الدربيات ترفض الأحكام المسبقة ولا تخضع للتكهنات ولا دخل للترتيب فيها ولا لسيطرة هذا أو ذاك على البطولة فهي مقابلات خاصة جدا وتشكل في أغلب الأحيان ألقابا في حد ذاتها... لقاءات الأجوار تتطلب تحضيرات خاصة من الناحية النفسانية وغالبا ما تؤول للفريق الذي استعد أفضل من الآخر من هذا الجانب ... مدرب الإفريقي عبد الحق بن شيخة يعرف ويدرك ذلك مليا بل هو ذكي جدا في هذه المسائل فقد سبق له أن فاز بالدربيات بفضل حسن إعداد لاعبيه نفسانيا ويعلم أيضا أن النجاح في لقاء الأجوار القادم بعد أسبوع يمر عبر هذا الجانب الذي بدأ الجزائري في حبكه منذ أيام بدليل ما صرح به يوم الإثنين المنقضي في قناة حنبعل حين وضع فريقه موضع الإختبار أمام بطل إفريقيا وأحسن فريق في القارة السمراء في الوقت الراهن على حد تعبيره ... هذا الكلام ذكي جدا من بن شيخة الذي سلط كل الضغوطات على الترجيين مقابل تخليص لاعبيه من ذلك مع تحفيزهم على التألق والبروز والمنافسة بندية مع بطل القارة... الجزائري قوي في هذا الجانب وها قد بدأ قبل أكثر من أسبوع باستغلال مهاراته وقدراته الكلامية لإعداد فريقه نفسيا لهذا الدربي على النحو الأفضل وهذا من حقه بل من واجبه وما يحسب له كذلك أنه ملم بكل أسرار وخفايا النجاح في مثل هذه المواجهات... أما في الطرف المقابل فإن موضوع هذا الدربي وتحضيراته وإستعداداته النفسية وحربه الكلامية لم تخطر بعد على ذهن وفكر ميشال دي كستال وذلك على عكس عبد الحق بن شيخة، فالسويسري مركز منذ خمسة أيام على وفاة شقيقه ومنشغل إلى حد يوم أمس بموكب الجنازة في سويسرا قبل العودة اليوم إلى تونس لتحضير مباراة بريكاما ... دي كستال مطالب بالتركيز بسرعة على التزامات فريقه لتمهيد كل ظروف النجاح في فترة هامة جدا يلعب فيها الترجي الرياضي ورقته الإفريقية للعبور إلى الدور الثاني وذلك أياما قبل خوض واحدة من أهم المقابلات المحلية وهي دربي العاصمة لأن ما يجب أن يعلمه السويسري هو أن لقاءات الأجوار تحسم نفسيا قبل التكتيك والفنيات والمهارات.