نظرت المحكمة الابتدائية العسكرية الدائمة بصفاقس الاثنين في الجلسة الثالثة عشرة من القضية عدد 97592 المتعلقة بقضية مقتل الشهيد سليم الحضري بقرقنة مساء 14 جانفي 2011 وكان الحضور مكثفا بمقر المحكمة سواء من المحامين او من اهالي الشهيد واصدقائه او من الناشطين والمتتبعين وتعبر جلسة الاثنين 30 افريل اطول الجلسات على الاطلاق باعتبار ان اشغال المرافعات فيها امتدت الى حدود الساعة الخامسة مساء وفي المرافعات العديدة التي استغرقت ما يزيد عن 6 ساعات تم الاستماع الى المتهمين اللذان تمسك كل واحد منهما بانكار ارتكابه لجريمة قتل الشهيد سليم الحضري وقد اعتبرت النيابة العسكرية المتهمين شريكين اساسيين في عملية القتل حيث عمد كلا المتهمين الى فتح النار بشكل افقي وباستعمال الطلقات السريعة المسترسلة على المتظاهرين دون موجب لذلك وان المحتجين لم يكونوا يشكلون خطرا على اعوان الامن وانهم تراجعوا الى حدود الساعة البلدية المنتصبة بالساحة وهي مسافة تزيد عن 80 مترا وطالب ممثل النيابة العسكرية تبعا لذلك بتسليط اقصى العقوبات على القائم بالقتل المتعمد وإزهاق روح الشهيد على معنى احكام الفصل 205 من المجلة الجزائية واستنادا إلى التصريحات العفوية الاولى لعدد من الشهود وذلك وفق القاعدة في علم الجريمة التي تقول بان " الدقائق الاولى التي تمر هي الحقيقة التي تفر" كما طالب بتسليط العقوبة ايضا على من حاول القتل بواسطة سلاح حربي وفي مرافعاتهم تعرض عدد من المحامين القائمين بالحق الشخصي الى تفاصيل الواقعة مطالبين بتسليط اشد العقوبات على المتهمين والقيام بالتعويضات اللازمة لورثة الشهيد واعتبروا ان المتهمين في قضية الحال لم يراعيا الاجراءات المنصوص عليها في التعامل مع مثل هذه الوضعيات حيث لم يقوما بالتنبيه على المتظاهرين بالابتعاد ولم يستعملا مضخمات الصوت واكثر من ذلك لم يطلقا طلقات تحذيرية في السماء وانما قام احد المتهمين باطلاق النظر بشكل افقي في اتجاه المتظاهرين وبشكل مسترسل في الطلقات من اليمين الى اليسار وهو ما يعرف ب ' الرافال ' وقال المحامون ان المتهم سعيد خلودة بحسب افادات عديد الشهود كان هو اول من خرج من مركز الرملة واطلق النار وان افادات كثيرة ايضا ان خلودة كان له سلاح فردي ومسدس بيريتا وانه بعد استعماله تسلم من زميل له بندقية اقتحام من نوع شتاير واطلق منها الرصاص وهي بندقية ذات مدى بعيد واعتبر محامو القائمين بالحق الشخصي ان عمران عبد العالي وفق افادات الشهود كان يطلق النار وهو جاثم في وضع ركبة و نصف واطلق النار فيما يعرف ب وضع قنص وتقاطعت بعض الشهادات انهم سمعوا عمران عبد العالي يطلق دعوة صريحة لقتل الجميع بالقول ' اقتلوهم الكل ' وبناء على ذلك طالب المحامون بادانة المتهمين من اجل القتل العمد ومحاولة القتل العمد في حين ان لسان الدفاع عن المتهمين طالب من هيئة المحكمة الحكم بعدم سماع الدعوى في حق منوبيهما واعتبر لسان الدفاع ان الاجراءات المتبعة باطلة على اساس ان النيابة العسكرية كانت مدعوة الى التحقيق في الحادث بعد ان تسلمت الملف من النيابة العمومية المدنية وفي حدود الساعة الخامسة مساء تم رفع الجلسة من اجل المفاوضة والتصريح بالحكم ومنتظر صدوره في ساعة متاخرة من ليل الاثنين او الساعات الاولى من يوم الثلاثاء علما بانه حين اصدار الاحكام في شان قضية مقتل عوني حرس بقصور الساف على يد عناصر من وحدات التدخل بتلك الجهة فان المحكمة اصدرت حكمها في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل