تحت لواء تجميع القوى الديمقراطية حول مشروع التوحيد والإعلان عن اندماج الكتلة التي تضم كلا من «حركة التجديد» و«حزب العمل التونسي» ومستقلي القطب الديمقراطي الحداثي والشخصيات المعنية بهذه المبادرة... افتتحت أمس أشغال الندوة الوطنية التأسيسية التي دارت أشغالها بنزل «الديبلوماسي» بالعاصمة، قصد تكوين اللجان (لجنة اللائحة السياسية، لجنة اللائحة الاقتصادية والاجتماعية،لجنة لائحة النظام الداخلي والهيكلة) وعقد الجلسة العامة لمناقشة المسار التوحيدي والمصادقة على هذا المشروع. وتميزت الندوة بحضور عدد كبير من أعضاء الندوة التأسيسية ومن الشخصيات السياسية المكونة لتحالف القوى الديمقراطية الحداثية المتكوّن من «الحزب الديمقراطي التقدمي» والحزب الجمهوري و حزب أفاق تونس وعدد من الشخصيات الوطنية المستقلة المنضوية تحت هذا التحالف (مية الجريبي، سعيد العايدي، حمودة الوزير،ماهر التومي...)، حيث غصت القاعة بالحضور وسط تغطية إعلامية كبيرة. وانطلقت الندوة الوطنية التأسيسية بالاستماع إلى عدد من الضيوف،حيث افتتح رئيس حزب آفاق تونس السيد «حمودة الوزير» سلسلة المداخلات بكلمة ،أكد من خلالها على أن المسارين التوحيديين اللذين يقود لواءهما كل من الحزب الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد «يمثلان في حقيقة الأمر مسارا واحدا لأننا عائلة واحدة وننتظر أن يلتقيا خلال قادم الأيام القليلة». وفي ذات السياق، أكد وزير التشغيل السابق السيد «سعيد العايدي» أن «البلاد تعيش لحظة تاريخية حيث تستعد لولادة ائتلاف كبير يكون محل تطلعات التونسيين وآمالهم»، مؤكدا على «ميزة الانفتاح التي تكتسيها هذه الأحزاب التي تنوي الاندماج وتؤمن بفاعلية التوحيد رغم عراقة اغلبها وفعله السياسي الذي لم يتعارض مع هذا المطلب الذي نريد أن نبني على أساسه وحدة وطننا وانفتاحه وتقدمه»-على حد تعبيره-. وعن حزب الوفاق الجمهوري، ألمح السيد «ماهر التّومي» هو الآخر إلى تقارب القوى الديمقراطية من حيث تغليب مبدأ الوحدة والإيمان بفاعلية البناء المشترك، مضيفا «إني اخص حركة التجديد بجزيل الشكر والتقدير حيث انه ليس من السهل والهين على حزب عريق ضارب في القدم (حوالي90 عاما)، أن ينصهر مع باقي الأحزاب وهذا لخير دليل على إيمان جميع الأطراف بضرورة العمل والبناء المشترك خدمة للمصلحة العامة لا غير». من جهتها، أعربت الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي السيدة «ميّة الجريبي» عن عميق ارتياحها للمبادرات القائمة –حسب رأيها- «بغية تحقيق الوحدة القادرة على بناء توازن سياسي رغم صعوبة المرحلة الأخيرة التي عجت بالأحداث القاسية والأليمة...». وبعيدا عن التحالفين، أكد السيد «محمد الرياحي» عن حركة الديمقراطيين الاشتراكيين ، إن حزبه «تحت إمرة حركة التجديد وأنصارها» -حسب قوله-، مبشرا بالتحاق حركة الاشتراكيين بركب التوحيد خلال الأيام القليلة القادمة،مرددا «انتظرونا فأنتم السابقون ونحن اللاحقون»، الأمر الذي تفاعل معه الحضور بالتصفيق في خطوة لتأييدهم لمثل هذه المبادرات الفردية المعلنة عن اتساع رقعة التوحيد. هذا وقد علمت «التونسية» من بعض المصادر المطلعة أن الائتلاف المنتظر قد يحمل في أغلب الظن اسم «حزب الوحدة الديمقراطي الاجتماعي» حيث أن أشغال الندوة الوطنية التأسيسية لا زالت متواصلة. فؤاد فراحتية