"أمامكم 24 ساعة فقط".. كبرى الشركات الأمريكية توجه تحذيرا لموظفيها الأجانب    مسرحية "على وجه الخطأ تحرز ثلاث جوائز في مهرجان صيف الزرقاء المسرحي العربي    جندوبة: حملة نظافة بالمستشفى الجهوى    تحذير هام: تناول الباراسيتامول باستمرار يعرّضك لهذه الأمراض القاتلة    عاجل: وفاة عامل بمحطة تحلية المياه تابعة للصوناد في حادث مرور أليم    بعد اجتياح غزة.. حماس تنشر "صورة وداعية" للرهائن الإسرائيليين    عاجل/ وزير ألماني أسبق يدعو لحوار مع تونس والمغرب بشأن هذا الملف    هذا ما تقرّر ضد فتاة أوهمت شبّانا بتأشيرات سفر إلى الخارج.. #خبر_عاجل    حوادث المرور في تونس: السهو والسرعة يبقيان الأكثر تهديدًا للأرواح    سوسة: اليوم العلمي الأول حول صحة المرأة    معاناة صامتة : نصف معيني مرضى الزهايمر في تونس يعانون من هذه الامراض    بنزرت "بين الجسرين" .. "المتحرك" معاناة و"الثابت" أمل    رابطة الأبطال الافريقية: الترجي الرياضي والاتحاد المنستيري من أجل قطع خطوة هامة نحو الدور الثاني    سليانة: وضع 8 ألاف و400 قنطار من البذور منذ بداية شهر سبتمبر    الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة ستتولى ابرام ملاحق لعقود برنامج "بروسول الاك الاقتصادي" بصفة استثنائية    زغوان: غلق مصنع المنسوجات التقنية "سيون" بالجهة وإحالة 250 عاملا وعاملة على البطالة    أبرز الأحداث السياسية في تونس بين 13 و20 سبتمبر 2025    اليوم العالمي للزهايمر: التأكيد على أهمية حماية المُعين من العائلة ومن الإطار شبه الطبي للمصابين بالزهايمر من الانهيار النفسي    غدا الأحد: هذه المناطق من العالم على موعد مع كسوف جزئي للشمس    جمعية المرسى الرياضية تنظم النسخة الرابعة من ماراطون مقاومة الانقطاع المبكر عن الدارسة    الاحتلال الإسرائيلي يغتال عائلة مدير مجمع الشفاء في غزة    عاجل/ بشائر الأمطار بداية من هذا الموعد..    عاجل/ حملة أمنية في أسواق الجُملة تُسفر عن إيقافات وقرارات بالإحتفاظ    بنزرت: حجز أطنان من اللحوم والمواد الغذائية المخزّنة في ظروف غير صحية    تكريم درة زروق في مهرجان بورسعيد السينمائي    من بينها تونس: 8 دول عربية تستقبل الخريف    صرف الدفعة الأولى من المساعدات المالية بمناسبة العودة المدرسية في هذا الموعد    عاجل/ ترامب يُمهل السوريين 60 يوما لمغادرة أمريكا    لكلّ من فهم بالغالط: المغرب فرضت ''الفيزا'' على هؤلاء التوانسة فقط    الكاف: قافلة صحية تحت شعار "صحتك في قلبك"    أكثر من 100 ألف تونسي مصاب بالزهايمر ومئات الآلاف من العائلات تعاني    الرابطة الأولى: برنامج مباريات اليوم و النقل التلفزي    الفيفا يتلقى 4.5 مليون طلب لشراء تذاكر مباريات كأس العالم 2026    "يوتيوب" يحظر حساب مادورو    عاجل/ عقوبة سجنية ضد الشاب الذي صوّب سلاحا مزيّفا تجاه أعوان أمن    اليوم: استقرار حراري وأمطار محدودة بهذه المناطق    عاجل: تأخير وإلغاء رحلات جوية بسبب هجوم إلكتروني    لماذا يضعف الدينار رغم نموّ 3.2 بالمائة؟ قراءة معمّقة في تحليل العربي بن بوهالي    بعد موجة من الانتقادات.. إيناس الدغيدي تلغي حفل زفافها وتكتفي بالاحتفال العائلي    القيروان.. 7 مصابين في حادث مرور    أمين عام الأمم المتحدة.. العالم يجب ألاّ يخشى ردود أفعال إسرائيل    استراحة «الويكاند»    تتويج مسرحي تونسي جديد: «على وجه الخطأ» تحصد 3 جوائز في الأردن    في عرض سمفوني بالمسرح البلدي...كاميليا مزاح وأشرف بطيبي يتداولان على العزف والقيادة    وزارة الدفاع تنتدب    رابطة أبطال إفريقيا: الترجي يتجه إلى النيجر لمواجهة القوات المسلحة بغياب البلايلي    تراجع عائدات زيت الزيتون المصدّر ب29,5 % إلى موفى أوت 2025    أكثر من 400 فنان عالمي يطالبون بإزالة أغانيهم من المنصات في إسرائيل    البنك التونسي للتضامن يقر اجراءات جديدة لفائدة صغار مزارعي الحبوب    مهذّب الرميلي يشارك في السباق الرمضاني من خلال هذا العمل..    قريبا القمح والشعير يركبوا في ''train''؟ تعرف على خطة النقل الجديدة    ما تفوتهاش: فضائل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة!    أغنية محمد الجبالي "إلا وأنا معاكو" تثير عاصفة من ردود الأفعال بين التنويه والسخرية    بطولة العالم للكرة الطائرة رجال الفلبين: تونس تواجه منتخب التشيك في هذا الموعد    كيف سيكون طقس الجمعة 19 سبتمبر؟    الرابطة المحترفة الاولى : حكام مباريات الجولة السابعة    وخالق الناس بخلق حسن    يا توانسة: آخر أيام الصيف قُربت.. تعرف على الموعد بالضبط!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الفجرنيوز" تلمس التغير في مواقف النائب الأردني الأسبق فور خروجه من السجن

عويدي العبادي: لا أعترض على انتخاب فلسطيني رئيسا لوزراء الأردن
سجني سياسي وكيدي وتصفية حسابات جراء افلاس سياسي كإفلاس البورصة وأدعو لتمازج اردني فلسطيني
الوطنيتان الأردنية والفلسطينية وجهان لعملة واحدة وبرنامجي السياسي المقبل يقوم على هذين الطيفين
حاوره في عمان: شاكر الجوهري:
انقلاب حقيقي حدث في شخصية الدكتور أحمد عويدي العبادي داخل السجن.
فالرجل الذي كان يحرض ضد الفلسطينيين، والأردنيين من أصل فلسطيني على قاعدة تفريقية اقليمية، خرج من سجن سواقة أمس، بعد أن أنهى حكما بالسجن لسنتين، معلنا أن الوطنية الأردنية والوطنية الفلسطينية وجهان لعملة واحدة..بل هو لا يعارض انتخاب اردني من أصل فلسطيني رئيسا لوزراء الأردن..!
العبادي حكم بالسجن بعد ادانته بتوجيه رسالة إلى السناتور الأميركي هاري ريد زعيم الغالبية الديموقراطية في الكونغرس الأميركي، يتهم فيها النظام في الأردن بالفساد. كما أشار إلى انتهاكات للحرية الشخصية وحقوق الإنسان في الأردن، ووصف المملكة بأنها "من اسوأ الديكتاتوريات في العالم".
هنا نص الحوار، بما يتضمنه من مواقف غير معهودة للعبادي:
• نهنئكم ابتداء بالسلامة بعد خروجكم من السجن لانتهاء فترة محكوميتكم، وتبدو الصحة جيدة، وحتى أفضل مما كانت قبل السجن..
انشاء الله، والحمد لله. وأنا كنت خلال فترة سجني أشعر بوجود الإستقرار في بيتي، وهذا بفضل السيدة الفاضلة زوجتي، التي ضبطت أمور البيت، ودبرت شؤونه. والحمد لله أن ابنائي وفقوا أكثر من السابق في دراستهم الجامعية.
والحقيقة أن ما تعرضت له كان يهدف إلى تدميري وتدمير اسرتي وأولادي.. لكن النتائج كانت والحمد لله، عكسية تماما. السجن قواني ولم يقوضني..ابنائي ارتفعت معدلاتهم في الجامعات..بناتي يدرسن هندسة برمجيات، ومعدلهن الجامعي في الثمانينات..إبني بشر يدرس دكتوراة في اسبانيا، وابني الآخر يدرس طب في المانيا.
ثم إنني رجل مستسلم لله، وأؤمن بالله وقدره، وأن ما تعرضت له هو ابتلاء من الله جل وعلى، وأن هذا الإبتلاء لا بد من أن تكون له نهاية زمنية، و مكافأة من الله.
لقد شعرت بوجود نور في داخلي يطفو على وجهي جراء ايماني بالله.
أولا أنا ظلمت، وما تعرضت له كان قضية كيدية سياسية تنم عن افلاس سياسي..افلاس في الحجة، وافلاس في مقارعة الرأي، وينم عن مخطط لإلغاء الآخر.
أنا شخصيا اؤمن بالحوار، وبأن الآخر يجب أن يبقى، وأن جميع وجهات النظر من حقها أن تطرح على المجتمع، ومن قبل جميع الأطياف..وأننا يجب أن نحتكم في أي خلاف بيننا للحوار والحجة. ومن يخالفني في الرأي ليس بالضرورة أن يكون عدوي. وإذا اختلفت بدوري مع شخص، فهذا لا يعني أنني عدوه.
القضية التي حكمت عليها تتعلق بنشر مواد على موقع انترنت، لا علاقة لي بها أصلا. أنا من الشجاعة بحيث أعترف لو أنني فعلت ما نسب لي، لكنني لم أفعله، ولا أفعله بالطريقة التي تمت فيها، وإنما بطريقة أخرى.
قضية كيدية
• يثير الإنتباه أنه يحق للإنسان انتقاد نصوص القوانين، لكنه لا يحق له انتقاد تطبيقها..!
إلى ذلك، لا يجوز لك أن تصرخ إذا وقع عليك ظلم جراء تطبيق القانون، وهذا أكثر خطورة مما أشار له السؤال..
أنت ممنوع أن تنتقد أي شخص إن هو طبق القانون بطريقة فيها عسف وشطط؛ وليس مسموحا لك أن تجهر بالألم. يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم" (سورة النساء/مطلع الجزء السادس). ومع ذلك يمنع عليك أن تقول أنك مظلوم.
أنا وقع علي ظلم، ومن يذهب للسجون يرى الكثير من الظلم والشطط والعسف في انزال العقوبة. وهذه قضايا يجب إعادة النظر فيها. صحيح أنني سعيد لاستعادة جزء من حريتي متمثلا في عودتي لأهلي وبيتي، لكن الفرحة الكبرى والحرية الكبرى تتمثل في أن تساق الحرية لكل انسان موقوف أو محكوم.
• سمعت أنك قلت أنك خرجت من السجن الصغير إلى السجن الكبير..؟
لم أقل ذلك. ما قلته هو أنني خرجت بفرحة صغرى، وأتمنى أن أرى الفرحة الكبرى، أي حين أرى كل المظلومين وقد خرجوا من السجون، والفرحة الكبرى حين يصبح لدينا حرية رأي.
العالم أصبح مفتوحا..لم يعد هناك مجتمع صاف بنسبة مئوية كاملة، أو دولة صافية بنسبة مئة بالمئة..العالم كله أصبح مختلطا. كل المجتمعات في العالم أصبحت تحتوي على أخلاق الكثير من الناس. ليس للناس من وسيلة غير التعايش. لا يجوز أن تستخدم العنف في تصفية الآخر، سواء أكان فردا أو جماعة. يجب أن تقبل الآخر، وتتعايش معه على برنامج واحد يقر له بذات الحق الذي تريده لنفسك.
أنا سجنت دون سبب..عملية سياسية كيدية..تصفية حسابات..افلاس سياسي، كما هو افلاس البورصة. صدرت الأوامر بحبس أحمد عويدي العبادي في السجن، والتهمة تأتي لاحقا.
• هناك قضية أخرى مرفوعة عليك من قبل وزير الداخلية..ماذا جرى بها..؟
هذه اتركها للقضاء. لكن جلسات المحاكمة ما عادت تجري الآن مثل السابق سريعة كلمح البصر. أي جلسة محاكمة سيتم تبليغ جميع وكالات الأنباء والفضائيات والصحافة لتغطيها وترى ما الذي يحدث.
القضية الأخرى مختلفة
• كم تبلغ مدة العقوبة في حالة ادانتك في القضية الأخرى..؟
أصلا لا توجد قضية.
• توجد تهمة..
كتهمة أعتقد أنني سأحصل على براءة.
• بلغني أنك غيرّت موقفك من الفلسطينيين والأردنيين من أصل فلسطيني..هل المسألة مسألة شخصية..كون فلسطينيين دافعوا عنك، تقوم بتغيير موقفك السياسي منهم..؟
لا..ليست القضية شخصية. أولا الإخوة الفلسطينيين عانوا من الظلم والإضطهاد ما يزيد على القرن. وقدموا شهداء وتضحيات لا حصر لها، وما لا ينكره إلا أعمى بصر وبصيرة. ولذا، هم يعرفون قيمة الإعتقال والنضال.
حين اعتقلت كان موقفهم موقف المناضلين إلى جانب المناضل..موقف من يعاني إلى جانب من يعاني..عرفوا، وهم يعرفون أنني أحارب الفساد، وأؤمن بحرية الكلمة، والحياة، وأنني أطالب بالحوار بدلا من النار، والجدال بدلا من القتال، فوقفوا معي عبر تعليقاتهم في مواقع الإنترنت. وأنا مدين لموقفهم هذا، ولذلك أقول أنا وإياهم وجهان لعملة واحدة. الوطنية الأردنية والوطنية الفلسطينية وجهان لعملة واحدة، ونهر الأردن هو نهر وصل لا نهر فصل..ونهر محبة لا كراهية.
لا يمكن لي أن أنسى ما نقلته لي زوجتي أم بشر، وابني بشر أنهما استمعا إلى إذاعة فلسطينية تقول في الأسبوع الأول من اعتقالي "أيها البطل المناضل الدكتور أحمد عويدي العبادي..أنت معتقل في بلدك، ونحن لنا الحرية تحت الإحتلال..حياك الله أيها البطل"..لا يمكن أن انسى ذلك مدى الحياة.
• أي اذاعة هذه..
والله لا أعرف. هذا صنع تغييرا في شخصيتي وتفكيري.
ولذا، أنا أحيي كل المناضلين الفلسطينيين في أي مكان، أحيي المعتقلين الفلسطينيين. لقد عرفت خلال اعتقالي ظلما وعدوانا ماذا يعني اعتقال الفلسطينيين في السجون العربية والإسرائيلية. وعرفت ماذا تعني معاناة الأم الفلسطينية، ومعاناة البنت الفلسطينية حين يكون الزوج والأب معتقلا، وذلك من خلال معاناة بنتي وزوجتي وابنة عمي وأهلي وأقاربي واخواني.
لذلك، صارت حالة تطابق، وليس تشابه بين حالتي وحالة اخواني الفلسطينيين.
البرنامج السياسي المقبل
• كيف سيتم التعبير عن هذا الموقف الجديد..؟ ما هي آلية التعبير عنه..؟
أي برنامج سياسي سأضعه، سيقوم على قاعدة الطيفين الأردني والأردني من أصل فلسطيني..الطيفان الرئيسان في الأردن.
• هل نستطيع القول إذا أن أحمد عويدي العبادي خرج من السجن داعية للوحدة الوطنية..؟
أعتقد أن السجن يجب ما قبله. ومن ناحية أخرى أنا لا أؤمن بشيئ اسمه الوحدة الوطنية، وإنما أؤمن بشيئ إسمه التمازج الوطني الكامل..
• تريد ما هو أكثر من الوحدة الوطنية..؟
أريد ما هو أبعد وأعمق من الوحدة الوطنية..وأقول لأصحاب المواقف المغايرة كفى..الأردنيون من أصل اردني لا يستطيعون طرد الأردنيين من أصل فلسطيني خارج الأردن، والعكس بالعكس. ونحن جميعا عرب ومسلمون لا خيار لنا إلا أن نتكاتف في مواجهة عدو واحد، يريد اجتثاثنا كلينا من مكان واحد. وأنا أؤمن بوجوب أن يتم اختيار رئيس الوزراء عبر الإنتخاب، ولينجح من ينجح كائنا من يكون..سواء أكان من أصل اردني أو من أصل فلسطيني..سواء أكان مسلما أو مسيحيا..عربيا أو شركسيا..من ينجح أبارك له.
امانة العاصمة يجب أن تكون منتخبة، وكذلك البلديات..يجب أن تكون للشعب كلمته، ولا يجوز أن يبقى تغول السلطة التنفيذية على كل مرافق الدولة. ولا يجوز التخوف من نجاح أحد لأنه من منبت معين أو من أصل معين.
يجب وضع برنامج وطني يلتزم به الجميع.
• القضية ليست أصول ومنابت.. القضية برامج سياسية..
نعم القضية هي البرنامج السياسي..افترض أنني حصلت على جنسية اميركية أو اوروبية..إنني أظل اردنيا. وعلى ذلك، لم أحرم أنا الشخص الحاصل على الجنسية الأردنية من مشاعره التاريخية..؟ لا يجوز ذلك. بالعكس، يجب أن أحترمه بسببها، وأعطيه حقه في المواطنة الأردنية، تماما كما يحدث في اوروبا واميركا. هكذا أصبح العالم، ويجب أن ننفتح على العالم.
حديث التغيير
• من ضمن التهم التي وجهت لك قيادة تنظيم غير مشروع..هل ستبقى تعمل في إطار الحركة الوطنية الأردنية، التي قصدت في هذا التعبير..؟
هم قالوا جمعية غير مشروعة، ولم يقولوا تنظيما. وهذا الوصف مخالف للقانون..الجمعية لها وصف قانوني محدد لا ينطبق على حالتي. الحركة الوطنية الأردنية هي عبارة عن مدرسة فكرية، ليست جمعية، وليست بتنظيم ولا من يحزنون. ويجب أن نعترف، ويجب أن يعترف الجميع.
هناك اردنيون من أصل اردني، واردنيون من أصل فلسطيني موجودون في بلاد الإغتراب، تمت مصادرة جوازات سفرهم، وهؤلاء يجب أن يعودوا للوطن، وأن نسمح لهم بحمل أي جنسية في الدنيا. وبعضهم أصبح عالما، وصاحب رأس مال، واستثمارات..يجب جذبهم للوطن، وهذا لا يمكن حدوثه دون برنامج سياسي..هؤلاء عاشوا في اوروربا واميركا وبلاد الغرب، ضمن فكر سياسي، وبرامج سياسية، ولم يعودوا يؤمنوا بنظام الفزعات، "وأنا منين وانت منين..؟".
لذلك، الدولة التي لا تؤمن بالتغيير، لن تقف أمام التغيير.
يجب ملاحظة كيف يتصرف المغتربون من الدول العربية الأخرى..هؤلاء يستخدمون كوسيلة ضغط على أي مرسشح لرئاسة الجمهورية في بلاد الإغتراب. وتدعه بلده الأصلية يحمل جنسية البلد التي يقيم فيها، وتوظفه في الضغط على سياسات تلك البلد، ويستطيع العودة إلى بلده الأصلي في أي لحظة.
يجب علينا أن نجعل مغتربينا يؤمنون ببلدهم الأصلي (الأردن)، ويشعروا بالأمان فيه. هذا هو ما حوكمت عليه. هذا هو الفكر الذي حوكمت عليه.
• هل هناك إذا اتجاه لإعادة تقييم فكر ومواقف الحركة الوطنية الأردنية..؟
أولا، هذه هي مواقف الحركة الوطنية الأردنية، لم يسبق أن كانت لها مواقف غير هذه. نحن لا نريد أن نتحدث عن فكر فردي. نحن نتحدث عن فكر وبرنامج وسياسة جماعية. برنامجنا هو الجدال بدل القتال، والحوار بدل النار، والمحبة بدل الكراهية، والإتصال بدل الإنفصال، وأن يكون تكافؤ الفرص للجميع، وأن تكون الغلبة لصاحب الكفاءة، وليس لجغرافيا معينة.
ما اطلبه، وأرجو من الإعلام أن يؤازرني فيه، هو طلب إعادة محاكمتي.
• هل ستطلب ذلك من القضاء..؟
سأتحدث في هذا الأمر مع المحامين، لأرى ما هو الرأي القانوني، ولتعد محاكمتي أمام مختلف وسائل الإعلام، وممثلي السفارات العربية والأجنبية، ليرى العالم كله براءتي..
حديث الحركة الوطنية سابق لأوانه
• هل ستستأنف نشاطك في إطار الحركة الوطنية الأردنية..؟
هذا أمر سابق لأوانه. وأريد الآن أن أتفرغ للعديد من المشاريع..لدي الآن مشاريع علمية سياسية مثل تفسير القرآن الكريم. وقد كتبت في السجن إحدى عشر ألف صفحة تعادل ثلاثمائة ساعة تلفزيوينة تاريخية وبدوية ودينية، وكتبت تاريخ الأردن وعشائره في ألف صفحة، وبدأت بكتابة تفسير القرآن الكريم، وأصبحت على وشك الإنتهاء من كتابة تفسير صورة البقرة.
كان جسمي موجودا داخل السجن، وأحيانا داخل الزنزانة، لكن عقلي وروحي كانا خارجهما.
• بالمناسبة، ما بدا للمراقبين خلال السنتين الماضيتين هو أنك لم تكن أنت المحبوس، وإنما كل الحركة الوطنية الأردنية، بمعنى أن أحدا لم يسمع عن أي تحرك لها. وهنالك من قال أن الحركة الوطنية الأردنية هي فقط شخص أحمد عويدي العبادي..؟
إذا كانت هي فقط أحد عويدي العبادي، فكيف حكموني إذا بتهمة الإنتماء لجمعية غير مشروعة..؟ الجمعية تضم أكثر من شخص..
سأقول هذا للمحكمة..نحن نقدم فكرا فقط.
• ربما هناك سؤال آخر يطرح نفسه..لماذا فقط أحمد عويدي العبادي هو الذي يحاكم بتهمة الإنتماء لجمعية غير مشروعة، إن كان هناك أعضاء آخرون في هذه الجمعية..؟
هذا يسؤل به أصحاب الإفلاس السياسي.
سجنوني مع المحكومين الجنائيين
• هل كنت على اتصال مع العالم الخارجي خلال وجودك في السجن، وتعرف ماذا يجري في العالم..؟
قليل جدا..
• هل اطلعت مثلا على تصريحات روبرت كاغان أحد مستشاري جان ماكين المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، الذي قال إن ماكين اعتمد استراتيجية تقضي بإقامة دولة فلسطينية في الأردن.. وبم تعلق..؟
لم أطلع على هذا، وعليه لا أستطيع التعليق الآن. دخول الصحف للسجن ممنوع، إلا في حالات نادرة جدا.
• هل كنت مسجونا مع محكومين جنائيين، أم سياسيين..؟
مع محكومين جنائيين، ولم يتح لي معرفة، أو الإختلاط مع أي محكوم سياسي.
وبالمناسبة أرى وجوب إعادة النظر في كل ما يجري داخل السجون الأردنية جملة وتفصيلا. تصور أن بعض الناس يتم توقيفهم ما بين خمس إلى ست سنوات، ثم يصدر حكم عليه بالبراءة..؟! في حالات يأمر القاضي أو المحكمة بإنزال الحد الأعلى للعقوبة ما يؤدي إلى تدمير عائلة المحكوم..زوجته تطلب الطلاق، ابناءه يتشردون.. أنا شخصيا منعت ذات مرة لمدة سبعين يوما من الإتصال الهاتفي مع أهلي. والزيارات ليست متاحة لجميع الأقارب..أحيانا كانوا يمنعوا أبناء عمي من زيارتي.. وعن رداءة الآكل حدث ولا حرج.
وحتى أكون منصفا، هذه الأمور لا علاقة لها بالأمن العام. هذه هي سياسة السجون.
هناك متهمون يحصلون على أحكام بالبراءة أو بعدم المسؤولية، فيقوم الحكام الإداريون بتوقيفهم..! وهناك محكومون تنتهي فترة محكومياتهم، فيقرر الحكام الإداريون مواصلة حبسهم..! شيئ لا يصدق أبدا..!!
لذا، أنا أطالب بإعادة النظر في قانون العقوبات في السجون. سنة السجن تسعة أشهر، لم لا يتم دفع بدل نقدي عن أول ثلاثة أشهر، ودفع بدل نقدي مضاعف عن ثاني ثلاثة أشهر، لتصبح سنة السجن ستة أشهر. في اوروبا سنة السجن فقط ثلاثة أشهر. كما يجب صدور عفو عن نصف المدة أو ثلاثة ارباعها عن بعض المسجونين. تصور أن هناك في السجون أناس تزيد اعمارهم عن الثمانين عاما..! وهناك مرضى بأمراض مزمنة، بعضهم يتوجب غسل كليتيه..!
بالمناسبة، القضية التي حكمت بها بالسجن لسنتين، عقوبتها بموجب القانون تتراوح بين ستة أشهر إلى سنتين، والعرف القضائي يلزم بالحكم بالحد الأدنى من العقوبة، فكيف أصبحت الستة أشهر سنتين..؟!
لا أدري..!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.