تونس 28 مارس 2011(وات) يحتضن رواق نور بالمركب الثقافي باب البحيرة بالعاصمة هذه الايام والى غاية 30 افريل 2011 معرضا استيعاديا ضخما لرسام متميز يعد حاليا من ابرز الفنانيين التشكيليين التونسيين هو الرسام محمد الزواري المعتكف دائما بمرسمه بمدينة قليبية التي لا يغادرها الا لماما فهو رسام لا يجري وراء الشهرة أو الاضواء وانما يعمل بصمت منذ سنوات عديدة على نحت مساره الفني بهدوء وصبر وحماسة لا تفتر وهو في ذلك كالنهر الذي يحفر مجراه ولا يحيد عنه. في هذا المعرض الجديد الذي يضم أكثر من مائة لوحة من مختلف الاشكال والخامات والحوامل احتفظ محمد الزواري بروحه الفنية المتوقدة والمنخرطة في الجمال والابتكار والدهشة فهو لايكف عن البحث والتعمق في استنباط اساليب تشخيصية وتعبيرية تنم عن خيال خصب وقدرة فائقة على استنطاق المحيط الطبيعي والاجتماعي وتصوير عوالم مجنحة ولكنها مرتبطة في كل الحالات بالواقع عبر ذلك الخيط الرفيع الذي ينبع من الوعي بالاشياء الملموسة ودقة الملاحظة والالتزام بقضايا المجتمع العربي. " أنا رسام تشخيصي ولا أتعامل مع التجريدية أطلاقا لان التجربة التجريدية ظهرت سنة 1911 مع كاندسكي وبول كلي وهي تمثل أوروبا وهمومها وأنا أنأى بنفسي عن هذا التعبير وافضل أن أعبر عن عالمي العربي من خلال طرح مضامين حياتية مستمدة من المجتمع وحتى عندما يخيل للمرء ان لوحاتي تندرج في المسار الغربي فان ذلك لا ينفي أنني متمسك بخصوصيتي التونسية والعربية ". هكذا صرح محمد الزواري لوكالة / وات/ قبل أن يضيف أنه يشتغل على محامل متنوعة فهناك لوحات مسطحة في اطار كلاسيكي ليوناردي ايطالي وهناك لوحات نحتية حرة وهناك لوحات جديدة تظهر من خلال أضواء داخلية بما يجعلها لوحة ضوئية وهو في كل ذلك يعالج مواضيع تتعلق بالبحر والاسماك والمرأة ومعاناة الانسان او /سيزيف العرب/ فضلا عن قضايا البيئة وغيرها من المواضيع التي تدل على تفاعل الرسام مع خلجات عصره . التنوع في هذا المعرض يشمل أيضا تقنيات الرسم فالزائر يجد نفسه أمام قوس قزح من التقنيات تشمل التخطيط والرسم المائي والاكريليك على قماش والاكريليك على الكرتون ونحت/ رسم والنحت على الخشب بما يكشف عن قدرة الفنان على تطويع المادة واستنباط الحلول ولاعجب في ذلك فهذا الفنان المولود بمدينة قليبية سنة 1952 لم يأت الى عالم الرسم عن طريق الصدفة فهو حاصل على باكالريوس الرسم من أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد سنة 1979 ويدرس الفن التشكيلي منذ سنة 1979 وله في رصيده العديد من المعارض الفردية في تونس والخارج كما عمل وعرض مع جماعات فنية منذ سنة 1973 مثل جماعة تقارب وتباعد وجماعة 80 وجماعة أصدقاء الفن لمدينة ابو ظبي .