أشرف أمس وزير الثقافة السيد مهدي مبروك بمقبرة الدندان على موكب تأبين الفنان الراحل الهادي قلّة، الذي وافاه الأجل المحتوم أول أمس الثلاثاء عن سن تناهز الحادية والستين. وقد حضر جنازة فقيد الساحة الفنية جمع غفير من الكتاب والمخرجين السينمائيين إلى جانب العديد من الفنانين على غرار عز الدين قنون وأسامة فرحات وعلي اللواتي وعلي سعيدان والمسرحي توفيق الجبالي ومنير الطرودي والزين الصافي الذي ساهم في التعريف بالفقيد على الساحة الفنية. كما حضر موكب تشييع الهادي قلّة الى مثواه الأخير وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية السيد سمير ديلو إلى جانب والي منوبة والمندوب الثقافي بالجهة والسيد حبيب العوني رئيس ديوان وزير الثقافة. وفي كلمة ألقاها السيد مهدي مبروك بهذه المناسبة قال: «نقف اليوم بقلوب ملؤها الأسف والصبر والإيمان لنودع الفنان التونسي المناضل الهادي قلّة الذي رحل إلى جوار ربه بعد مسيرة فنية ونضالية حافلة». وأضاف وزير الثقافة: «بوفاته فقدت الساحة الثقافية رمزا من رموزها البارزة... رحل الفقيد عنّا بجسده لكن ذكراه ستلازمنا دوما وفي ذلك معاني خلود الفنان". وأكمل الوزير قائلا: «سنذكر الهادي قلّة من خلال كلماته ومن خلال ألحانه وأغانيه. سيذكر وهو أحد رواد الأغنية الملتزمة إن لم يكن رائدها في هذه الربوع. بالكلمة قاوم وبها تغنى ولعلّ عزاءنا أنه عاش حتى رأى الثورة التي حلم بها وتمنى أن تتحقق على أرض تونس". وأضاف وزير الثقافة: «ستذكر الجامعات الهادي قلّة... ستذكره المسارح.. سأذكره أنا شخصيا، لأن موضوع الهجرة أرهقنا سويا فغنى له «بابور زمر»... لم يمت الهادي قلة وهو يتمنى العنب، كما قال علي الدوعاجي، لأنه تذوّق في حياته احتفاء محبيه به لكن عناقيد شتى ستعلق له بعد وفاته، لأنه أهل لذلك". هذا وعرج الوزير على الرصيد الفني الذي خلّفه الفقيد والذي طرح فيه العديد من القضايا الإنسانية ودافع فيه عن الحرية وعن الفقراء والمظلومين.