«..تصريحات الراجحي أثارت زوبعة لأن الوضع في تونس قابل للانفجار.. لا توجد حكومة ظل.. وحكومة الباجي قائد السبسي حققت العديد من مطالب الثورة.. تصريحات عبد الوهاب الهاني لم أطلع عليها والحجة على من ادعى.. حريصون على تثبيت موعد الانتخابات وفي تونس الوضع بدا واضحا : قطب اسلامي تمثله النهضة وقطب حداثي وعصري يمثله بكل تواضع حزبنا..». هذا أهم ما أكده مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي السيد أحمد نجيب الشابي مساء يوم السبت الفارط في سؤال ل«الشروق» على هامش اللقاء الاعلامي الذي نظمه الحزب مباشرة بعد الاجتماع الشعبي الذي انتظم بفضاء المسرح الصيفي بصفاقس . 3 زوايا... والشعب غائب «الشروق» استغلت اللقاء الاعلامي مع الشابي لتسأل عن تصريحات وزير الداخلية السابق السيد فرحات الراجحي ورئيس حزب المجد السيد عبد الوهاب الهاني، فلئن صرح الأول بوجود حكومة ظل، فان الثاني وفي تصريح لاذاعة «شمس آف آم» قال إن هناك منظمة أمريكية تعمل في الكواليس مع الحكومة المؤقتة والهيئة العليا لحماية الثورة.. التصريحان تزامنا في وقت بدأ المواطن يشعر فيه بوجود 3 أقطاب سياسية بعيدة عن مطالب الشعب : حكومة مؤقتة، هيئة عليا لحماية الثورة، أحزاب بعضها ضعيف تسعى للمواطن.. والشعب غائب تقريبا.. ؟ للاجابة عن سؤالنا فضل السيد أحمد نجيب الشابي العودة الى تجربته السابقة في الحكومة المؤقتة ليؤكد انه لم يلاحظ البتة وجود حكومة ظل طيلة فترة عمله بالوزارة وانه لا يوجد أي تدخل خارجي من أي منظمة، فالسيد الباجي قائد السبسي والكلام على لسانه قوي الشخصية ووطنيته العالية لا تقبل أن تملى عليه الاملاءات .. وأضاف المتحدث أن حكومة السيد الباجي قائد السبسي حققت العديد من مطالب الثورة لكن ليس كما يأمله عامة الشعب، فالرجل أي الوزير الأول أعاد هيبة الدولة وحافظ عليها وهو من بادر بتحديد موعد الانتخابات وهو من فتح العديد من الملفات على واجهات مختلفة وحرر الاعلام وتمكن من القضاء على المناولة وتعقب الرئيس السابق وعائلته وممتلكاتهم ونجح في الحفاظ نسبيا على الأمن، كما نجح في التهدئة مع اتحاد الشغل وغيرها من المكاسب التي تحققت في 45 يوما فقط في وقت تراقب فيه الحكومة الوضع على الحدود التونسية الليبية وتحرص على استقبال ضيوف تونس كما تسعى الى جدولة الديون وغيرها من المسائل التي هي ربما خافية عن العيان والمطلوب منها الآن الاتصال بالجماهير.. وضع متفجر السيد أحمد نجيب الشابي قال كذلك بالفعل هناك شبه قطيعة بين الزوايا الثلاث في علاقتها مع الشعب: الحكومة المؤقتة قائمة على تنظيم وقتي للسلطات وبالتالي هي لا تمثل من الناحية القانونية الا نفسها ووجودها ضروري لاستمرار الدولة، أما الهيئة العليا لحماية الثورة فلا تمثل الا أعضاءها لكنها تمثل جزءا من الوفاق لأنها تمثل النخبة لا الشعب، والأحزاب الوطنية ظروف بعضها ليس خافيا بعد التصحر السياسي الذي عاشته البلاد، وفي الطرف الآخر الشعب التونسي الذي سينطق من خلال الصندوق فالانتخابات ستشكل موعدا حاسما في تاريخ تونس وستفتح الأفاق أمام التونسيين لتجسيم تطلعاتهم في الانتقال الديمقراطي وفي تكريس العدالة الاجتماعية والتوازن الجهوي وتحقيق الكرامة، لذلك يحرص الحزب الديمقراطي التقدمي على تثبيت موعد الانتخابات لأنه الاطار الشرعي للشعب الذي من حقه أن يشعر أن الأمور تسير ببطء، مضيفا أن تصريحات السيد فرحات الراجحي جاءت في وضع اجتماعي متفجر بسبب غضب جماهيري نتيجة عدم تحقيق عديد المطالب والوعود التي قطعتها الحكومة لفائدة عديد الشرائح المجتمعية لا سيما في مجالات التشغيل وتحسين الأوضاع المعيشية العاجلة. وفي سؤال لأحد الزملاء، قال السيد أحمد نجيب الشابي إن خارطة الأحزاب بدأت تتضح ملامحها، «ففي فرنسا هناك يمين ويسار، وفي أمريكا حزب ديمقراطي وآخر جمهوري، وفي تونس بدأ الحديث عن قطب اسلامي النهضة طرفه الرئيسي وقطب عصري أو حداثي يمثله بكل تواضع حزبنا». وعن التحالفات والتكتلات قال السيد أحمد نجيب الشابي هناك حوار بين 3 احزاب : التجديد والتكتل والديمقراطي التقدمي لتشكيل تكتل سياسي، لكن ليس هناك امكانية لقائمة موحدة.. اجتماع شعبي وكان الحزب الديمقراطي التقدمي قد نظم مساء السبت حفلا شعبيا كبيرا جاء في اطار الاعداد للانتخابات وانتظم بالفضاء الصيفي سيدي منصور بصفاقس الذي سجل توافد عدد كبير من أهالي الجهة والمعتمديات التابعة لها وحضره الكاتب العام الجهوي لاتحاد الشغل السيد محمد شعبان . وفي كلمته الافتتاحية قال الكاتب العام لجامعة صفاقس السيد فريد النجار ان الحزب الديمقراطي التقدمي ساهم فعليا في الثورة من خلال تصديه لنظام الفكر الواحد ونظام القمع والاستبداد وسبق له ان رفض المشاركة في استفتاء 2002، كما رفض توريث الحكم وساند انتفاضة اهالي الحوض المنجمي بقفصة واعتبر ان المسار لن يحقق اهدافه الا عبر انتخابات ديمقراطية حرة وشفافة تحقق الأمن والاستقرار . الأمينة العامة للحزب السيدة مية الجريبي قالت إن تحركات الشارع في اليومين الأخيرين جاءت على خلفية التصريحات الاستفزازية لوزير الداخلية السابق وهي تصريحات مثيرة للنعرات الجهوية ومريبة في دوافعها وتوقيتها، مضيفة أن الوضع الاقتصادي يبعث كثيرا على الانشغال نظرا لتفاقم البطالة وانحدار المردودية الانتاجية والتوقف عن الانتاج باغلاق عديد المؤسسات الصناعية، وهو تقريبا ما توقف عنده مؤسس الحزب سواء بالفضاء الصيفي سيدي منصور أو خلال اللقاء الاعلامي الذي انتظم بأحد النزل بعاصمة الجنوب وشفع بحفل استقبال حضره عدد كبير من رجال الأعمال بالجهة وكوادر الحزب ومن ضمنهم الكاتب العام السابق لجامعة صفاقس السيد ماهر حنين وغيره من مناضلي الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يرى المراقبون انه اختار الفضاء الصيفي سيدي منصور في منافسة واضحة لحزب النهضة الذي كان استعمل نفس الفضاء الشاسع .