لم يكتب لندوة من أجل محاربة التعصب الفكري المقررة صباح اليوم بدار الثقافة بقليبية بتنظيم من جمعية العمل المدني والتي من المقرر أن يقدمها الثنائي ألفة يوسف ويوسف الصديق حيث تغيبت الأولى وحضر الثاني واكتفى بتقديم مداخلة قصيرة في مقر منارة الأدب بقليبية الموجود في بناية محاذية لدار الثقافة والذي لا يتسع إلا لعدد قليل وذلك بعد أن تم منع جمعية العمل المدني من إقامة هذه الندوة من قبل عدد كبير من السلفيين الذين سجلوا حضورهم بعدد كبير وقاموا باعتصام أمام دار الثقافة علاوة على إقدامهم على غلق باب المؤسسة بقفل وهو ما أحدث حالة من الهلع في صفوف موظفي المؤسسة قبل أن يتم السماح لهم بالمغادرة مع محاصرة المكان هذا ونشطت صفحات المواقع الاجتماعية بقوة قبل أيام قليلة من انعقاد الندوة وبصفة خاصة صفحة أهل السنة والجماعة بقليبية التي دعت الأهالي للتصدي للزنديقيين يوسف الصديق وألفة يوسف كما جاء حرفيا في صفحتها والتي تصدرها الشعار التالي "لا مكان لدعاة الدعارة والمثلية الجنسية بيننا ولا مكان للمشككين في شرع رب العالمين بيننا ولا مكان لمروجي الشبه وزبالات الأفكار بيننا" وتبعا لكل شهد الفضاء الخارجي لدار الثقافة تجمهرا كبيرا وتجاذبا بين المناصرين لإقامة الندوة وبين رافضين بشدة لذلك كما أعيد سيناريو كلية الآداب بمنوبة باعتلاء أحد السلفيين سطح بناية دار الثقافة وتعليقه للراية السوداء إلى جانب العلم الرسمي كما تم تعليق الراية السوداء أمام الفضاء الخارجي للمؤسسة وعلا صوت التكبير ليحتد النقاش والمناقشات والتجاذبات خلنا أن صوت الحكمة والتعقل سيعلو عليها خاصة في مدينة عرفت بتفتحها وتسامحها الفكري رغم وجود العديد من التيارات الفكرية والسياسية فيها إلا أن الصفة التي اطلقت عليها سابقا بكونها "سويسرا تونس " وفي هذا الصدد حفلت صفحة "قليبيستان " بصور للمشاركين في الاعتصام أتوا من كل حدب وصوب لم تألف أن شهدت المدينة مثل هذا التجمع الذي انفض على مسيرة سلمية نظمتها جمعية العمل المدني بمشاركة بعض الجمعيات الأخرى احتجاجا على منعها من إقامة الندوة وعلى التعصب الفكري ...