عقد صباح اليوم السيد مختار الرصاع الرئيس المدير العام للتلفزة التونسية ندوة صحفية بمقر التلفزة خصصها لتقديم حوصلة لما قامت به التلفزة التونسية خلال الفترة الانتقالية وخاصة منذ 27 فيفري الماضي تاريخ تعيينه على رأس هذه المؤسسة إلى جانب تقديم الملامح العامة لبرمجة الخريف والشتاء للقناتين الأولى والثانية ... الندوة افتتحها السيد مختار الرصاع بكلمة أكد خلالها أن التلفزة أصبحت في الوقت الراهن مستقلة ولا تعمل لحساب الحكومة أو لحساب أي حزب سياسي وأنها استعادت صبغتها العمومية التي يمولها المواطن عبر أداء بعض المعاليم القارة إضافة إلى التمويل من قبل الدولة ... وهو ما يتجلى خصوصا من خلال تكوين هيئات تحرير منتخبة داخل المؤسسة تشرف على قسم الأخبار إلى غير ذلك مشيرا إلى أن إدارة المؤسسة تحترم قرارات هيئة التحرير ولا تتدخل فيها...وملاحظا في هذا السياق بصفته صحفيا قبل أن يكون مديرا للمؤسسة أن الديمقراطية لا تبنى في أي دولة في العالم دون حرية الصحافة والإعلام والتعبير ... واستشهد في هذا الصدد بقيمة البرامج الحوارية التي أصبحت القناة الوطنية تقدمها بدءا من برنامج القاموس السياسي الذي يعنى بتبسيط المفاهيم السياسية على غرار معنى دستور ومجلس تأسيسي والذي تولت الإشراف عليه نخبة يشهد لها بالكفاءة في مجال القانون، وفسح المجال خلال برامج حوارية أخرى أمام ما يناهز عن 86 حزبا لتقديم مبادئها وبرامجها السياسية للمواطن التونسي وفي هذه النقطة بين أن الاقتصار على هذا العدد هو وليد الصدفة حيث أن البرنامج انتهى في أوائل جويلية ووقتها لم يتعدى عدد الأحزاب 90 حزبا ... ولتجاوز ذلك قامت التلفزة ببرمجة ساعة أحزاب تداولت على حضورها جميع الأحزاب وأخذ الجميع حظه فيها وهو ما أضفى مبدأ الحيادية وخاصة في القناة الوطنية 2 بشهادة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات هذا وقدم السيد مختار الرصاع إحصائيات حول حضور الأحزاب وأمنائها العامين على القناتين 1 و 2 حيث كان نصيب الأسد لحزب التكتل يليه التقدمي الديمقراطي ثم حركة النهضة و بقية الأحزاب ولم يتجاوز الفارق بينها سوى دقيقتين أو 3 على أقصى تقدير... ولدى تطرقه إلى مواكبة التلفزة الوطنية للحملة الانتخابية ذكر الرئيس المدير العام للتلفزة بأن المؤسسة سخرت إمكانياتها وطاقمها البشري لتغطية الحملة والمساهمة فيها حيث تكفلت بتسجيل الومضات الإشهارية لما يناهز عن 1400 قائمة مترشحة وتخصيص لها 4 أستديوهات أشرف على تسييرها 300 عون وإطار وتقني تجندوا طيلة 892 ساعة من التسجيل الجملي بمعدل نصف ساعة لكل قائمة و 132 ساعة ونصف من البث وقد قدرت تكلفة هذه العملية ككل قرابة مليار و 400 مليون تحملتها التلفزة التونسية كمساهمة منها في المجهودات لإنجاح الانتقال الديمقراطي ولم يخف في هذا الباب امتعاضه وعتابه اللطيف للمؤسسات الإعلامية وخاصة التلفزية التي تنصلت من هذه المهمة ... مشددا في نفس السياق على أنه يمكن اعتبار التلفزة نجحت في المهمة المنوطة بعدهتها ومواكبة الحدث منذ شهر فيفري بفضل إصرار أبناء الدار وعزيمتهم على الانتقال من إعلام مقيد إلى إعلام مرئي حر رغم بعض النقائص التي سيتم العمل مستقبلا على تلافيها مبرزا أن الإدارة عمدت منذ توليها إلى جلب بعض الخبرات للإشراف على تكوين الشبان داخل المؤسسة وهو ما أعطى أكله يوم 23 أكتوبر بشهادة الجميع وخاصة القنوات الأجنبية وفي حديثه عن المسائل العامة التي تخص المؤسسة ككل بين أن المؤسسة هي الآن بصدد انتظار حصولها على رخصة القناة الرياضية الخاصة بها وهنا لاحظ أنه بمقدور التلفزة الوطنية بعث أكثر من قناة إلى جانب القناتين الأولى والثانية بفضل الإمكانيات التي تتوفر لديها والزاد البشري الذي يفوق 1200 عاملا ... إضافة إلى هذا فإن التلفزة قد أعدت في وقت سابق هيكلة جديدة للإدارة والتسميات هي بصدد المصادقة عليها من طرف سلطة الإشراف ... وفي ما يتعلق بالبرمجة القادمة قال السيد مختار الرصاع بأنه في الفترة الماضية كان التركيز منصبا على الحوارات والبرامج السياسية وذلك مواكبة للحدث أما الآن فالتلفزة أعدت برنامجا متكاملا وثريا يراوح بين السياسة والثقافة والفن والترفيه الهادف وغير ذلك وستكون باقة البرامج على الوطنية 1 منتقاة بعناية شديدة وتروج لتونس في الخارج في حين ستعنى القناة الثانية بالمناطق والجهات الداخلية للبلاد من خلال الاقتراب من المواطن أكثر والإصغاء لمشاغله وإنتظاراته في جميع المجالات. وأضاف بأن التلفزة لن تقتصر على التونسي داخل الوطن وإنما ستكون نبض مواطنينا خارج تراب البلاد من خلال تخصيص برنامج لفائدتهم . وفي إجابة عن أسئلة الصحافيين حول مدى استقلالية المؤسسة وحيادها بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات ذكر بأن التلفزة منذ 14 جانفي قررت انتهاج مبدأ الحياة وستحافظ عليه ... ومستنكرا تجني حمة الهمامي الأمين العام لحزب العمال الشيوعي ونعت القناة بتونس 7 عند ظهوره في البرنامج الحواري الذي تم بثه على القناة أواخر الأسبوع الماضي... وعن الوضعية المالية للمؤسسة في الوقت الراهن اوضح بأنه رغم وجود ديون كبيرة إلا أن الدار قادرة على العمل لمدة سنة كاملة بأفضل الإمكانيات مؤكدا على أن التلفزة تنقصها بعض التجهيزات على غرار الكاميرات لتعزز من حضورها وفي ما يتعلق بما إذا كانت التلفزة ستقتصر على إنتاج الدراما في شهر رمضان فقط أو ستقوم بالإنتاج على مدار العام صرح السيد مختار الرصاع بأن هناك أزمة سيناريو... وقد ذكر على هامش هذه النقطة أن التلفزة شرعت في إعادة تنظيم الأرشيف حتى يتم استغلاله في البرامج ووضعه على ذمة من يريد الحصول عليه بمقابل مادي يقدر بألف دينار للدقيقة الواحدة ... أما بخصوص قضية كاكتوس أكد السيد مختار الرصاع ان الملف وصل الان الى مرحلة الاختبار ولم يبق الكثير من الاشواط ... وقد ختم السيد مختار الرصاع كلامه مفيدا بأن الإعلام لم يرتق بعد إلى مجال الاحترافية العالمية حيث مازال ينقصه الكثير و ذكر بأن المؤسسة يلزمها على الأقل 5 سنوات لتبلغ مستوى عاليا يضاهي المستوى العالمي.