يمثل الفنان لطفي بوشناق تجربة مختلفة على خارطة الطرب العربية يؤمن بضرورة الالتزام في العمل الموسيقي ويتبنى مشاكل الأمة العربية، مقتنع بدوره النضالي ورسالته الإنسانية كفنان ناطق بلسان شعبه متحدث عن مشاكله. «التونسية» التقته وحاولت الدخول الى عالمه والوقوف عند مواقفه من بعض القضايا والمسائل. ماهو جديد لطفي بوشناق ؟ أنا لم أتوقف لحظة عن الانتاج. فشعاري هو العمل ثم العمل ولا شيء غير العمل، ويدي مفتوحة لأي تعامل من شأنه أن يقدم الإضافة لي وللساحة الفنية سواء على مستوى الأداء أو التلحين، بلا تردد. أنا فنان ورسالتي أن أقدم الإضافة للفنّ ولن أتردد في العمل مع أي شخص أرى فيه الكفاءة. كيف ترى وضع الثقافة في تونس بعد الثورة ؟ أنا متفائل رغم كل ما يقال عن تردي الأوضاع ومشاكل قطاع الثقافة فالله خلق الكون في 6 أيام وهو القادر على خلقه في ثوان، فما بالك بثورة عمرها سنة ونصف السنة، يجب علينا إعطاء الفرصة للحكومة كي تعمل فهي لا تملك عصا سحرية تغيّر بها الأوضاع، فليس سهلا التخلص من بقايا 50 سنة من الدكتاتورية، «شويا صبر، شويا منطق وشويا احترام». ومن ناحية أخرى الثقافة ليست مسؤولية وزارة الثقافة فحسب، بل هي مسؤولية كل فنان ومثقف. وأهل مكة أدرى بشعابها، كل منا له دور وعليه أن يؤديه بإخلاص وتفان للرقي بهذا البلد الذي «يستحق منا كل خير». وكيف تقيّم قرار وزير الثقافة بمنع بعض الأسماء من اعتلاء ركح قرطاج ؟ هذا السؤال بإمكانك طرحه على معالي الوزير، أنا فنان وأعتبر أن الفن الجيد يدافع عن نفسه ويقصي الفن المبتذل، لكني ضد مبدإ الاقصاء، يجب أن نترك الجمهور يختار، لكن الوزير وضح موقفه وفسر قراره بما لا يدعو للتأويل. ونحن الآن وفي هذا الظرف الحساس نحتاج الى توحيد الصفوف ولم الشمل لا إلى بث الفتنة، «علاش نكبروا في الموضوع». ما جديد نقابة الفنانين المحترفين ؟ الأمور عال العال، نحن بصدد الإعداد لحفل ضخم مع زياد غرسة ستكون عائداته للجمعيات الخيرية، وسجلنا قرصين مضغوطين لعدد كبير من الفنانين التونسيين عائداتهما أيضا ستخصص للأعمال الخيرية، هذا بالإضافة الى اللحمة الموجودة حاليا بين الفنانين والتي تبشر بكل خير. باختصار تجاوزنا كل المشاكل التأسيسية والأمور على أحسن ما يرام. ماذا عن انتخابات النقابة ؟ انتخابات النقابة ستجرى في وقتها، في أجل أقصاه شهر من الآن، فنحن المكتب الحالي أسسنا النقابة لأن المطربين المحترفين في حاجة لهذا الهيكل الذي يدافع عن حقوقهم ويحميهم من الانتهاك، والآن الباب مفتوح أمامهم ليختاروا من يمثلهم. شاهدناك في أكثر من ندوة صحفية لزملائك آخرها حسين العفريت، هل هي حملة انتخابية ؟ «نطمنك، مانيش باش نترشح للنقابة»، وهذا لا علاقة له بالانتخابات بل أنا أشجع كل فنان يعمل ويحاول تقديم الإضافة للساحة الفنية بقطع النظر عن كل الحسابات الضيقة. شاهدناك مؤخرا في اجتماع الباجي قائد السبسي بالمنستير. هل هو توجه سياسي حزبي ؟ وهل هو اجتماع حزبي ؟ وهل ينتمي الباجي لحزب معين ؟ هو لقاء من أجل تونس جمع مختلف مكونات المجتمع المدني من جمعيات وأحزاب ومثقفين. التقينا... تجمعنا مصلحة تونس والكفاح من أجل غد أفضل لأبنائنا وبناتنا، أنا لم أنتم لأي حزب في حياتي ولن أفعل ذلك وانتمائي الوحيد هو حبّي لتونس وخوفي عليها. انتشرت مؤخرا ظاهرة اتهام بعض الفنانين لبعضهم بالانتماء للحزب المحلّ ؟ كل واحد يتحمل مسؤوليته، أنا لم أتهم أحدا والتاريخ كفيل بإعطاء كل ذي حق حقه سواء بالايجاب أو بالسلب. هناك من اتهمك شخصيا ؟ لن أجيبك عن هذا السؤال، الله يحاسب الناس على أفعالهم. وأنا فنان أحاسب على أغانيّ، فهل تجد لي أغنية واحدة مجدت فيها حزبا أو شخصا، ارجع الى تاريخي واستمع للأغاني التي كنت أقدمها وستجد أني كنت أغني لتونس، وتونس ليست حزبا أو شخصا إنما هي عشقنا جميعا. ما حقيقة «الديو» الذي سيجمعك بلطيفة ؟ إشاعة، وإن كنت تنوي استغلالها لغاية في نفسك «ما اتعبش روحك مانيش باش نجاوبك». كيف تقيم الوضع السياسي في تونس ؟ الوضع السياسي في تونس عادي بالمقارنة بالدول التي عاشت ثورات مثلنا، صديقي ليس من السهل التخلص من بقايا 50 سنة من الدكتاتورية.. قليل من الصبر ومستقبل تونس أفضل بحول الله. كيف ترى الاعتداء على المسرحيين مؤخرا ؟ أتمنى من أعماقي ألا تتكرر هذه الأحداث، لقد قمنا بالثورة ضد الدكتاتورية ولن نسمح بعودتها تحت أي شكل من الأشكال، «علاش ما نفهموش بعضنا» يجب أن نتعلم التعايش مع بعضنا، التعايش المبني على الاحترام بلا إقصاء. يمكن أن أخالفك الرأي لكن دون أن أهدد سلامتك وحياتك. كلمة الختام ؟ «ربّي يجرّيها على الصلاح» والله يوفق ولاة أمورنا لما فيه خير هذه البلاد وعلينا أن نضع اليد في اليد من أجل خير تونس ومصلحتها.