تتواصل المشاكل المادية والإدارية داخل فريق النادي الرياضي الصفاقسي في الفترة الأخيرة في ظل عزوف كبار النادي عن تقديم الدعم والمساعدة لإيجاد الحلول العاجلة التي بإمكانها إخراج الفريق من هذا المنعطف الخطير الذي يهدد حاضر ومستقبل ال"سي آس آس". السيد المنصف السلامي آثر الصمت لفترة طويلة في مسائل تهم الفريق معتبرة إجابة رائعة لا يتقنها الآخرون وهو يمنح طاقة كبيرة للتفكير بعمق في كل ما يحصل من حوله والتركيز بعقلانية على كل المواضيع الشائكة كما اعتبر السلامي من خلال لقاء خاطف جمعنا به أن الصمت في الماضي القريب اعتبره الحل الأمثل بعكس الصراع والجدل الذي يولد التنافر والحقد لكن على حد تعبيره «المرميطة شاطت» معتبرا أن الرؤساء السابقين خذلوه ولم يساعدوا الفريق على تخطي هذه العقبة وتجاوز هذا الظرف الاستثنائي الذي يحتم تضافر كل الجهود والتفاف جميع الأطراف وعليه أعلن السلامي مجددا أن القضاء سيكون هو الفيصل لاسترداد حقوق الفريق وإيقاف نزيف إهدار الأموال كما أكد مجددا أنه سيقاضي مجموعة من الرؤساء الذين تداولوا على المسؤولية في العشرية الأخيرة على خلفية سوء التصرف والفساد المالي كما ألمح في نفس الإطار إلى عديد الأسماء التي أساءت التصرف وتلاعبت بمصالح الفريق مشيرا إلى أن النادي تضرر كثيرا من استهتار البعض الذين غيبوا التفاصيل والمبالغ المتعلقة بصفقات انتقال اللاعبين، هذه العمليات المالية لم تدرج في التقارير المالية ووجد على إثرها الفريق نفسه في وضعيات حرجة آخرها الخطايا التي تهاطلت على مقر النادي نتيجة التفريط في لاعبين غادروا الفريق في مواسم خلت في سنوات 2006 و2007 و2008 وهذا ما رفع من قيمة العجز المالي للنادي الصفاقسي كما أضاف السلامي انه حاول استرداد البعض من هذه المبالغ بطرق ودية إلا انه عجز عن ذلك وكانت الأبواب موصودة والآذان مصمومة وهو ما دفعه إلى اتخاذ هذا القرار عله يتمكن من ذلك وقد حان الوقت على حد تعبيره لإماطة اللثام عن الحقائق وكل مسير مطالب بالمساءلة وتوضيح بعض النقاط التي اكتنفها الغموض فهل يعقل أن لا يتسلم النادي الصفاقسي عائدات انتقال السويح إلى الترجي إلى الآن ؟ كما أكد السلامي انه بصدد جمع الإثباتات والحجج التي تدين البعض وتبرئ البعض الآخر ليكون القضاء هو الفيصل في هذا الموضوع.. ويبدو أن علاقة السلامي بهيكل السوسيوس مرشحة للتوتر فقد علمنا أن الرئيس الحالي جردهم من التوكيل الذي كان بحوزتهم والذي يخول لهم التصرف في ما تحويه خزينة السوسيوس من أموال وباستفسارنا عن الأمر أكد لنا المنصف السلامي أن القانون الأساسي يمنحه الصلاحيات الكاملة للتصرف في الأموال المتأتية من انخراطات أحباء مشيرا إلى ان الضائقة المالية التي يعيشها الفريق هي التي دفعته إلى هذه الخطوة رغم إصرار المشرفين على السوسيوس على تضييق الخناق عليه فهل يعقل أن يتوقف حال النادي وتتفاقم الديون ونعجز عن تسديد ما تخلد بذمتنا من رواتب وأجور بلغت 350 ألف دينار والأموال متوفرة بخزينة السوسيوس في حين أن دور هذا الأخير تكاملي لخلق التوازن والاستقرار والانسجام؟ وقد نفى السلامي جملة وتفصيلا أن يكون موقف هذه المجموعة في الجلسة العامة الأخيرة الرافض لمبدأ التفويت بالبيع في نصف المركب مرد هذه الممارسات لكن في الآن نفسه أكد على انه لا يتفق معهم في عديد النقاط المطروحة والتي تحاور بشأنها معهم قبل انعقاد الجلسة العامة فالسلامي يعتبر أن النادي الصفاقسي مؤسسة تربوية رياضية لا يمكنها الخروج عن هذا الإطار وتحويلها إلى شركة عقارية واعتبر أن المشروع الذي قدمته السوسيوس والمتمثل في تغيير صبغة المركب من رياضي إلى عقاري يتطلب ما يقارب 72 مليون دينار وهو رقم كبير ونعجز عن توفيره خصوصا وأننا مطالبون بتحسين البنية التحتية والأوضاع المالية والتقليص في نسبة الديون والعجز. كما علمنا أن الوضع مرشح للتصعيد خصوصا وأن السوسيوسيين لم يتقبلوا القرارات الأخيرة للرئيس الحالي المنصف السلامي واعتبروه حدا من صلاحياتهم وتهميشا لدورهم وقد بادر المكتب التنفيذي بنشر بلاغ توضيحي ذكروا من خلاله بمبادئ السوسيوس وكان عبارة عن رد مبطن على خلفية التصريحات الأخيرة التي عقبت الجلسة العامة الخارقة للعادة والتي نالت من حيادهم ومصداقيتهم معتبرين أن هذا الهيكل لم يقم بخلق التفرقة بين أبناء النادي ولم يعط أية تعليمات للمنخرطين للتصويت ضد أو مع قرار بيع المركب القديم . وقد بلغ إلى مسامعنا أن هذا الهيكل ينوي إرسال عدل تنفيذ إلى السيد السلامي حتى يسترد ما اعتبره انتزاعا بالقوة ويبدو أن الوضع سائر نحو التوتر لتحتد التجاذبات والصراعات التي من شأنها أن تهز أركان الفريق. ومن جانب آخر نقلنا إلى السيد المنصف السلامي الاستياء العميق الذي تعيشه الأسرة الموسعة للنادي الرياضي الصفاقسي على اثر تصريحاته النارية في اذاعة «شمس أف أم» والتي نالت العديد من الرؤساء القدامى متهما إياهم بالفساد المالي مشيرا إلى أن رئيسا سابقا عمد إلى تحويل مبلغ تنقل احد اللاعبين الى حسابه الخاص وبادر بالاستقالة ومغادرة النادي. السلامي أكد انه يتحمل مسؤولية ما نطق به وما صدر عنه مضيفا انه بصدد جمع الاثباتات والحجج التي تدين هؤلاء المسؤولين ليكون القضاء هو الفيصل في هذا الموضوع حتى يرضي ضميره ويسترد حق النادي.