في إطار اليوم الأول لفعاليات المؤتمر الإقليمي ل "كارما وتونس"ولتعزيز التعاون بين دول الجنوب، أطلقت وزارة الصحة وصندوق الأممالمتحدة للسكان بالتعاون مع مجموعة من الخبراء الدوليين وممثلي المنظمات الدولية والتنموية حملة أولى من نوعها, للإسراع في الحد من وفيات الأمهات في إفريقيا. ويهدف المؤتمر إلى تبادل الخبرات والتجارب ومناقشة الاستراتيجيات المعتمدة مع الدول الإفريقية الأخرى لخفض وفيات الأمهات باعتبارها احدى الإشكاليات الحساسة واخطر التحديات التي تواجهها البلدان الفقيرة على وجه الخصوص , حيث أثبتت المؤشرات الصحية أن واحدة من بين 13 امرأة على الأقل يواجهن خطر الموت أثناء الولادة في البلدان الفقيرة مقابل امرأة واحدة من بين 4000 امرأة في البلدان ذات الدخل المرتفع. و يتضمن المؤتمر 6 محاور أساسية هي محور" استراتيجيات الحد من وفيات الأمهات" ومحور" وفيات الأمهات : التدابير والنتائج " ومحور "من الجنوب إلى الجنوب للتعاون على الحد من وفيات الأمهات " في حين يناقش اليوم الثاني للملتقى محاور " دور المجتمع المدني ومشاركته في الحد من وفيات الأمهات " و " جودة الحصول على الخدمات " و " الثروة الإنسانية ". ندوة صحفية لإطلاق حملة الإسراع في الحد من الوفيات تخللت المؤتمر ندوة صحفية حضرها كل من محمد صالح بن عمار – مدير عام بوزارة الصحة العمومية - وحافظ شقير- مدير المكتب الإقليمي بصندوق الأممالمتحدة للسكان في الدول العربية- و السيدة بيناس قاونس – ممثلة الاتحاد الإفريقي – وعدد من الصحفيين التونسيين . و أشار السيد حافظ شقير في افتتاح الندوة إلى أن قضية وفيات الأمهات هي قضية أممية معتبرا أن كل البيانات تشير إلى أن هناك فوارق جهوية و ثقافية واجتماعية للمرأة لها دور كبير في الصحة الإنجابية للأمهات . وأكد شقير أن انخفاض وفيات الأمهات لا يتم إلا بتضافر الجهود بين القطاعين الخاص والعام بما يعزز حقّ المرأة في الحياة . وأشار إلى انه تنقص الدول الإفريقية العديد من الفرص لاعتماد فكرة التعاون "جنوب جنوب " وأنها فرصة جيدة لتوثيق المبادرة والى التعريف بالخبراء الموجودين داخل الدول العربية لدعم هذا النوع من الشراكة . وفي جوابه عن سؤال "التونسية" حول دور الإطارات الطبية و أهمية المعاملة الحسنة للأمهات الحوامل و ضرورة تجهيز المستشفيات بالجهات الفقيرة باللوازم الطبية وسيارات الإسعاف المجهزة أشار الدكتور محمد صالح بن عمار إلى أن كل ذلك يبقى سببا من أسباب الوفيات يضاف إلى المستوى الثقافي للمرأة في بعض الجهات ووصول المرأة الحامل المتأخر إلى المستشفيات و مراكز الرعاية الصحية و بعض الأسباب الرئيسية الأخرى مثل الممارسة الجنسية أثناء اشهر الحمل . أما ممثلة الاتحاد الإفريقي السيدة" بيناس قاوس " فقد قالت " أرجو من التونسيين الأخذ بعين الاعتبار التطور الطبي الذي وصلت إليه تونس والفخر به على عكس البلدان الإفريقية الأخرى" . وأضافت أن ما تقوم به وزارة الصحة التونسية جيد ولا يجب انتظارها للقيام بأعمال خيالية لكن لابد من تغيير العقليات. وأشارت إلى أهمية مشاركة التونسيين في حملة الإسراع في الحد من وفيات الأمهات . وفي حديث ل"التونسية" قالت فاطمة اللواتي ( قابلة ) " وجدنا صعوبة خلال القيام بتحقيق حول الامهات اللواتي توفين أثناء الولادة في الحصول على عناوينهن والاتصال بعائلاتهن وأشارت إلى أن بعض العائلات التي تم الاتصال بها خلال القيام بتحقيقها الطبي عبرت عن استيائها من غياب التاطير والإرشاد اللازمين مضيفة ان اغلب الوفيات سجلت في المستشفيات وهو ما يؤكد أن المشكل الرئيسي يتمثل في توفير العناية اللازمة للأمهات ولا نعتقد ان الوصول المتأخر للحوامل سببا في وفاتهن .