نظمت صباح أمس وزارة التشغيل والتكوين المهني جلسة تمهيدية بإشراف السيد عبد الوهاب معطر وزير التشغيل تناولت واقع البطالة والتشغيل في إقليم الشمال الشرقي، وذلك في إطار الإعداد للملتقى الإقليمي حول التشغيل في كل الجهات، والذي يعد بدوره للمؤتمر الوطني حول التشغيل في 27 أفريل القادم. وقد حضر هذه الجلسة ممثلو إقليمتونس (تونس- منوبة- بن عروس – أريانة) وزغوان وبنزرت ونابل من نواب المجلس الوطني التأسيسي، وذلك لتقديم مقترحاتهم وآرائهم وتصوراتهم حول واقع البطالة وحلول التشغيل بجهاتهم. التشغيل قضية الجميع وقد تطرقت كلمة السيد عبد الوهاب المعطر إلى أن مشكلة التشغيل ليست قضية حكومة أو حزب معين إنما هي قضية مجتمع ككل، لا يمكن حلها الا بالاستماع الى جميع الأطراف وفئات المجتمع ونخبه، من أجل تشخيص واقع البطالة وتحديد الأسباب والوقوف على الحلول ووضع جميع الآليات الممكنة للتقليص منها وتجاوزها. وإعتبر وزير التشغيل أن ارتفاع عدد العاطلين عن العمل، الذي تجاوز 720 ألف عاطل ثلثهم من حاملي الشهائد العليا، يستوجب تضافر جهود جميع أطراف المجتمع، مؤكدا على أن قضية التشغيل ليست خاصة بالحكومة فقط أو بحزب معين بل هي تهم المجتمع ككل ولا يمكن حلها إلا بالإستماع إلى جميع الأطراف والفئات من أجل تحديد الأسباب وتقديم التصورات والحلول لتجاوزها. كما أكد أن التقليص من عدد العاطلين عن العمل ليس مقياسا لنجاح الوزارة في هذه المرحلة فقط بل هو مقياس لمدى نجاح الثورة في تونس، وهي التي قامت من أجل الكرامة والتشغيل . وأشار عبد الوهاب معطر إلى ضرورة إيقاف صرف منحة "امل" التي إعتبرها مجرد مسكن لإسكات العاطلين عن العمل وتوظيف هذه الأموال في بعث مشاريع من أجل خلق مواطن شغل قارة تساعد في حل معضلة البطالة. وأضاف ان مشكلة البطالة تستدعي أيضا عوامل عديدة منها منوال التنمية وكذلك فتح المجال أمام الإستثمارات الخارجية والداخلية إلى جانب التركيز على أسواق الشغل الخارجية مثل ليبيا الشقيقة، التي تعتبر من أهم الوجهات الأساسية لتسويق اليد العاملة التونسية. كما أكد معطر أن وزارة التشغيل ليست لها علاقة مباشرة بالتشغيل حيث يقتصر دورها فقط في الوساطة للبحث عن مواطن الشغل الشاغرة. تدخلات نواب المجلس التأسيسي تركزت مداخلات نواب المجلس الوطني التأسيسي حول ضرورة التنسيق بين وزارة التشغيل ووزارة الفلاحة ووزارة أملاك الدولة من أجل فسح المجال وتيسير الإجراءات أمام المستثمرين لبعث مشاريعهم، التي لايزال عدد كبير منها معطلا أمام بطء الإجراءات داخل هذه الوزارات. وإقترح البعض من نواب المجلس التعجيل بفتح شباك أو بعث خطة إصغاء للباعثين الشبان وأصحاب المشاريع لتوفير مزيد من مواطن شغل. في حين استغرب عدد آخر منهم قول الوزير بأن مهمة وزارة التشغيل ليست التشغيل بل التوسط في تقديم مواطن العمل الشاغرة، محملينها المسؤولية الكبرى في خلق مواطن الشغل. وفي ختام هذه الجلسة وقع الإتفاق على أن يكون يوم الخميس 15 مارس الجاري موعد المؤتمر الإقليمي لولايات تونسومنوبة وبن عروس وأريانة ونابل وزغوان وبنزرت حول التشغيل.