تعتبر توزر من الوجهات السياحية المفضلة لدى السائح الاجنبي لعدة اعتبارات لكن ذلك لم يشفع لها على مستوى كثافة النشاط السياحي حتى في ذروة المواسم باعتبار الهيمنة المفروضة عليها من قبل السياحة الساحلية بما جعلها إلى حد الآن تتميز بسياحة عبور يفوق فيها عدد الوافدين عليها عدد المقيمين بها و باتت تشكل عجلة عربة مجرورة و نهاية مطاف لزيارة السائح الذي يصلها في المساء ليغادرها صباحا دون أن تكون الجهة قد استفادت من وجوده بها رغم ما بها من خصوصيات لا يختلف فيها اثنان و هذا الوضع حتم تراجع مردودية القطاع السياحي الصحراوي وبالتالي إغلاق أكثر من 7 نزل سياحية بكل من توزر و نفطة وعدد هام من المخيمات و الاقامات العائلية وإحالة عدد كبير من إطاراتها و عمالها على البطالة. ذاكرة شعبية.. اندثرت و من بين الوحدات الفندقية العريقة بربوع الجريد والتي طالتها معضلة الاغلاق و التهميش و التلاعب بمصلحتها نجد نزل صحراء بالاص بنفطة هذا الذي يعتبر الذاكرة الشعبية لأهالي الجريد في المجال السياحي الذي كان يوفر أكثر من 300 موطن رزق مباشر هبت عليه نسمات التهميش ليبقى دون استغلال ويحكم عليه بالركود دون أسباب موضوعية و غيره من الوحدات السياحية بالكوفة الصغرى نفطة وبعاصمة السياحة الصحراوية توزر شهدت نفس المصير حيث لم يبادر النظام السابق بالتدخل لانقاذها و إعادة توازنها بل لازم الصمت و ترك مصير الاعوان والموظفين مجهولا سيما و أن هذا النظام كان يتباهى بالقرارات التي سنها لفائدة السياحة الصحراوية لكنها كانت قرارات واهية والدليل أن هذا القطاع ظل يصارع للتخلص من كماشة سياحة العبور لكنه لم يفلح في ذلك بتواطؤ من النظام السابق. الامل في نسمات الحرية ورغم الصعوبات التي واجهها قطاع السياحة الصحراوية في الاشهر السابقة فقد تضافرت المجهودات من قبل المصالح المعنية لاعادة تنشيط هذا القطاع من خلال استضافة عدد هام من البعثات الديبلوماسية و الوجوه الاعلامية سعيا إلى رفع القيود على جهة توزر على مستوى توافد السياح حيث سجلت في الفترة المتراوحة بين شهري فيفري ومارس 2011 توافد 6684 سائحا من جنسيات مختلفة قضوا حوالي 12686 ليلة سياحية في حين بدأت الوحدات السياحية و محلات الصناعات التقليدية و نشاط العربات السياحية المجرورة تعيش على وقع انتعاشة تدريجية للحركة السياحية بفضل نسمات الحرية و ثورة الكرامة التي شرعت في عملية الانقاذ التي شملت آلاف المنتمين للقطاع السياحي بولاية توزر في انتظار حلول عاجلة للنزل و الاقامات و المخيمات المغلقة و غيرها من الفضاءات الاخرى. مقترحات المهنيين و أمام تقلص طاقة الايواء بفعل اغلاق عدد هام من النزل لأسباب مختلفة تم التفكير في إحداث منطقة سياحية جديدة بتوزر محاذية لقولف الواحات على مساحة 62 هك لكن هذا المشروع لم ير النور لانعدام الارادة السياسية الصادقة للنظام البائد، و تتمثل شواغل الزمن السياحي للسياح لزيارة الاسواق والمحلات و أن تسمح بذلك فلفترة وجيزة جدا لا تمكن السياح من التبضع أو توجيههم إلى مغازات دون أخرى بتواطؤ من الادلاء السياحيين محاباة أو امتيازا دون وجه حق ويقترح الحرفيون إقامة تظاهرات سياحية و ثقافية و معارض كبرى للصناعات التقليدية في مختلف العواصم الاوروبية و بالجهة و ضبط استراتيجية ترويجية واضحة قادرة على استقطاب آلاف بل ملايين السياح. تكوين الادلاء السياحيين و في جانب آخر يرى المهنيون أنه من الضروري العمل على تكوين الادلاء السياحيين المحليين في جميع المجالات لاعطاء صورة حقيقية على الجهة من حيث تاريخها و جغرافيتها و مختلف خصوصياتها. و عرّج أصحاب النزل على أهمية قطاع السياحة الداخلية الذي يعتبر من أبرز روافد القطاع بصفة عامة و يطالبون بسن تشجيعات وامتيازات للسائح التونسي و تقديم أفضل الخدمات له تماما مثل السائح الاجنبي وتنشيط مطار توزرنفطة الدولي الذي لم يتم استغلاله على الوجه الافضل باعتبار توقف نشاط الخطوط الدولية صيفا ومحدودية الخطوط مع أبرز العواصم الاوروبية. و دعت أطراف أخرى إلى ضرورة التفكير في العناية أكثر بالمرافق المكملة لمنظومة القطاع السياحي بتوزر كالمخيمات و المقاهي والمطاعم والفضاءات الترفيهية وإعادة هيكلة نقابة التوجيه السياحي بتوزر و دعم أصحاب محلات الصناعات التقليدية من خلال تمكينهم من قروض لتغطية التزاماتهم مع المزودين أو تسديد معاليم الكراء سيما في الفترة الحالية و يناشد المستثمرون وزارة التجارة و السياحة لإيجاد حلول عاجلة لفض إشكاليات النزل المغلقة بتوزر و نفطة و شواغل أعوان متحف دار شريط الذين يعانون عدة صعوبات وخصوصا على مستوى الأجور و المرتبات و لن يستقيم حال السياحة الصحراوية بولاية توزر إلا بإعادة فتح النزل المغلقة و بعث المنطقة السياحية الجديدة لدعم طاقة الإجراء وتكثيف حركة الملاحة الجوية بالمطار والعناية أكثر بالمحيط السياحي.