رحل العقيد الليبي معمر القذافي مخلفا وراءه قضايا مفتوحة سواء تلك التي رفعت ضده أو التي رفعها هو شخصيا ضد جهات بعينها ومن بين القضايا التي لا تزال عالقة الى اليوم تلك التي تخص دعوى قضائية تقدمت بها ليبيا في عهد القذافي إلى محكمة مغربية بحق صحيفة «الأحداث» المغربية اتهمتها فيها ب «المس بصفة علنية بشخص وكرامة رئيس دولة". و الطريف أن محكمة الاستئناف بمدينة الدارالبيضاء المغربية قررت تأجيل القضية التي رفعها العقيد الليبي الراحل معمر القذافي ضد صحيفة الأحداث المغربية إلى جلسة 8 ماي 2012 حتى تتأكد المحكمة من وفاته. وجاء قرار المحكمة بناء على طلب النيابة التي لا تتوفر لديها حجة وفاة الطرف المشتكي «القذافي» وذلك بعد أن قررت (المحكمة) إعادة توجيه الاستدعاء للجريدة للمثول أمامها خلال الجلسة الصباحية أول أمس. وكان دفاع الجريدة المغربية ، أكد فى مرافعته أن مقتل العقيد وسحله حدث تابعه الملايين على شاشات الفضائيات ووكالات الأنباء، ورد عليه القاضي بقوله إن ذلك لا يثبت اجرائيا وفاة المشتكي وأصرت هيئة المحكمة على موقفها بضرورة إثبات وفاة القذافي ومعها ممثل النيابة العمومية. وكان الحكم الابتدائي ضد «الأحداث المغربية» قد صدر يوم 29 جوان 2009، ويقضي بدفع مبلغ مليون درهم تعويضا مدنيا للمتضرر، ومائة ألف درهم كغرامة، بناء على التهمة المنسوبة للصحيفة وهي «المس بصفة علنية بشخص وكرامة رئيس دولة". وأيدت محكمة الاستئناف الحكم الابتدائي الذي عارضه دفاع الجريدة قبل أن يتم تقرير إعادة المحاكمة الاستئنافية، والتي تأجلت مرتين بسبب إضراب كتاب المحكمة ومرة بسبب الأحداث الدموية التي عرفتها ليبيا والتي انتهت بإسقاط نظام القذافي وسيطرة الثوار على مقاليد الحكم ولاحقا تشكلت سلطة انتقالية لإدارة البلاد في انتظار انتخابات عامة وكتابة دستور جديد للبلاد .