ما من شك في ان المكتب الجامعي الحالي لكرة القدم يعتبر من بين أكثر المكاتب الجامعية التي تعاقبت على هذا الهيكل الرياضي عرضة للانتقادات ربما لانه جاء في مرحلة حساسة تزامنت مع سقوط عهد الوصاية والتزكية مع مغيب شمس المخلوع وميلاد قوى معارضة فعلية لم نعهدها سابقا في مشهدنا الرياضي وربما كذلك لان تركيبة الجامعة الشبيهة باللجنة المركزية للتجمع الدستوري المنحل ! هي التي كانت وراء حملات التشكيك التي ساقها أكثر من طرف لاجبار أنور الحداد ومن معه على الرحيل وفسح المجال امام وجوه جديدة لم يسبق لها وان ترعرت في بلاط السلطان أو في البلاطات المجاورة له لكن هذا لا ينفي ان الجامعة بدورها قد أخطأت في كثير من المرات وتلذذت بخطيئتها وكأن شيئا لم يكن... ! هل حان وقت الرحيل..؟ زلات جامعة الحداد عديدة وأكثر من أن تحصى او تعد ورغم اننا ألفناها مكرها أخاك لا بطل على اعتبار ان فاقد الشيء لا يعطيه الا ان بعض الممارسات الغريبة التي تحدث في اورقة المكتب الجامعي تستدعي منا وقفة تأمل وتدفعنا نحو تساؤل مشروع هو هل يستحق المكتب الجامعي الحالي فعلا البقاء في موقعه أم انه حان وقت الرحيل...؟ قد تكون الاخطاء الفنية واللوجيستية والتنظيمية التي ارتكبتها جامعة الكرة منذ وصولها الى صدارة الاحداث منتظرة الى حد ما بما ان "الحظ" شريكنا الدائم و الفاعل في النجاح لم يكن الى جانبنا في بادئ الامر ! غير ان ما يعاب حقا على الحداد واتباعه هو انهم حادوا كثيرا عن ميثاق اللعبة وتعاملوا أحيانا بسياسة الميكيالين في كثير من الملفات لعل أهمها وأحدثها هو ملف اللاعب شمس الدين الذوادي الذي أٌقام الدنيا ولم يقعدها بعد... السلامي يورط الجامعة... نقول هذا الكلام لان ما جاء على لسان رئيس النادي الصفاقسي المنصف السلامي حول نفس الملف يعتبر خطيرا جدا ومدعاة للدهشة والا كيف تسمح الجامعة لنفسها بالتكفل بنسبة من صفقة انتقال الذوادي الى الصفاقسي اذا لم تكن تسعى للملمة الموضوع وتفادي فضيحة ما خاصة واننا لم نسمع سابقا ان الجامعة تتكفل بالصفقات والا لكان الجميع يرابط أمام مكتب الحداد... !! بالعودة الى اصل الموضوع فان عائلة النادي الصفاقسي أعلنت منذ البداية ريبتها مما يحيط بكواليس القضية خاصة وانها تحدثت حينها عن وجود مخطط مسبق لتحويل وجهة الذوادي نحو ترجي العاصمة بدعم من رئيس لجنة النزاعات عمر فاروق الغربي...رواية دعمها في ما بعد اقصاء الغربي من رئاسة ملف الذوادي وتعويضه بآخر...وهي خطوة جاءت نزولا عند رغبة الصفاقسية الذين سحبوا ثقتهم من الغربي ومن الجامعة ككل...لجنة النزاعات غضت البصر عن الامر ولم تشعر لا الجامعة ولا الرابطة بموقفها القانوني تجاه الملف فزادت القضية تعقيدا بعد ان سرحت الرابطة اجازة اللاعب واهلته للمشاركة في الجولة الافتتاحية لبطولة الرابطة المحترفة الاولى... علوية القانون..وفلسفة الانتماء والولاء.. كان من البديهي ان لا نتحدث في السابق عن مؤسسات مستقلة بذاتها وعن هياكل تستمد شرعيتها من القانون في دولة افتقدت على مر أكثر من ربع قرن لسيادة القانون وكنا نخال انه مع هبوب نسمات الثورة ان الامور ستتعدل وسينصلح حالنا قريبا لكن يبدو ان دار لقمان ظلت على حالها... جامعة الكرة التي من المفروض أنها تحتكم إلى لغة القانون التمست من الهمهاما عدم تشريك اللاعب الى حين تسوية الامور ليقينها ان ملابسات القضية ما تزال شائكة ومعقدة وستعود بالوبال عليها لكن هيئة الدعداع تغاضت عن الامر وقامت بتشريك الذوادي فانتصر حمام الانف واحترز النادي الصفاقسي وتورط الحداد...هذا ما تجلى الى حد اللحظة وما خفي كان أعظم... ! المنصف السلامي قال حرفيا انه لم يعد يرغب في الذوادي خصوصا بعد تعنت هيئة الدعداع لانه سئم الخوض في الامر ولان الترجي يترصده كذلك وهذه اشارة ضمنية من رئيس النادي الصفاقسي الى صدق التخمينات التي ذهب اليها "الصفاقسية" منذ البداية, كما قال السلامي انه متمسك بحق فريقه ولن يسحب احترازه وبالتالي لن تحل القضية وديا كما سعى الى ذلك انور الحداد وعليه الآن والكلام موجه للحداد ان يجد لنفسه مخرجا لانه لم يستوعب بعد على ما يبدو ان واجبه وبحكم منصبه في الهيكل الرياضي الاول في البلاد هو تطبيق القانون أولا واخيرا بعيدا عن لغة الانتماءات والولاءات مهما كانت العواقب والنتائج... ما لم نفهمه حقا في قضية شمس الدين الذوادي وفي قضايا مماثلة على غرار ما حدث في ملف المالي ايدريسا كوليبالي هو لماذا يلجأ الجماعة نحو التراشق بالتهم وكشف الانتماءات والحديث عن الدسائس والمؤامرات..؟ هل يعقل لجامعة انكشفت عوراتها ان تصمد أمام شبح الاقالة والاستقالة في وقت يقايضونها فيه بأمنها وبقائها مقابل حق مزعوم... !؟ نظريا لا نخال القانون يعجز عن فك ملابسات هذه القضية فالحلال بيّن والحرام بيّن هذا طبعا اذا ما سعى الجماعة لذلك لكن قبل ذلك هناك ملفات لا بد من فتحها وهناك اسماء لا بد من الزج بها خارج أسوار الجامعة لان مهزلة الذوادي ستكرر حتما و بعناوين مغايرة و"الرشوة" التي اقترحها الحداد لفض الاشكال في قضية الحال لن تزيد كرتنا الا "عفنا على عفن" فالغثاثة وحدها أعيت من يداويها... !!!