عندما تحول المرزوقي إلى سوق الجملة للإطلاع على غلاء الأسعار.. قوبل بحفاوة إلى درجة أن بعضهم قبّل يده.. جاء ليسأل الجماعة هل هم «لا باس»؟ فإذا بهم يبوسون يده.. وكان عليه أن يقول لهم «لا بوس» وليس «لا باس» والأكيد أنه فوجئ.. والأكيد أيضا أننا صدمنا.. وتساءلنا من هؤلاء ومن نحن.. ومن أين لنا بالرعايا.. والغريب أن البوس مارسه أكثر من واحد.. ثقافة «البسبوس» موجودة في الخليج ونحن عندما نريد إذلال أحدهم نقول إنه يبوس اليد.. ثقافة البوس عند العرب مختلفة تماما عن بقية البلدان الأخرى.. لأنه وراء كل بوسة خنجر.. اقرؤوا التاريخ خصوصا في كواليس القصور.. وحتى الأنبياء لهم حكاية مع البوس ومن منا لا يعرف «قبلة جودا» للمسيح.. في تاريخنا الحاضر لم نشهد مرة واحدة.. منذ أن اشترينا التلفزة بالأسود والأبيض وبالتقسيط لم نشهد بوسة واحدة ليد مسؤول سواء في مسرح السياسة أو في مسرح الأفلام الرومانسية حيث تقطع البوسة في منتصف الطريق.. البوس حرام.. وفجأة جاءت الفضائيات وأمطرت الدنيا بالبوس وما بعد البوس دون خجل.. وعودة إلى زيارة المرزوقي فإن هذه القبلات أربكت الزيارة.. والدليل أنها سحبت من الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية.. فالرجل ذهب إلى المرشي ليوبخ الفلفل بحرارة وعلى تطاوله والبصل الذي عملها بالبصل وأبكانا والطماطم التي تعالت مع أنها تستعمل في رشق الناس غير المرغوب فيهم وأيضا ليوبخ «البنان» على إعوجاجه.. من الأكيد أن المرزوقي الحقوقي لا يقبل (بدون شدة على حرف الباء) تصرف الذين فعلوها.. هل هي عفوية.. أم أنها دس للانتقاص من حملته الانتخابية وعلى أية حال فإننا لن نشاهد هذا في الأخبار لأن الأيدي التي امتدت للرئيس ستقطع.. افتراضيا.. من الشريط.. وهذا دليل على أن البوس معرض دوما إلى الصنصرة.. للأسف..