مرة أخرى يجبر المدرب فوزي البنزرتي فريقه على اللعب بالنار وانتظار الرمق الاخير من عمر المباراة لقلب النتيجة والخروج بنتيجة الانتصار ولئن وفق البنزرتي منطقيا في تجربته على رأس الافريقي الى حد الآن على الاقل بما انه نجح في الوصول بالفريق الى الدور النهائي لكاس الاتحاد الافريقي لكرة القدم بذلك الرصيد البشري المتواضع أضف الى انه تفادى الهزيمة في الثلاث جولات الاولى من عمر البطولة المحترفة إلا ان مردود الافريقي لم يرتق الى مستوى انتظارات الجماهير التي ساءها كثيرا ان يجبر الافريقي على البحث في كل مرة عن التعديل أو انتظار الوقت البديل للخروج بانتصار لا يشفي الغليل... المدرب فوزي البنزرتي تلاعب كما يحلو له بتشكيلة الفريق وبالاسماء الموجودة بين يديه وتسبب بعمد او دونه في ارباك كتيبته التي لم تعد تقوى على مقارعة فرق الصف الثاني فما بالك بكبار القوم وهو يلح دوما على تغييب بعض الاسماء التي يتفق الجميع حول امكانياتها ويزج بآخرين شارفت شمسهم على المغيب وممن أثبتت التجارب افلاسهم الكروي... فوزي البنزرتي بمزاجه المتقلب وعناده المفرط لا يلقي بالا لكل المحيطين من حوله وهو رغم النداءات المتكررة التي تسوقها الهيئة والجماهير على حد السواء لمراجعة حساباته وتغيير قراءاته الفنية يصر دوما على التعنت ومخالفة القوم حتى لو كلفه ذلك تقديم استقالته او التهديد بها كما عهدناه وهذا ربما عيبه الكبير... من خلال متابعتنا لكواليس الاحمر والابيض يمكن التأكيد على ان فوزي البنزرتي غير مرحب به حاليا في حضيرة الفريق لكن حتمية الظرف وحلم التتويج القاري جعلا جمال العتروس يغض الطرف عما يحيط من حوله خاصة وان موعد الامتحان قد حان كما ان المجازفة بخلع البنزرتي قد تكون عواقبها وخيمة على الجمعية في صورة حدوث رجات عكسية تزيد من حالة الاحتقان الجماهيري...نقول هذا الكلام لان مسؤولي الافريقي من صغيرهم الى كبيرهم غير راضين عن آداء البنزرتي وعن اختياراته الفنية وهذا ما يعيه البنزرتي الذي حول الامر الى تحد شخصي كاد يخرج منه الافريقي الخاسر الوحيد لولا الدفع الجماهيري وكرة الحظ التي كثيرا ما لعبت لصالح الاحمر والابيض... ما يمكن التأكيد عليه هو ان العلاقة بين المدرب فوزي البنزرتي ومسؤولي الفريق ليست على احسن ما يرام بما ان السواد الاعظم من هيئة العتروس يعتبر البنزرتي ضالعا في تدني مستوى الجمعية لكن هذا غير كاف لتفعيل قرار الاقالة أو لتمهيد الطريق نحو الاستقالة بما ان طرفي النزاع يعتمدان اسلوب المغالطة والتخفي وراء بهرج "التاج" الافريقي...مع ذلك قد نشهد تطورات جديدة على مستوى الهيكلة الفنية لفريق باب الجديد بما ان بعض التحركات التي رصدناها قد تنهي هذه الحرب الباردة وتؤشر لطي الصفحة وخط أخرى جديدة تكون عناوينها مغايرة تماما لما تدونه الاقلام الآن... موعد فاس سيكون حاسما بكل تأكيد على حاضر ومستقبل النادي الافريقي وعلى ضوئه ستتضح عديد الامور خاصة في ما يتعلق بمدرب الفريق الذي تشير مصادرنا انه يعتزم العودة الى المنستير للاشراف على حظوظ اتحاد المكان وفق اتفاق مسبق بينه وبين رئيس الاتحاد الرياضي المنستيري أحمد البلي مهما كانت نتيجة مباراة فاس وهذا ما تجهله ربما إدارة العتروس التي قد لا تسوؤها كثيرا هذه الزيجة المرتقبة...قد يبدو الامر مفاجئا بعض الشيء لكن التحركات التي اقدمت عليها هيئة احمد البلي والتي بدأت بتنصيب محمد عامر حيزم في خطة مدرب مساعد في الاتحاد تمهيدا على ما يبدو لقدوم رفيق دربه فوزي البنزرتي الذي قد يكون البديل المرتقب للجزائري رشيد بالحوت... من جانبه شرع احمد البلي في تسويق وعود جديدة وقد أسر لبعض مقربيه بانه تحادث فعلا في الامر مع فوزي البنزرتي الذي رحب بالفكرة وأن قدومه مسألة وقت لا غير إن لم تكن من تحصيل الحاصل ومن يدري قد تسير الامور وفق ما سطره "المساترية" في انتظار الخطوات المرتقبة التي ستنتهجها هيئة الافريقي...موضوع للمتابعة... !