عقد المجلس الوطني التأسيسي اليوم جلسة استماع مع الحكومة خصصت للاطلاع على اخر المستجدات على الساحة الوطنية والوضع العام وخاصة الشأن الامني والخارجي والاجتماعي ...الجلسة انطلقت بتاخير قارب الساعة بعد خلل كهربائي وتعطل المصادح الالكترونية داخل قبة مجلس النواب... *من نقطة النظام ...الى نقطة المغادرة ضربة البداية كانت بكلمة السيد مصطفى بن جعفر الذي اعتذر عن التأخير الذي اعتبره خارجا عن النطاق قبل ان تتدخل السيدة مية الجريبي مطالبة بنقطة نظام لتؤكد فيها ان الحيز الزمني الذي تم الاتفاق عليه لم يكن عادلا وغير كاف خصوصا وانه تم تحديد دقيقة واحدة لكل نائب عن كل كتلة لتدخل كالعادة في مشادة كلامية دفعت بكل اعضاء الكتلة الى الانسحاب ومغادرة القاعة في حركة احتجاجية على المحاباة ... الرئيس ينسحب... على اثر انسحاب الكتلة الديمقراطية انسحبت كتلة العريضة بدورها من الجلسة وحملت الكتلتان المسؤولية التاريخية لمصطفى بن جعفر لما اسموه استبدادا بالكلمات ومحاباة لكتلة النهضة حيث منحت كل الكتلة 89 دقيقة ...وبعد هذه المشادة انسحب السيد مصطفى بن جعفر لقضاء بعض الالتزامات... * الامن تحسن ولا بد من تحمل المسؤوليات في كلمته امام نواب الشعب اوضح السيد علي العريض وزير الداخلية ان الحكومة تواجه 3 اولويات مهمة تتمثل في تركيز دستور توافقي يكرس الديمقراطية وحرية التعبير وفق ما يضبطه القانون وضمان التشغيل والكرامة وتنمية المناطق الداخلية للبلاد ...كما تعرض وزير الداخلية الى الوضع الامني الذي اعتبره تحسن كثيرا مقارنة بما كان عليه مشددا على ان الوزارة تسعى الى ان يكون الامن جمهوريا في خدمة الشعب وليس في خدمة السياسة ...ولم تغب المسيرة التي نظمها الاتحاد عن كلمة الوزير وخاصة احداث العنف التي رافقتها حيث اشار الى ان الاتحاد تعهد بتاطير المسيرة ومباشرة بعد انتهائها انسحبت اعداد غفيرة فيما ظلت مجموعة اخرى مكونة من قرابة 1000 شخص تمت دعوتهم الى مغادرة المكان بطرق سلمية وتم الاستنجاد بالاتحاد لدعوة هؤلاء الى فض المسيرة من امام وزارة الداخلية لكن الاتحاد تحجج بعدم معرفته واشرافه على هؤلاء فتمت دعوة المحتجين في مناسبة اولى بكل الطرق السلمية فما كان منهم الا وان اعتدوا على اعوان الامن بالقوارير والحجارة ...وفما يخص الاعتداء على الصحافيين اوضح بأن الوزارة فتحت تحقيقا في الغرض ... *الخارجية حققت مكاسب تحسب لتونس ولدى استعراضه لملف الشؤون الخارجية اكد السيد رفيق عبد السلام وزير الخارجية بان الوزارة حققت مكاسب تحسب لتونس حيث استطاعت في ظرف قياسي التحرك بسرعة في شتى انحاء العالم وخاصة على المستوى المغاربي والعربي حيث تم اقتراح اعادة احياء اتحاد المغرب العربي في ظل المشكل الذي ما زال قائما والمتعلق بالصحراء الغربية ومن ثم عقد مؤتمر اصدقاء الشعب السوري وابرز ان الوزارة ستواصل عملها بما يزيد في اشعاع تونس على جميع المستويات وختم كلمته بان الحكومة صلبة ولن يقدر احد على الاطاحة بها لانها شرعية . *الفقر ابرز الاشكاليات اكد وزير الشؤون الاجتماعية خليل الزاوية ان الوزارة تولي العناية القصوى لمكافحة الفقر في تونس من خلال وضع اليات وطرق مختلفة مبينا أن الوزارة ستقوم بجرد جديد للعدد الرسمي للعائلات المعوزة والتي تحتاج للمساعدة بكل مصداقية كما تطرق الوزير الى مشكل الصناديق الاجتماعية والصندوق الوطني للتامين على المرض حيث اعتبر انها تمر بوضع صعب هذا ولم يغب عن طاولة الوزير ملف المفاوضات وبناء العقد الاجتماعي الذي سيؤسس لعلاقات اجتماعية اضافة الى التعددية النقابية التي اوضح السيد خليل الزاوية بانها تخلق بعض المشاكل وهنا بين ان الحكومة مدعوة الى تشريك جميع الاطراف في كل المفاوضات ... تصريحات مية الجريبي (الكتلة الديمقراطية):هذا تضييق على الحرية لابلاغ مشاغل المواطنين والجهات..النقاش بدأ منذ الامس خاصة بمكتب المجلس حول التوقيت ورئيس الكتلة رفض التوقيت الذي لا يفي بالغرض حتى يكون هناك حوار حقيقي وليس شكليا ...كان لدينا امل ان يقع التراجع لكن رئيس المجلس لم يستجب ....نحن نرفض الروح الاستبدادية وسياسة "نغني وجناحي يرد عليا" واحمل المسؤولة لرئيس المجلس... محرزية العبيدي (نائبة رئيس المجلس): انا استغرب ما وقع خصوصا وان هناك وفاقا حصل امس حول التوقيت دون ان انفي اعتراض الكتلة الديمقراطية لكن ان تنسحب كتل اخرى فاني لا افهم ذلك على كل المعارضة فوتت مناسبة مهمة للحوار البناء حول مستقبل تونس وأرجو أن تراجع حساباتها .