في تصريح خصّ به وكالة (آكي) الايطالية للأنباء تعرّض الخبير الأمني والمستشار في مركز جنيف لمراقبة إصلاح الأمن ودعم الديمقراطية هيكل بن محفوظ إلى عديد المواضيع التي تهمّ الوضع الحالي للبلاد حيث قال إن قرار السلطات التونسية التمديد في فترة الطوارئ لمدة شهر إضافي أمر لازم وضروري نظرًا إلى وجود توترات أمنية، آخرها ما سجل في قفصة منذ أيام. وأشار إلى انّه يجب التأكيد على انه لا وجود لتناقض بين صيرورة الأمن والانتقال الديمقراطي وتمديد فترة الطوارئ، بل هو تمديد لحماية المسار الانتقالي الذي انطلق منذ الثالث والعشرين من أكتوبر الماضي مع إجراء انتخابات المجلس التأسيسي. وبخصوص تأثير ذلك على جذب المستثمرين ورجال الأعمال، خصوصًا الأجانب منهم، قال محفوظ، «في اعتقادي التمديد لا يطرح إشكالاً كبيرًا، والمستثمرون يعرفون جيدًا أن البلاد تمر بفترة مخاض، وأن عودة الأمور إلى نصابها ووتيرتها العادية يستوجب وقتًا إلى حين انتهاء البناء الدستوري ". وتعليقا على سؤال حول المخاطر التي قد يمثلها التيار السلفي في تونس، قال محفوظ انه «يجب عدم الخلط بين الإرهابي والسلفي والإسلامي، عموما كما هو الشأن لدى بعض الأوروبيين، لأن تواجد ونشاط السلفيين في تونس في فترة ما بعد ثورة الرابع عشر من جانفي 2011 أمر عادي، كما إن الخطابات تكاثرت وأصبحت سلعة رائجة فلم نعد في تونس اليوم نميز بين الجهادي والديمقراطي، وهناك حالة من الضبابية في الخطاب وفي الخطاب المعاكس، وقد يظن البعض ممن لا يريدون المواجهة الإيجابية في الأطر القانونية والديمقراطية أن مناخ الحرية والانعتاق يسمح له باستعمال أساليب القوة»، وأضاف: «ولكني أعتقد أن للسلطات الحالية الشرعية اللازمة لفرض احترام القانون واستعمال وسائل الإكراه لفرض سيادتها»، مضيفا أن «السلطات التونسية عندما تتخذ موقفا صارمًا وواضحًا بفرض القانون فإنها تنفذه لبعث الاطمئنان وتأمين حظوظ العملية الانتقالية وحفظ كيان الدولة". وشدد محفوظ على وجود خطر إرهابي في المنطقة المغاربية عمومًا، وقال إن «الإرهاب خطر إقليمي، وهو أمر واقع وحقيقي، والعناصر الإرهابية ترتكز في بعض أفكارها على مرجعيات سلفية، وهناك خلايا نائمة في المنطقة والوضع الحالي غير المستتب في هذه البلدان يغري بعض العناصر الإرهابية باستعمال الضغط والقوة لتشكل خطرًا إرهابيًا، لكن هذا الخطر يتغير من بلد إلى آخر، وتتغير حدته وفق الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد". أمّا بخصوص ما نسب إلى قائد أركان الجيوش الثلاثة الجنرال التونسي رشيد عمار من أنه ذكر في لقاء خاص أنه «قريبًا سيضع حدًا للاستراحة»، وفُهِم لدى البعض أن مواجهة قريبة مع أنصار التيار السلفي المتشدد باتت وشيكة قال محفوظ، «في البداية يجب التثبت من تصريح الجنرال عمار وهو رجل جدي ومسؤول ولا يدلي بتصريح كهذا في مجلس، وحتى لو قال هذا الكلام فإنه وقع توظيفه وذُكر في خارج سياقه، كما أن ما أورده كان في مجلس خاص والمجالس بالأمانات، وهو إنسان جدي ومسؤول ووطني".