عضو منتخب في المجلس التأسيسي يقتحم غرفة الاخبار... ويتهجم على الزملاء بالسب والشتم.. حدث هذا في التلفزة الوطنية ...بعد الحصار التاريخي تحت خيام المعتصمين.. هاهو حضرة النائب يشرع لنفسه قبل كتابة الدستور التحكم في الخط التحريري للقناة... تصرف مشين سلوكا ومضمونا... ورغم أن النهضة عبرت عن انزعاجها من هذا التصرف فإن بعضهم دافع عنه باعتباره مواطنا وباعتبار أن المؤسسة مرفق عمومي.. وعبر «باسم الشعب» قائلا التوانسة يطمحون إلى قناة حرفية مثل الجزيرة.. والحال أن قناتنا الوطنية هي الأولى مشاهدة خاصة في الاخبار .. بينما الجزيرة تقهقرت بشكل ملحوظ في كل الدول العربية.. والمقارنة بالحرفية هنا لا تجوز مع قناة تشوبها الريبة.. منذ حرب العراق الى بن لادن ومنذ عبّدت الطريق للارتماء فى أحضان اسرائيل.. وآخرها التعتيم على عدوان اسرائيل على غزة.. «الويكيليكس» فضح المستور.. ثم التونسي اكتشف بنفسه مدى التضليل الذي تبثه والفبركة التي ساهمت في تأجيج النار بين الإخوة الى حد الدعوة الى التناحر والتقاتل وفق أجندة مسقطة تحرق الاخضر واليابس.. والدليل هو استقالات من وخزه الضمير.. وعودة الى حضرة النائب فإن ما أتاه معيب وتجاوز أخرق لا يوحي بالمسؤولية .. فكيف ستكون مساهمته في كتابة الدستور وبالذات في باب الاعلام ...قد يكون الرجل يسعى الى ابراز حماسته لدى الكوادر العليا في النهضة ولكن فعله ارتد عليه.. الوطنية تغيرت نحو الأحسن.. وصارت الأولى وهذا دليل على أن مشاهديها يجدون فيها ضالتهم.. تطورت الوطنية دون أن يضخ فيها تمويل لتجديد البنية التحتية والتكنولوجية وهذا يحسب للفنيين والمهندسين.. كما تطورت في المضمون بفضل اجتهاد الصحفيين فيها حيث تجد فيها الخبر والتحليل وكل الاجناس الصحفية.. وإذا كان هذا يزعج حضرة النائب.. فهناك شيء اسمه روموت كنترول.. تدوس الزر فتشاهد الجزيرة.. عرابة الحروب...