الرباط – باريس (وكالات) دشّن رئيس مجلس إدارة شركة صناعة السيارات الفرنسية "رينو" كارلوس غصن والعاهل المغربي الملك محمد السادس في حفل فخم مصنعا عملاقا لصناعة السيارات في الموقع الجديد في منطقة "الملوسة" للتبادل الحر، التي تبعد ثلاثين كيلومتر عن ميناء "طنجة " المتوسطي، وعلى مرمى حجر من السواحل الإسبانية. وفي الوقت الراهن، تعمل سلسلة إنتاج واحدة، تنتج ما بين 150 إلى 170 ألف سيارة سنويًا. وعندما يكتمل تشغيلها تمامًا يرتفع الإنتاج إلى الضعف اعتبارًا من 2013 مع سلسلة إنتاج ثانية. وعلى المدى المنظور، سيشغّل المصنع ستة آلاف عامل، بينما ترى "رينو"أن عدد الوظائف غير المباشرة، التي ستتوفر لدى المزودين، سيرتفع إلى ثلاثين ألفًا. ويكتسي المصنع أهمية كبيرة بالنسبة إلى المغرب، الذي يأمل في تطوير صناعة سيارات تقريبًا غائبة بشكل شبه كامل اليوم، باستثناء مصنع "سوماكا" في الدارالبيضاء، التي تسيطر عليها "رينو" أيضًا، وكذلك بالنسبة إلى الشركة الفرنسية. وستستثمر مجموعة كارلوس غصن مليار يورو لتجميع ثلاثة نماذج من السيارات الرخيصة الثمن في طنجة، التي تباع في أوروبا والحوض المتوسطي باسم "داشيا"، وفي أماكن أخرى باسم "رينو". وقد بلغ مصنع "رينو" أقصى حدود إنتاجه في ب"يتستي "في رومانيا، حيث تنتج سيارات لمنطقة أوروبا والمتوسط من نوع "لوغان "والمتفرعة عنها "سنديرو"، والرباعية الدفع "دوستر"، ومحركات وصناديق السرعة. وأوضح جان كريستوف كوغلر، الذي يشرف على منطقة أوروبا والمتوسط في "رينو"، أن المصنع المغربي يشكل "بوابة دخول إلى أفريقيا، وبفضل ميناء طنجة لديه إمكانية التصدير". لكن تحفظ الشركة حول وجهة تصدير السيارات أثار مجددًا الجدل في فرنسا. وأكد مدير موقع المصنع "تونغ باسيغميز "أن أوروبا ستشكل منفذًا للسيارات، التي سينتجها المصنع الجديد. وقال للصحافيين قبل تدشين المصنع إن "زبائننا الكبار سيكونون الدول الأوروبية في البداية". لكن النقابات تخشى أن ينافس الإنتاج، الذي سيتم تصدير 85 بالمائة منه، نموذجين منتجين في فرنسا، وهما سيارة "سينيك" العائلية والصناعية "كونغو"وهي عبارة عن شاحنة صغيرة تستغل عادة في شمال إفريقيا للتجارة. من جهته اتهم وزير الصناعة اليميني كريستيان استروزي شركة" رينو" بممارسة "سياسة إغراق اجتماعي في المغرب"، معتبرًا أنه خيار "خطر لا يقبل".