فاز الترجي الرياضي بدربي أمس الأول بفضل شوط ثان متميز على كل المستويات أكد به تفوقه الكامل على منافسه ومكنه من أن يكون في طريق مفتوح لقلب الهزيمة إلى انتصار من خلال سيطرة مطلقة رأينا بفضلها فريقا واحدا على الميدان خلال الشطر الثاني من هذا اللقاء والذي كان حاسما في تحديد النتيجة النهائية لهذا الدربي... آداء الأحمر والأصفر في الشوط الثاني كان مغايرا بنسبة 180 درجة عن الفترة الأولى وقد كان للمدرب ميشال دي كستال دور كبير وهام في هذه النقلة النوعية في مردود فريق باب سويقة فالسويسري قرأ الفترة الأولى على النحو الأفضل وقام بالتغييرات اللازمة على مستوى التشكيلة الأساسية أولا وتمركز وانتشار اللاعبين ثانيا ... الثنائي خليل شمام وكريم العواضي اللذين أقحمهما دي كستال في بداية الشوط الثاني قدما الإضافة المطلوبة وساهما في قلب المعطيات هذا إلى جانب تقريب الخطوط بشكل واضح وتقدم المدافعين هذا ما صنع الفارق وجعل الشوط الثاني في اتجاه واحد لم يتمكن فريق باب سويقة خلاله من تسجيل هدفين فقط وإنما من خلق عدة فرص أخرى سانحة للتهديف لو تم استغلالها لكان الإنتصار عريضا... الأشواط الثانية لمقابلات كرة القدم تعرف بأشواط المدربين وفي هذا الإطار كان تفوق دي كستال على بن شيخة واضحا وكاملا وكانت بصمة المدرب واضحة على آداء الترجي الرياضي طوال الفترة الثانية على عكس الإفريقي الذي اكتفى بشوط واحد تراجع بعده بشكل ملفت للانتباه... السويسري ساهم في هذا الانتصار في لقاء مصيري كان الهدف منه صدارة الترتيب وهذا ما نجح فيه بطل تونس وإفريقيا بامتياز. ...وللجانب البدني نصيب دي كستال قرأ اللقاء في شوطه الأول كأحسن ما يكون وقام بالتحويرات اللازمة ما بين الشوطين ما غير مصير المباراة ونتيجتها لكن الواضح كذلك خلال لقاء الأجوار الذي شاهدناه أمس الأول هو التفوق الكبير الذي ميز الترجي الرياضي على منافسه من الناحية البدنية والذي ساهم بقسط محترم في سيطرته على مجريات الفترة الثانية وإنهاء اللقاء أفضل من الإفريقي... فقد كان النسق الذي لعب به فريق باب سويقة طوال الشوط الثاني مرتفعا وكان تحرك اللاعبين على المستطيل الأخضر سريعا مما أحدث الخطر على دفاع الجار وأربكه وأجبره على ارتكاب الهفوات وقبول هدفين حولا التقدم من هذا الجانب إلى ذاك... الانتصار في مثل هذه المواجهات المباشرة بين الفرق «الكبرى» يتطلب التفوق من كل النواحي وهذا ما حققه دي كستال تكتيكيا وخليل الجبابلي بدنيا فكان فوز الترجي الرياضي مستحقا وعن جدارة.