بعد 35 يوما كاملة من الاعتصام الذي دعت له النقابة الاساسية للصحة بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس والذي نفذته بواسطة عدد من عمال المناولة والتنظيف وذلك بمقر الادارة العامة وانطلق منذ يوم الخميس 16 فيفري 2012 مما عرض العمل الاداري الى الشلل التام بسبب منع الموظفين والمدير العام جمال الحكيم من الدخول الى مكاتبهم وهو ما شكل تهديدا خطيرا لهذا المرفق الاستشفائي الجامعي خصوصا مع تاثيره السلبي على سير عمل مختلف الاقسام الاستشفائية الى جانب تقلص مخزون الادوية والمستلزمات الطبية بمخازن المستشفى تم صباح اليوم الخميس اخلاء مكاتب الادارة العامة والاروقة بالمقر من المعتصمين بواسطة عناصر من الامن الوطني وبذلك تمكن الموظفون من العودة الى مكاتبهم في انتظار عودة المدير العام جمال الحكيم الى مكتبه هو الاخر في اجل لا يتجاوز الاثنين القادم وكانت الادارة العامة للمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس عيل صبرها من تواصل الشلل بهذه المؤسسة مما يؤثر على خدماتها خاصة مع عدم تنفيذ الاذن القضائي باخلاء المقر وقد عقدت مساء امس الاربعاء ندوة صحفية بمقر الادارة الجهوية للصحة سلطت فيها الاضواء على ما يجري بالمستشفى من تجاوزات من جانب النقابة وعلى خلفيات التحرك وشن الاعتصام معتبرة ان المبررات للاعتصام واهية ذلك ان استناد النقابة الاساسية التابعة لاتحاد الشغل من وراء شن الاعتصام وطلب اعفاء المدير العام من مهامه بعد ان قام بالامضاء على وثيقة وصلته في اواخر جانفي الماضي من طرف الجامعة العامة التونسية للشغل لا يعكس تجاوزا للحياد في العمل الاداري لان الاعلام موجه من هذه المنظمة النقابية الحديثة الى كافة منخرطي نقابة الفنيين السامين للصحة العمومية بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر واعتبرت نقابة اتحاد الشغل ان نقابة الجامعة العامة التونسية للشغل وهمية لا وجود لها على ارض الواقع في حين اكدت الادارة العامة ان هذا الادعاء مغلوط وان النقابة المهنية للمنظمة الحديثة العهد بالتاسيس موجودة وتاكدت الادارة من ذلك ولها ملف يتضمن اسماء اعضاء النقابة وانخراطاتهم وامضاءاتهم واضافت الادارة العامة ان المدير العام لما قام بالتوقيع على تلك الوثيقة للاعلام لم يكن مناصرا لاي من النقابتين وانما جاء ذلك بعد الطلب الموجه اليه بتعليقها في الاقسام الاستشفائية وذلك لا ينفي حيادية الادارة . واشارت الادارة العامة الى التحركات التي قامت بها من اجل انهاء الاعتصام الذي شل العمل الاداري بهذا المرفق الاستشفائي الحيوي وذكرت ان وفدا عنها تحول يوم الاربعاء 22 فيفري 2012 الى وكيل الجمهورية الذي اذن بفتح تحقيق في موضوع منع الادارة العامة من مباشرة عملها وانه اعطى تعليماته للسلط الامنية للتدخل يوم الخميس 23 فيفري 2012 واخلاء الادارة العامة من اعوان المناولة السابقين بالمستشفى كما قامت الادارة العامة صباح الخميس 23 فيفري 2012 بارسال عدل تنفيذ الى مقر الادارة العامة لمعاينة منع الاطارات والمدير العام من العمل ومما جاء في محضر معاينة العدل المنفذ بذلك التاريخ انه تحول في العاشرة و40 دقيقة من صباح 23 فيفري الماضي الى المستشفى وعاين بماوى السيارات التابع لموظفي الادارة العامة تجمع مجموعة من الاعوان من النساء والرجال كما عاين لافتة تحمل شعار الاتحاد العام التونسي للشغل مكتوبا عليها : " اعوان الصحة بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر اعتصام الاتحاد العام التونسي للشغل " وحين دخوله الى مكاتب الادارة العامة وجد معظمها مغلقة وانه سأل بعض الموظفين المتواجدين هناك فقالوا له ان نشاط الادارة معطل وانه لا يسمح لهم بممارسة عملهم بصفة طبيعية وانه عند صعوده الى الطابق الاول حيث مكتب المدير العام وجد مجموعة من الاعوان من الرجال والنساء فسألهم عن سبب تجمعهم هناك وعن سبب غياب المدير العام والكتابة التابعة له فذكروا له انهم في اعتصام وانهم يمنعون مواصلة جمال الحكيم مهامه كمدير عام للمستشفى وذكر العدل المنفذ في محضر المعاينة ان احد المعتصمين تلفظ امامه بكلمة : " جمال الحكيم DEGAGE " وذكرت الادارة العامة في الندوة الصحفية ان كل التعلات واهية وتخفي وراءها حسابات اخرى واستظهرت للاعلاميين بمذكرة تحمل توقيع المدير العام وهي بتاريخ 14 فيفري 2012 وجاء فيها حرفيا : "الى كافة اعوان المستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس . على اثر المستجدات الاخيرة التي شهدها المستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس عقب تعليق الاعلام الصادر عن الجامعة العامة التونسية للشغل والمتعلق بتاسيس نقابة اساسية للفنيين السامين بالمستشفى فان الادارة العامة اذ تقدر الاتحاد العام التونسي للشغل باعتباره منظمة عريقة تمثل الشغالين فانها تؤكد توخيها الحياد التام وعدم انحيازها لاي طرف نقابي واحترامها للتراتيب الجاري بها العمل المنظم للحق النقابي." وشرحت الادارة الوضعية العامة بالمستشفى وما تعتبره تجاوزات حاصلة من جانب اعضاء النقابة واعتبرت ان هذه الممارسات مرفوضة ولا تنطلق من مطالب نقابية تهدف الى تحسين الوضعية للمنتمين اليها وانما هي تحركات مشبوهة لاجندات خاصة تستهدف المدير العام جمال الحكيم الذي شرع في تنظيم الادارة واعادة هيكلتها . كما عبرت الادارة العامة عن استيائها لما وصلت اليه الممارسات التي انتهجها المكتب النقابي للمستشفى واتخذت منحى العنف والتهديد اللفظي والمادي تجاه الاعوان ومنع الاطارات الادارية والاعوان الاداريين من مباشرة مهامهم وهو سلوك يعتبر منحى خطيرا وسابقة في التعامل مع الطرف الاداري فضلا عن اضراره بالسير العادي للمصالح الادارية وهو ما ينعكس سلبا على التصرف الاستشفائي ومعالجة المرضى ومدهم بالخدمات اللازمة باعتبار ان جميع المصالح الادارية معطلة من فوترة وشراءات وغير ذلك ويبدو ان التحرك الاخير للادارة العامة اعطى اكله في النهاية بتحرك اعوان الامن الذين قاموا باخلاء الادارة العامة من المعتصمين وضمان اعادة فتح المكاتب وبالتالي استئناف الموظفين لنشاطهم .