ضيفنا هو شخصية جمعت بين الصدق والجرأة والطرافة منذ ترشحه لانتخابات المجلس التأسيسي وتعبيرا منه عن أصالته كان لا يرى حرجا في إرتداء اللباس المميز لأهل البدو إيمانا منه بأن من يتنصل من ماضيه ليس له حاضر ولا مستقبل ، شخصيا لم تكن تجمعني به علاقة لا من قريب ولا من بعيد لكن في إحدى جلسات الهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات بقبلي شد انتباهي بجرأته وحدة موقفه ... وفي هذا الحوار الذي أردناه إطلالة أولى مع هذه الشخصية سيكشف ضيفنا كيفية دخوله لعالم السياسة وهل كان منتظرا ترشح قائمته وما هي الرسالة التي يريد تبليغها لبعض الأطراف . * إبراهيم قصاص وبعد ؟ أنا الرد المناسب على كل المشككين في نزاهة ومصداقية وحيادية وشفافية الهيئة العليا للإنتخابات بتونس ، وأنا عنوان رسالة الثورة التونسية إلى كل المهمشين والمسحوقين في بلاد العرب أن لا تخافوا ولا تحزنوا فأنتم الأعلون بإذن الله... أنا رجل بسيط من عامة الشعب المسماة بالطبقة السفلى على مدار العقود السابقة أنا سائق سيارة نقل ريفي وأنا الآن معطل عن العمل أكاد لا أجد قوت أولادي . * كيف خامرتك فكرة الترشح لإنتخابات المجلس التأسيسي ؟ - أسعدتني ثورة شعبي على نظام الديكتاتورية والظلم والتهميش ولما شعرت بأن بعض قوى الدكتاتورية رجعت بوجوه يغطيها المكياج كان لا بد لي من التصدي لهؤلاء عبر ترشحي هذا . * ما هو سر نجاحكم رغم محدودية امكانياتكم والمنافسة الشرسة بينكم وبين بقية القوائم ؟ أنا كما تعلمون من خلال متابعتكم اليومية للحملة الإنتخابية ركزت على المبادئ والمطالب التي ثار من أجلها شعبنا وكنت أعقد إجتماعاتي في البطاحي الشعبية والقرى الريفية وأكلم ابناء شعبي بلغتهم التي يعرفونها ، كنت أخاطب الارملة واليتيم كنت أخاطب المعطل عن العمل ، والفقير الذي في غالب الأحيان لا يجد حذاء ينتعله ، كنت أجلس على الأرض كما يجلسون فيما كان البعض الآخر يأتون بسياراتهم الفارهة ومن بلاهتهم السياسية يعدون أهل الصحراء والبدو بمقاومة الإنجرافات البحرية فما علاقة أهالي الصحراء بالبحر ! ؟ بعد نجاحكم هل ستحافظون على نفس النهج الذي خاطبتم به ناخبيكم ؟ أكيد جدا فأنا سأكون صوتهم الصادح بكل مطالبهم المشروعة في التشغيل والعدالة الاجتماعية حيث أن لا قيام لنظام سياسي أو دولة لا توجد بها تلك العدالة فالله سبحانه وتعالى يقيم دولة العدل وإن كانت كافرة ويهدم دولة الظلم وإن كانت مسلمة . * ألا تخشون من رجال المال والسياسة الذين سبقوكم بعقود ؟ - أنا لا أخشى في الحق لومة لائم وعلى كل حال أنظر ماذا فعلوا بالبلاد والعباد وإلى أي منحدر سحيق تردوا بوطننا حين تركنا لهم الساحة منذ ما يقارب عن ستة عقود حتى أصبح البعض يبعثر المليارات يمينا وشمالا وأكثر أبناء شعبي يبعثرون القمامة علهم يجدون ما يسدون به رمق جوعهم وجوع أطفالهم . * ماهي توجهاتكم في صياغة الدستور ؟ سندافع عن صياغة دستور يحفظ الهوية العربية الإسلامية لتونس ويضمن عدم الرجوع نهائيا إلى الديكتاتورية والظلم والتهميش ويحفظ حقوق الرجل والمرأة ويحافظ على تماسك أفراد المجتمع التونسي ويلغي التفرقة بين الجهات والأفراد ويضمن الفصل بين السلطات . * إلى أن نلتقي ؟ شكرا لكم والشكر موصول لصحيفتكم التي فتحت لي نافذة للتواصل مع أبناء شعبي ومن خلالكم أرسل رسالة إلى الإعلام الوطني الحر الصادق والنزيه بأن لا يحقر أحدا بعد الآن وأن يقف على مسافة واحدة من الجميع إذ يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر .