14 جانفي ، 25 جانفي ، 17 فيفري 2011 مواعيد تاريخية ستبقى عالقة في كل الأذهان وستسجل بأحرف من ذهب في كل السجلات العربية والعالمية ..."الشعب يريد إسقاط النظام ..." هكذا خرج التونسيون إلى شوارع تونس من شمالها إلى أقصاها في الجنوب منددين بسياسة القمع والتهميش والإقصاء التي مارسها بن علي وزمرته في عهده وأزاحوا "الديكتاتور" بل جعلوه يفر بجلده خوفا من بطش شعبه الذي عانى الويلات والأمرين وقال "لا" لأول مرة في تاريخه بإسم الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية وبإسم كل مبادئ الإنسانية ...لتمتد ثورة الياسمين خارج الخضراء وجاء دور "أم الدنيا" لتشهد معارك حامية الوطيس بين المصريين الأحرار وحزبهم الحاكم إنتهت ب"حسني مبارك" حبيس الفراش خلف قضبان السجون يتجرع "مرارة السلطة" التي مارس من خلالها مثل "بن علي" كل أنواع التسلط و الجبروت وحان وقت الحساب وها هو الآن يحاكم على جرائمه في حق 80 مليون مصري ... ولأن الثورة أقيمت من أجل إسترداد الحرية والكرامة الإنسانية كان لا بد أن تطال كرسي "معمر القذافي" الذي جلس عليه طيلة نصف قرن تقريبا فكانت الثورة الليبية إمتدادا لنظيرتيها التونسية والمصرية وكان تاريخ 17 فيفري موعدا حاسما في تاريخ ليبيا الحديثة ، ليبيا "عمر المختار" ليبيا المثقفة والحرة ، وبعد معارك طاحنة بين الثوار وكتائب القذافي ها هو اليوم يقضى على ثالث الطغاة في شمال إفريقيا وباتت طرابلس ، سرت ، بنغازي متحررة من الكتاب الأخضر الذي رسم معالمه "معمر" على مقاسه ... وبعد شمال إفريقيا ، فإن الشرق الأوسط بدوره يعيش على صفيح ساخن ، سوريا ، اليمن ، البحرين وبوتيرة أقل الاردن وقد تكون بلدان أخرى في طريقها نحو رياح الثورات العربية أو الربيع العربي الذي سيقتلع الطغاة من جذورهم عما قريب على غرار "بشار الأسد" و"علي عبد الله صالح" فمسألة سقوطهما لم تعد حلما بل صارت حقيقة ...