مني ممثل كرة القدم التونسية والافريقية في مونديال الاندية الترجي التونسي بهزيمة قاسية بعد خسارته اليوم ضد بطل القارة الاسياوية نادي السد القطري بنتيجة هدفين لهدف وحيد ورغم ان الترجي كان افضل من منافسه على جميع النواحي الا ان بطاقة العبور الى نصف نهائي العالم آلت لصالح القطريين الذين ضربوا موعدا تاريخيا مع فريق برشلونة الاسباني في نصف نهائي المسابقة.... كرة القدم لا تعترف عادة بلغة المنطق لذلك لم يكن من البديهي ان تترجم اسبقية الترجيين على ارضية الميدان الى فوز مستحق طالما ان العبرة هي دوما بالخواتيم...صحيح ان الترجي ساهم من موقعه في ضياع الحلم المونديالي وصحيح ان زملاء الدراجي لم يقدموا كل ما في جعبتهم في هذه المباراة التاريخية و المصيرية الا ان هذا لا يمنع من الاصداع بالقول والاعتراف بأن ترجي تونس واجه اليوم على ملعب تويوتا الياباني قطر بطم طميمها وليس السد القطري... فريق السد القطري استفاد كثيرا من جنسيته بما انه سخر كل دعائمه البشرية والمادية لهزم بطل افريقيا سواء على ارضية الميدان أو خارجه فحتى التحاليل التي عقبت نهاية المباراة قدمت لنا بطلا جديدا اسمه السد القطري استحق من وجهة نظر قنوات الجزيرة الرياضية فوزه اليوم...ايمن جادة منشط البلاتوه الخاص بموقعة الترجي والسد تحكم في سير النقاش وجعل الصورة تبدو وكأنها مغايرة تماما لما شاهدناه على ارضية الميدان فكان السد هو الافضل أو على الاقل هو الانجع في وقت مر فيه مرور الكرام على سيطرة الترجيين وعلى صافرة الحكم التشيلي المشبوهة... قلنا ان قناة الجزيرة الرياضية سخرت كل طاقاتها للتعريف بفارسها الجديد نادي السد وحتى عصام الشوالي معلقنا التونسي لم يكن حيويا كما عهدناه والتزم على غير العادة بحياد يشوبه الحذر وكأنه يخشى "زعل" الاخوة القطريين فكانت نبرة صوته متوازنة بل فاترة في بعض الاحيان لا سلام ولا كلام وحتى مفرد ابن الخضراء لم نجد له موضع قدم في عشب اليابان...على شاكلته تجاهل خبير التحكيم جمال الشريف الذي سبق وان استباح عرقلة يوسف المويهبي داخل مناطق الجزاء في لقاء المغرب الفاسي آداء الحكم التشيلي أونريكي اوسيس الذي كان مردوده حقيقة دون المأمول, الحكم التشيلي كان شريكا فاعلا في انجاز فريق السد فقد نجح بدهاء مفضوح في تكبيل اقدام لاعبي الترجي والتقليص من فاعليتهم خاصة عند الكرات الثابتة التي تكفل فيها الحكم بتشكيل جدار أول هذا فضلا عن تغالفه عن الاعلان على ضربة جزاء واضحة بعد عرقلة افول و الغائه لهدف شرعي للترجي بداعي التسلل كان يمكن ان يقلب نتيجة المباراة, هدف حام حوله خبير الحكيم جمال الشريف ورفض الاعتراف به علنا رغم اقراره بذلك ضمنيا احتراما لمشاعر القطريين ولبلاتوهات الجزيرة التي تأويه... شبح قطر كان يخيم اليوم على بلاتوه الجزيرة والجميع كان يخشى إحراج القطريين وارباك امبراطوريتهم الاعلامية والكل كان يلوك مفراداته قبل البوح بها خشية ان يساء فهمها وحتى التحاليل الرياضية لم تكن بمعزل عن التجاذبات السياسية التي برزت للعيان في الآونة الاخيرة فكانت المعادلة صعبة على الاخوة الذين أثثوا "البلاتوه" بين مطرقة الانتماء وسندان الولاء لولي النعمة... الترجي التونسي خسر جولة لكنه لم يخسر المعركة والاكيد ان محطته الاولى في مونديال الاندية ليست سوى مقدمة لجولات قادمة لا محالة بما ان شيخ الاندية التونسية خبر جيدا منصات التتويج الافريقية واصبح طريقه الى كبار القوم في مونديال الاندية مكشوفة المعالم...لا ننكر ان الهزيمة ضد منافس من حجم السد القطري تزيد من مرارة الانسحاب خصوصا واننا كنا نمني النفس بملاقاة العملاق الكاتالوني برشلونة لكن تلك هي احكام الكرة في رحاب الجزيرة قضاء و "قطر"...