اصدرت المحكمة الإبتدائية بتونس مؤخرا حكمها في قضية قتل عمد وحكمت غيابيا بالسجن مدى الحياة على المتهم الرئيسي المتحصن بالفرار بفرنسا والسجن بثلاث سنوات على زوجة القاتل كما حكمت بالسجن عاما واحدا للمتهم الثالث الذي ساعد القاتل للهرب . وبالرجوع إلى أطوار القضية فإن الضحية "وناس بن محمد العيساوي" من مواليد 1974 أصيل جهة دار شعبان الفهري ويعمل ممثلا تجاريا بشركة خاصة قد عثر أحد سائقي سيارات الأجرة على جثته ملقاة في مكان منزو بمنطقة "غرداية" وبعد إجراء الأبحاث الأولية في القضية وجهت تهمة القتل لصديقه الحميم الذي ساعده الضحية في الحصول على عمل بنفس الشركة التي يعمل بها وهي مختصة في تصنيع الزيوت الغذائية . ولصعوبة ظروف القاتل إقترض من الهالك مبلغا ماليا وبعد مضي مدة طويلة تحسنت ظروف القاتل فأبدى الهالك رغبة في إسترجاع أمواله فدارت خصومة بين الطرفين وتتالت المناوشات بينهما . ويوم الواقعة هاتف القاتل الهالك وطلب لقاءه وأبدى نيته في تسديد دينه فكان اللقاء بعيدا عن المدينة وهذا برغبة منه . وتذكر زوجة الضحية أن زوجها توجه إلى المكان المتفق عليه على متن سيارته المحملة بكمية كبيرة من الزيوت الغذائية وكان قد هاتفها للإطمئنان على صغاره وأعلمها بملاقاة صديقه الذي قرر أخيرا تسديد دينه .. ووفق الأبحاث المجراة فإن القاتل عمد إلى مباغتة ضحيته بالإعتداء عليه بواسطة آلة حادة أزهقت روحه ثم استولى على ما بحوزته من مال وكمية الزيت الموجودة على متن السيارة ثم تركه يتخبط في دمائه ولاذ بالفرار . وحسب إعترافات زوجة المتهم فإن زوجها عاد إلى المنزل في ساعة متأخرة من الليل وذلك على غير العادة وفوجئت بقميصه ملطخا بالدماء وإرتدائه لسروال جديد . وبعد إلحاح طويل منها للإستفسار عن الأمر أعلمها بأنه تعرض لعملية "براكاج" وأفادها بأنه إعتدى على شخص بآلة حادة أثناء الدفاع عن نفسه فقامت بغسل ثيابه وساعدته بذلك على طمس الحقيقة وتسترت على جرمه . وفجرا سافر القاتل إلى مسقط رأسه بولاية قابس وترك زوجته عند والديه وتحول إلى ليبيا عبر بن قردان وذلك بمساعدة إبن عمه . وبعد أن أسدل الستار على هذه القضية المؤسفة ناشدت عائلة الضحية القضاء بالإسراع في تنفيذ الحكم على القاتل وجلبه من فرنسا التي تحول إليها من ليبيا وفق ما جاء في قرار ختم الأبحاث .