مع كل بداية سنة جامعية جديدة يواجه الطلبة الوافدون من ولايات أخرى مشكلة السكن خاصة الذين لم يحالفهم الحظ في الحصول على سكن جامعي ، فيأخذون على عاتقهم مهمة البحث عن مبيتات خاصة والتي بدورها "تستقبل" الطلبة والطالبات بأسعار مشطة حيث تعمد إلى إستغلال هذا الظرف دون تقديم أي خدمة مميزة سوى بعض المرافق الأساسية التي تفتقر في معظمها إلى الشروط المطلوبة. وللتوسع أكثر في هذا الموضوع أعدت "التونسية" الروبرتاج التالي : يلجأ كثير من الطلبة للسكن في مبيتات خاصة بعدما ينهكهم الوقوف لساعات كثيرة في طوابير طويلة أمام ديوان خدمات الجامعية قصد الحصول على السكن الجامعي ، ممنين النفس بأن يجدوا في هذه المبيتات مأوى ملائما. غلاء الايجار مقابل تدني المرافق الأساسية لم تختلف مواقف الطلبة كثيرا حيث عبرت أغلبية المستجوبين عن رداءة الخدمات والمرافق الأساسية المتوفرة بالمبيتات الخاصة رغم ارتفاع معلوم الايجار . ففاطمة الغربي ( طالبة سنة ثالثة إنقليزية ) قالت إنها إلتجأت للكراء بمبيت خاص بمنطقة الدندان إلى حين أن يقع الرد على مطلبها بالحصول على سكن جامعي رغم علمها المسبق أنها ستتقاسم الغرفة مع أربع فتيات إلاّ أنها لم تكن تتوقع مثل هذه الرداءة في الخدمات الأساسية المقدمة بهذا المبيت حيث أنه لا يتوفر به بيت إستحمام كما لا يوجد سوى موقد غازي فقط تتقاسمه أكثر من 20 فتاة ما يضطرها إلى الإنتظار لساعات حتى يصل دورها في الطبخ . أما سناء بلحاج ( طالبة بكلية الآداب بمنوبة) فقد أبدت استياءها الشديد من الأوضاع الصعبة والظروف المزرية التي توفرها بعض المبيتات الخاصة ومن بينها المبيت الذي تقطن به بباب سعدون حيث تعتمد معهم سياسة "التقشف" في إستعمال موقد الغاز اذ انه مسموح لهم بالطبخ مرة واحدة في اليوم والإستحمام أيضا مرة واحدة في الأسبوع بالإضافة إلى التقشف في إستعمال الكهرباء فيمنع عليهم استعمال الراديو والتلفزة أو إستخدام مجفف الشعر أو أي آلة تشتغل بالكهرباء بالرغم من غلاء معلوم الايجار الذي يقدر ب 90 دينارا شهريا . وفي السياق ذاته تحدثت الطالبة سهام طقو ( طالبة بكلية الحقوق) مؤكدة أنه لا يكفي تدني مستوى المرافق والخدمات الأساسية المقدمة بالمبيت التي تقطن به إلى جانب غلاء الايجار حتى وصلت الجرأة بصاحبة المبيت إلى استغلال المطبخ لمدة يومين كاملين لشؤونها الخاصة وعندما استفسرت الطالبات يمكنهن الطبخ طلبت منهن شراء طعام جاهز ! أين رقابة الجهات المختصة ؟ ولئن أجمعت أغلب المستجوبات على رداءة الخدمات والمرافق الأساسية المقدمة في أغلب المبيتات الخاصة بالرغم من غلاء الاسعار إلا أن فادية بن صالح ( طالبة مرحلة ثالثة هندسة كيميائية ) لا تشتكي من جودة الخدمات ولا من غلاء معلوم الكراء فقط بل تتساءل ايضا في إستياء عميق عن دور رقابة الجهات المختصة على هذه المبيتات وكيف سمحت لها بفتح ابوابها امام الطلبة رغم إفتقارها لأبسط المرافق وهو نفس الشيء الذي تتطرق إليه الطالب وجدي بن حسين ( طالب سنة ثانية ملتميديا) حيث ناشد الجهات المختصة للقيام بدوريات مراقبة للحد من هذه الظاهرة والعمل على توفير أحسن الظروف الملائمة لخلق جو ملائم للدراسة .