جرت أول أمس انتخابات المجالس العلمية بأغلب المؤسسات الجامعية. وقد بلغ عدد المقاعد المتنافس عليها 312 مقعدا من أصل 412 باعتبار أن 100 مقعد لم تشهد ممثلين عنها لا من القائمات المستقلة ولا من المنتمين الى الاتحاد العام لطلبة تونس أو الاتحاد العام التونسي للطلبة بالإضافة الى أن بعض المؤسسات الجامعية غابت عن الانتخابات نظرا لتزامن موعدها مع عطلة الربيع. وقد فاز الاتحاد العام لطلبة تونس بأكثر من 160 مقعدا في حين عرف الإسلاميون هزيمة واضحة. حضور حقيقي للمنظمة الطلابية قال السيد عز الدين زعتور الأمين العام للاتحاد العام لطلبة تونس: «إن نتائج انتخابات المجالس العلمية أعطتنا كثيرا من الدروس ومنها أن نضال المنظمة لم يذهب هباء منثورا وإنما ترجمته هذه النتائج، وحينما رفعت عنّا عصا القهر والظلم وأصبح الشباب الطالبي يتمتع بنوع من الحرية اختار بدون تأثيرات ممثليه الحقيقيين في المجالس العلمية. هذا الانتصار يؤكد الحضور الحقيقي للمنظمة الطلابية وهي البداية الحقيقية للمنظمة داخل الجامعة التونسية". وأضاف: «أؤكد أن الجامعة شأنها شأن المجتمع في حاجة الى الوفاق بعيدا عن لغة الانتصار ولغة الأرقام... نحن في الاتحاد نمدّ يدنا للجميع ونقبل بكل المقترحات والتصورات. كما أؤكد أن هذا الانتصار هو تتويج للنضالات السابقة وتأكيد على أن الشباب الطلابي يقف دائما الى جانب منظمته التي تدافع عنه. وهو مسؤولية كبرى تنضاف الى مسؤوليات الاتحاد باعتبار أن ممثليه سيكونون فاعلين في المجالس العلمية وسيقدمون تصوراتهم بخصوص المسائل البيداغوجية وإصلاح منظومة التعليم العالي". تأخر في دخول الحملة الانتخابية محمد الغنودي الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام التونسي للطلبة فسّر هزيمة الإسلاميين في هذه الانتخابات بدخولهم متأخرين الى الحملة الانتخابية وقال: «بداية نحن دخلنا الحملة الانتخابية في وقت متأخر.. فمنذ بداية السنة الجامعية وعديد المؤسسات تشهد حالات من العنف والتوتر وخاصة كلية الآداب بمنوبة.ونحن نريد إعادة هيكلة الاتحاد العام التونسي للطلبة. لقد حاولنا القيام بمجموعة من التظاهرات تمثلت في اجتماعات عامة وتوزيع مطويات تعرّف بالاتحاد وبتاريخه وبمناضليه كما تبنيّنا مطالب السلفيين ونددنا بالعقوبات التي تعرضوا لها، واعتبرنا مطالبهم شرعية في بلد إسلامي. ودافعنا عنها باعتبارنا منظمة تدافع عن الطلبة لكننا لا نبرّر أخطاءهم ونددنا بحادثة العلم واعتبرناها حالة شاذة. ويبقى الاتحاد العام لطلبة تونس منظمة عريقة تنشط في كنف القانون في حين اقتلع منا بن علي التأشيرة وطمس هويتنا. ومع ذلك دارت الانتخابات في جوّ من الديمقراطية وحصلنا على أكثر المقاعد في الكليات العلمية بصفاقس وقابس وتونس ودار المعلمين العليا بينما تحصل الاتحاد العام لطلبة تونس على الأغلبية في كلية الآداب بصفاقس وجامعة 9 أفريل وكلية منوبة ومختلف الأجزاء الجامعية الأخرى". حادثة العلم أكد محمد بختي زعيم الطلبة السلفيين الذين دخلوا انتخابات المجالس العلمية بقائمة تحمل اسم «الشبيبة الإسلامية» وحصلوا على 130 صوتا، أن حادثة العلم كانت وراء نفور عديد الطلبة عن التصويت للسلفيين إضافة الى أن الانتخابات برمجت قبيل العطلة بيومين مما جعل عديد الطلبة لا يشاركون فيها. فكلية منوبة على سبيل المثال تضم 8500 طالب لم يحضر منهم سوى 1041 طالبا وهو عدد ضئيل جدا. كما أن الاتحاد العام لطلبة تونس منظمة عريقة لها فروعها في مختلف الأجزاء الجامعية وقادرة على احتواء الطلبة مهما كانت انتماءاتهم. و غايتنا ليست النجاح في الانتخابات بقدر ما هي نشر الدعوة وسط المؤسسات التي تتبنى الأفكار الشيوعية والعلمانية والأفكار الخبيثة.