دخل منذ صباح أمس عمال و موظفو و إطارات بلديات ولاية سوسة في إضراب عن العمل يستمر لأربعة أيام .و قد عاينت التونسية نجاح هذا الإضراب في الساعات الأولى من انطلاقه في عديد البلديات . و رغم حرص البلديين على إنجاح إضرابهم كما عبروا عن ذلك فإنهم خيروا أن لا يدخلوا المؤسسة البلدية في شلل تام قد تكون له انعكاسات سلبية على حركتهم الاحتجاجية و على الحياة الحيوية للمواطن و قد أجمعت النقابات على دخول عمال النظافة و الصيانة و موظفي الحالة المدنية و كل الإداريين في هذا الإضراب كما اجمعوا على مواصلة عمال أسواق الجملة و التفصيل لأعمالهم حفاظا على استمرارية تزويد الأسواق بالخضر و الغلال اللازمة لكنهم اختلفوا في تحديد بعض المجالات التي لم يشملها الإضراب و لذلك جاءت اجتهاداتهم مختلفة ففي حين عطلت نقابة بلدية حمام سوسة نشاط رياض الأطفال ارتأت نقابة بلدية سوسة عكس ذلك حيث تواصل النشاط في هذه المؤسسات التعليمية البلدية . و من خلال زيارتنا لبعض البلديات أكد لنا بعض النقابيين أن أطرافا عملت على إفشال الإضراب كما هو الشأن في بلدية " هرقلة " التي حاول أحد أعضاء النيابة الخصوصية بها الضغط على العمال و الموظفين لإجبارهم على الالتحاق بمراكز عملهم باستعمال أساليب شتى ...أما في بلدية مساكن فقد أكد لنا العديد من المضربين تواجد عناصر من مكتب حزب النهضة منذ الصباح في محاولة لإقناع العمال و الموظفين لمباشرة أعمالهم و من جهة أخرى فقد بدأت آثار هذا الإضراب تظهر في شوارع و أنهج المدن من خلال أكداس الأوساخ التي تكدست في كل مكان .و بسؤالنا لبعض أعضاء النيابات الخصوصية عن كيفية إدارة هذه النيابات لهذا الوضع لمسنا منهم تقديرا للعمل النقابي و احتراما للحق في الإضراب غير أنهم لم يطرحوا حلا عمليا باستثناء النيابة الخصوصية لبلدية حمام سوسة التي تستعد لإطلاق حملة لترشيد سلوك المواطن في علاقة بالفضلات خلال أيام غياب أعوان التنظيف كما علمنا أن نيابات أخرى تفكر في دعوة المجتمع المدني للقيام بحملات نظافة .