روضة بريبش رسّامة عصامية التكوين لم تدرس الفنون الجميلة قطّ ورغم ذلك شدّت لوحاتها الفنية جمهورا غفيرا من المهتمين بالّفنون التشكيلية وهي ترسم بكلّ ألوان قوس قزح.. زرناها في مرسمها وهي بصدد شرح مضامين رسوماتها لمجموعة من السياح الأجانب في منطقة الهوادف بتوزر فأجرينا معها الحوار التالي : كيف يمكن تقديمك لجمهور القرّاء ؟ - اسمي روضة بريبش اصيلة مدينة توزرعصامية التكوين ورغم ذلك أنا متحصلة على شهادة في الرسم على البلّور وعضو باتحاد الفنانين التشكيليين بتونس حاليا أشتغل بمرسمي الخاصّ بفضاء المدينة العتيقة بمنطقة الهوادف والتي هي تضمّ عدة منتوجات لأعمال فنّية وصناعات تقليدية. كيف دخلت عالم الفرشاة ؟ - كان عمري آنذاك لايتجاوز الثماني سنوات حين شاركت في مسابقة وطنية في الرسم وقع الإعلان عنها عبر التلفزة التونسية فتحصلت على الجائزة الأولى ضمن برنامج «جنة الطفال» الذي كانت تقدمه السيدة علياء وأذكر جيدا أن جائزتي ساعتها كانت عبارة عن مجموعة من الكتب القيمة ففرحت بها كثيرا خاصة وأنا التلميذة المولعة بالمطالعة وكانت خير حافز لي لمواصلة درب الرسم. ثم ماذا حصل بعد ذلك ؟ - بعد ذلك تواصلت تجربتي مع الرسم في المدرسة الإبتدائية والمعهد الثانوي الشابي بتوزر أين درست على يد الأستاذ الشاعر الراحل عامر بوترعة وأذكر جيدا أنه كان يمنحني أقلّ عدد في مادة التربية التشكيلية ثم تضاعف غرامي بالرسم بعد حصولي على شهادة الباكالوريا وتوجيهي الى شعبة الطب غير أن الرّسم سريعا ماجلبني اليه فعدت لمعانقة الفرشاة وبالتالي اخترت الرسم طريقا مع التخصّص في مجال « مساعدة ادارة assistance de direction « وبالمناسبة أحيّي من خلال "التونسية " جميع زملائي الذين هم اليوم يحتلّون مراكز عليا في مختلف الوزارات. هل لديك ميولات أخرى بخلاف الرّسم ؟ - أنا بطبعي أحب الهدوء والسّكينة حيث تعجبني طريقة العيش البسيطة في الجريد التونسي وخاصة في مرسمي الذي يحمل اسم «توزارت t o z a r t". حيث أمارس فيه مجموعة من الأعمال لعلّ أبرزها الإبداع في مجال الصّناعات التقليدية من خلال تنويع الإبتكارات مع الرسم على المحامل (الخشب والحرير والبلّور والفسيفساء) وكذلك ابتكارات اللّباس التقليدي الذي يقبل عليه السائح الأجنبي أكثر من أبناء البلد الذين أدعوهم بالمناسبة الى تشجيع الطاقات الشبابية من المبدعين في مختلف مجالات الفنون وفي كافة جهات الوطن. بالمناسبة أين الدعم الثقافي لأعمال روضة بريبش ؟ - (بعد تنهيدة طويلة.. ) ماذا عساني أقول ؟ للأسف الشديد لا أنكر أنني زمن سنوات الجمر ساهمت كثيرا في تاثيث عديد المعارض التي نظمتها المندوبية الجهوية للثقافة بتوزر قبل الثورة والتي لم ينلني منها سوى شهادات التقدير التي لا تغني ولاتسمن من جوع حيث كثيرا ما تعرضت للتهميش المتعمّد والشيء الذي حزّ في نفسي كثيرا هو تجاهل المسؤولين السابقين عن الشأن الثقافي بمدينة توزر للمبدعين في مجال الفن التشكيلي والحال أنهم مطالبون بالأخذ بيد المبدع ومساعدته على الخلق والإبتكار لذلك جميعا غيّرت وجهتي وقرّرت الإعتماد على ذاتي بمفردي وها انا اليوم أعمل بكلّ أريحية حيث يجد الزائر والسّائح في مدينة توزر مبتغاه من ابداعاتي التي ساهمت في التعريف بي خارج حدود الوطن. ما هي مشاركاتك الفنية خارج حدود الوطن ؟ - نعم لقد نلت شرف المشاركة في معارض للفنون التشكيلية خارج حدود الوطن وذلك بكلّ من فرنسا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بتاريخ 8 مارس 2008 وتحديدا بمدينة سترازبورغ وذلك بمشاركة ثلاثة بلدان هي تونسوفرنسا وايطاليا وإلى جانب كلّ من الرسّامات sandra tencon من ايطاليا وfranchiska drareg من فرنسا ثمّ معرض ثان في برلين بألمانيا خلال سنة 2011 وذلك بعد الثورة بمناسبة الصّالون العالمي للسياحة وبطلب من وزارة السياحة التونسية التي بالمناسبة أحيّيها على دعمها المتواصل للمبدعين في توزر الإبداع والتألّق. ماذا بقي أن تضيفي ؟ - أطلب من المسؤولين عن الثقافة في العهد الجديد مزيدا من الدعم للفنان المبدع مادّيا ومعنويّا حتى لايبقى الفنّان مجرّد أثاث «ديكور» لإستعماله في المعارض الفنية وهو ماعشته على مدى أكثر من 15 سنة من الإبداع حيث كثيرا ما نجد أنفسنا مضطرين للتفويت في المادة الإبداعية وذلك في غياب لجنة الشراءات التي أراها في جهات أخرى تلهث لشراء بعض المنتوجات بواسطة «المعارف» في حين أننا جميعا نعمل كلّ من موقعه بهدف ابراز الوجه المشرق لتونس الصّباحات الجميلة وتونس الألوان الزاهية.