لئن ألحقت سرقة الأسلاك النحاسية الخاصة بالهواتف ضررا بالمواطنين من حيث إدخالهم في عزلة و حرمانهم من خدمات الاتصال من خلال تعطّل المكالمات الهاتفية و خدمات الانترنيت الى حين تدخّل الفرق المختصة لإصلاح الشبكات المتضرّرة فإنّ اتصالات تونس تضرّرت هي الأخرى من عمليات التخريب و سرقة الكوابل النحاسية لكنّها كانت حريصة على أن تكون في خدمة المواطن من خلال التدخّل السريع . وقد أفادنا مصدر موثوق من اتصالات تونس أنّ عمليات السرقة تسبّبت في قطع الاتصالات الهاتفية عن مدن و قرى بأسرها و انّ عديد الجهات تضرّرت من السرقات لكنّ التدخلّ كان سريعا حيث اضطرّ الموزع اتصالات تونس الى العمل بدون انقطاع لمدّة 48 ساعة في بعض الأحيان قصد إرجاع الخدمة و المحافظة على خدمة الاتصالات بكامل تراب الجمهورية .و أضاف أنّ 349 عملية سرقة للكوابل النحاسية قد وقع تسجيلها أي ما يزيد عن 171 كلم من الأسلاك ممّا تسبّب في خسائر مادية فادحة للشركة قدّرت ب 2.6 مليون دينارا. و أوضح أنّه رغم هذه العوائق و عمليات السرقة التي عطّلت نسبيا السير العادي للشبكة و السير العادي لخدمات فإنّ اتصالات تونس تعمل على تتجاوز هذه العوائق لأنّها تبقى المؤسسة الوطنية و الشركة الوطنية الأولى في تونس على خلاف غيرها من المشغّلين إذ لها مسؤولية إسداء كلّ خدمات الاتصالات و توفيرها بكلّ مناطق البلاد حتى و إن كان على حساب المردودية التجارية للشركة. و في نفس السياق أكّد المصدر نفسه أنّ اتصالات تونس شرعت في تنفيذ برنامج كبير يتمثّل في التركيز التدريجي لشبكة جديدة ستعتمد على الألياف البصرية التي ستوفّر سرعة تدفق عالية لنقل المعلومات و التي من خلالها سيقع تجاوز إشكاليات النحاس و وضع حد لعمليات سرقة الكوابل النحاسية.