على هامش انطلاق موسم السياحة الصحراوية بمدينة توزر كان ل"التونسية" لقاء مع بعض تجّار الصناعات التقليدية بالمنطقة قصد التعرّف على أوضاع تجارتهم واستشراف الآفاق التي يحملونها عن مستقبلها خاصة بعد أن عرف قطاعهم ركودا و تقهقرا بتقلّص الحركة السياحية منذ جانفي الماضي. فماهي الأوضاع التي يعيشها القطاع؟ و ماهي الآمال التي يعلّقها التجّار؟ تعدّ الصناعات التقليدية بولاية توزر رافدا لإثراء المخزون الثقافي و الحضاري بالجهة حيث يعمد التجار إلى إحياء الحرف المميزة لأهالي المنطقة و إدراجها ضمن الخصوصيات التراثية لربوع الجريد لكن تقلص الحركة منذ جانفي الماضي ساهم في تراجع المبيعات ممّا ساهم في انكماش القطاع. أوضاع الصناعات التقليدية أفاد السيّد "المنصف حمّادي" صاحب محل للصناعات التقليدية كالجلد و الفخار أن محلّه يستقطب السائح الأجنبي أكثر من التونسي لكن الأوضاع التي شهدتها البلاد ساهمت في تأزّم الأوضاع و تدهور المردودية و أضاف أن المشكل الآخر الذي همش التجارة بالمدينة العتيقة هو "الدليل السياحي" حيث يستفرد بالسياح و و يتعمّد مغالطتهم بأن ينزلهم في مفترق طرقات الحامّة لتقتصر زيارتهم على الشبيكة و تمغزة دون أن تكون لهم زيارة الى أسواق توزر وهو ما ساهم في تهميش تجارة الصناعات التقليدية.أمّا السيّد "أكرم ميعادي" صاحب محل لبيع الصناعات التقليدية كاللباس التقليدي للجنوب و الفخار النابلي و الجلد و المرقوم فأوضح أن منتوجهم موجّه الى الداخل أي السياحة الداخلية و الإقبال التونسي و أكّد أن المداخيل رغم أنها تغطّي حاجيات المحل إلاّ أنّها تبقى غير كافية و متراجعة مقارنة بما كانت عليه في السابق.في حين يرى "أحمد الطالبي" صاحب مغازة دار الطالب وهي أقدم مغازة للصناعات التقليدية أن معاناة القطاع سببها وكالات الأسفار التي همّشت المنطقة و جعلتها منطقة عبور ليفيد أنّ 80 بالمائة من العائدات السياحية تستقر بالمناطق الساحلية و أشار الى أن معدّل مداخيل شهر سبتمبر كان في حدود 60 دينارا بعد ان كان في السابق في حدود ال200 و ال250 دينارا يوميّا. تطلّعات المهنيين و آمالهم: عبّر أغلبية التجّار عن أملهم في تحسّن أوضاع تجارتهم خاصّة بعد فتح المجال الجوي "ترانزافيا" بين باريس و توزر و ما سيضفيه من حركية على موسم السياحة الصحراوية الذي انطلقت فعالياته و قد أشار السيد "أكرم ميعادي " الى أن استقطاب السياح عبر خط "ترانزافيا" أهم بكثير من استقطاب سياح عن طريق الخطوط التونسية فيما رأى تاجر آخر أن خطّ "ترانزافيا" سيفتح المجال للحركية في الجهة بتدعيم المنافسة مع خطوط أخرى في المنطقة على غرار الخطوط التونسية التي بدأت في إرجاع بعض رحلاتها. هذا و قد جدّد البعض منهم نداءهم من أجل تدخلات عاجلة تحدّ من مهنة الدليل السياحي حتى لا يهمّش القطاع بجهة توزر أكثر و أن تكون توزر وجهة سياحية قارة و ليست منطقة عبور.