيق التطوّر. وبيّنت أنّ ثقافة التونسيّين سوف تقف شامخة لمقاومة كلّ أشكال التطرّف وفي مجابهة الهراوات والسّيوف التي لا تعترف بالمؤسّسات. وأعلنت ميّة الجريبي بأنّ منافس حزبها هو "حركة النهضة وكلّ الأطراف التي تقاسمها مشروعها"، إلا أنّها أكّدت على أنّ المنافسة بين كافّة الأحزاب نزيهة ولا غُبار عليها، تواجه الحُجّة بالحجّة والبرنامج بالبرنامج وكلّ ذلك من أجل تونس وأبنائها وبناتها. وأضافت ميّة بأنّ حزبها كان سبّاقا في رفع شعار الحداثة والعصريّة والتقدّم منذ البداية ويعتبِر كلّ الأحزاب الدّيمقراطيّة والحداثيّة والعصريّة حليفة له وهو حليف لها. وشدّدت على ما وصفته بتصويت النّجاعة موضحة بأنّه التّصويت الذي يفتح باب الأمل أمام التّونسيّين ويحافظ على مكتسباتهم ويحافظ على حريّاتهم وكرامتهم.