مثل يوم أمس أمام أنظار هيئة الدائرة الجنائية السادسة بالمحكمة الإبتدائية بتونس عون أمن أصيل القيروان ويبلغ من العمر 35 سنة ، متزوج وفي كفالته أطفال صغار متهم بقتل زميله مع سابقيه القصد والمشاركة في ذلك طبق الفصلين 32 و 201 من القانون الجنائي . وعن أطوار هذه الحادثة الفظيعة وفق الجلسة المنعقدة يوم أمس فإن أعوان شرطة المروج الخامس قاموا بإعلام النيابة العمومية ببن عروس بالعثور على الهالك (عون أمن) جثة هامدة وسط الطريق العام ملطخا بالدماء ومصابا بجروح بليغة على مستوى الرأس الذي إنقسم إلى نصفين ... ووفقا لهذا الإشعار تكفلت فرقة أمنية مختصة تابعة لمركز شرطة بن عروس بالمعاينة الأولية بمعية أحد مساعدي وكيل الجمهورية الذي حرر تقريرا في الغرض تم بمقتضاه فتح تحقيق في قضية الحال وحصرت الشبهة في المتهم الذي ربطته علاقة صداقة حميمة بالهالك منذ سنة 1997 وهو تاريخ قبولهما بسلك الأمن وتوطدت العلاقة بينهما إلى حد ملازمتهما لبعضهما البعض حتى في أوقات الفراغ لكن في المدة الأخيرة عاش الضحية وضعية نفسية صعبة تسببت في حدوث مناوشات حادة مع المتهم أدت إلى إستفزازه وشتمه ثم نعت زوجته بنعوت تمس من شرفها الأمر الذي أثار حفيظة القاتل الذي إغتاظ كثيرا . وبعد مضي أربعة اشهر قام بمهاتفة الهالك وطلب منه لقاءه في ساعة متأخرة من الليل وعبر عن نيته في الصلح معه فإستجاب الهالك وكان في الموعد وبعد الجدال حو الخصومة القديمة ثار الجاني وتسلح ب "كريك" وأنقض على صديقه كالوحش ملحقا به إصابات بليغة ومهشما عظامه وخاصة على مستوى رأسه .. وقد أثبتت الأبحاث أن الجاني لم يكف عن الضرب إلا بعد أن تأكد من موت صديقه ثم عمد إلى إخفاء معالم جريمته حيث قام بنقل جثة القتيل ومددها في الطريق العام ليوهم بتعرض الهالك إلى حادث مرور ثم قام بإشعار رجال الأمن متصلا بهم عبر هاتف عمومي . وبعد أن تولى رجال الأمن البحث في هذا الموت المستراب تمت الإستعانة بتقرير الطبيب الشرعي الذي أكد أن سبب الوفاة لم يكن حادث مرور بل هو ناجم عن إصابة بآلة حادة تسببت في كسر عظام الهالك وخاصة على مستوى رأسه حيث تهشمت عظام الجمجمة وإختلطت بالمخ . وبإستنطاق أفراد عائلة الضحية أكدوا على توجيه الشكوك إلى صديق إبنهم الذي ثبتت إدانته بعد حجز أداة الجريمة "الكريك" عنده ملطخا بالدماء ومخبأ تحت مقعد سيارته وأمام هذه المستجدات أقر القاتل بجرمه بعد إنكار طويل فتم إيداعه سجن المرناقية . وخلال الجلسة طالب لسان دفاع عائلة الهالك بالتتبع العدلي للقاتل والحكم بغرامة مالية بقيمة 50 مليونا . وقد قررت هيئة المحكمة التصريح بالحكم في الأيام القليلة المقبلة .