بعد فراق مقاعد الدراسة لمدة ثلاثة أيام منحتها وزارتا التربية والتعليم العالي للتلاميذ و الطلبة حتى يتمكنوا من ممارسة حقهم الانتخابي، عاد هؤلاء حاملين معهم آمالا و انتظارات و أحلاما جميلة كاد يحوّلها النظام البائد الى كوابيس في عيون بعض الطلبة لما تجرّعوه من كأس البطش و الاستبداد في محاولة لإخراسهم عن الإدلاء بآرائهم و المطالبة ببعض الحقوق الأساسية. عهد ولّى مبشرا بولادة عهد جديد صافح فيه الطلبة صناديق الاقتراع معلّقين وسام الثقة على صدور ممثليهم بالمجلس التأسيسي علّ حلم الأمس يصير حقيقة الغد و تشرق شمس الرّقي على السّاحات الجامعيّة. "التونسية" تنقّلت بين المؤسّسات الجامعيّة لترصد بعض الآراء و الأفكار فكان الروبرتاج التالي: أحلامنا بسيطة ...بساطة أوضاعنا ألمح الطالب وصفي غرسلاوي ( 24 سنة ) أن المطالب التي ما فتئ الطلبة ينادون بالاستجابة لها و صاروا يرددونها على القاصي و الدّاني ليست بالطلبات العسيرة و لا المجحفة و إنما هي " أحلام بسيطة بساطة أوضاعنا و هي مسؤولية على عاتق ممثلينا بالمجلس التأسيسي إذ كل ما نطلبه هو العمل على تحسين المنظومة التعليمية و توفير الحد الأدنى من الضروريات التي إن غابت غاب معها طموح الطالب في النّهل من مشارب العلم و المعرفة و عزف عن مواصلة التعلّم". ومن جهته أشار الطالب سمير الحمامي الى جملة من المطالب التي يرجو من ممثلي المجلس التأسيسي ايلاءها العناية و الاهتمام " نأمل من ممثلي المجلس التأسيسي أن يطرحوا فكرة تغيير المنظومة التعليميّة بشكل يرقى الى المستوى المعرفي للطالب، سن القوانين التي تلزم سلطة الإشراف بتقديم الدعم المادي (المنح و القروض و السكن الجامعي...)و المعنوي من قبيل تقديم بعض التسهيلات و عدم غلق الأبواب أمام الطلبة". القطع مع مقولة "تقرا ما تقراش الخدمة ما ثماش" ! كثيرة هي الشعارات التي رفعها الطلبة زمن التهميش و الإقصاء، شعارات تبيّن العلاقة الجدلية بين التعليم و التشغيل و في هذا الصّدد أكدت الطالبة آمنة الزايدي سنة ثانية ماجستير( 25 سنة ) أنها تنتظر من ممثلي المجلس التأسيسي السّهر على سنّ القوانين التي قد تساعد على تمكين المتخرجين الجامعيّين من العمل و خاصة في الاختصاص الذي زاولوا فيه تعليمهم لأنه في نظرها "أهم جائزة قد تقدمها الدولة لخريجيها بعد رحلة دراسية لا تقل عن 16 سنة و بذلك يصير هناك حافز و دافع للطلبة على ضرورة مواصلة المرحلة الجامعية". و من جهته يؤكد الطالب عمار البكري أن الحصول على عمل له تأثير بشكل كبير على المسيرة التعليمية للطالب حيث يتساءل "كيف لك أن تضيع السنين في التعليم وسط شعارات من قبيل "تقرا ما تقراش الخدمة ما ثماش" و هي شعارات سخّرت لأجلها حكومة الرئيس المخلوع كل الطاقات بغية تجسيدها على ارض الواقع ! ومن المستحسن أن يعمل ممثلو المجلس التأسيسي على دحضها بان يجسدوا مستقبلا شعار"من جد وجد و من زرع حصد" الذي قد يترنم به الطلبة ان كان عمل المجلس مرضيا و ليتذكروا دائما أن الثورة ثورة شباب و اغلب هؤلاء من حاملي الشهادات العليا العاطلين عن العمل". أيام قليلة قادمة يبدأ فيها ممثلو المجلس التأسيسي بالعمل معلنة معها بداية كشف الحقائق...حقائق يأمل الجميع بمن في ذلك الطلبة أن تكون في مستوى آمالهم و انتظاراتهم و محل ثقة نادرة كادت تنعدم و هبوها لممثليهم بالمجلس التأسيسي.