أعلن أمس السيّد الطاهر ذاكر كاتب عام النقابة العامّة للتعليم الأساسي في ندوة صحفية عقدت بمقر الاتحاد العام التونسي للشغل والتي خصّصت للنظر في مشاكل القطاع التربوي أنّ الهيئة الإدارية للنقابة قرّرت الدخول في إضراب إنذاري قطاعي يوم 16 ماي بكامل المدارس الابتدائية وذلك نتيجة فشل المفاوضات مع وزارة التربية وحمّل الوزارة تبعات هذا الإضراب. وأكّد كاتب عام النقابة أن الوزارة تتعامل مع التعليم بنظرة دونية ولا تعتبر التعليم الابتدائي واجبا وطنيا حيث تعاملت مع مطالبهم التي تقدّموا بها منذ 4 أشهر بتلكّؤ ومماطلة واستخفاف وانعدام الجديّة حسب تعبيره. وأوضح أنّ الوزارة تحاول الالتفاف على الاتفاقيات المبرمة معها وتعمل على إفراغها من محتواها إذ انّها تحاول تسقيف الارتقاء بنسبة معيّنة لا تتجاوز 40 بالمائة من الرتبة المتّفق عليها وأن لا يتمّ الارتقاء إلا في صورة التقاعد أو الموت مشيرا إلى انّ الارتقاء من رتبة إلى رتبة يتمّ دون التمتّع بالامتيازات التابعة لها ودون استتباعات على صعيد ساعات التدريس. وأشار الطاهر ذاكر إلى أن التشغيل هو آخر اهتمامات الوزارة وأنها تعامل الأساتذة بتمييز فامتيازات استاذ في الثانوي تختلف عن غيره الحاصل على نفس الشهادة في الابتدائي كما انّ الدفعة الأولى من معلّمي التطبيق الأول لم تنتفع بالتصنيف وأنّ مطالبهم بخصوص ظروف العمل وتمكين كافة مدرّسي التعليم الابتدائي من المنح الخصوصية مازالت عالقة. وأضاف أنّ الوزارة استهزأت باتفاق 13 سبتمبر 2011 المتعلّق بملف النواب المتعاقدين في المدارس والبالغ عددهم أكثر من 2000 نائب متعاقد وتواصل إدراج خريجي الجامعات في المدارس الابتدائية دون أن يكون لهم تكوين مقابل إهمال أصحاب الخبرة والكفاءة. ولاحظ أن الوزارة لم تكترث لمعاناتهم في مفتتح السنة الدراسية الجارية حين أقدمت على انتداب أكثر من 2000 معلم بواسطة الملفات وضربت بالاتفاقيات التي تكرّس الأولوية للنواب والمتعاقدين عرض الحائط. وبخصوص قضية النظام الأساسي القطاعي في الوظيفة العمومية والتي ينصّ قانونها على إمكانية إصدار قطاعات معينة لنظام أساسي خاص بها قصد تطوير المهنة أكّد الطاهر ذاكر أن الوزارة لم تعر الأمر اهتماما ومازالت تعتمد ممارسات العهد البائد وانّه مطلب أساسي يتضمّن وينظّم كلّ الجوانب المتعلّقة بالحق النقابي والتوقيت الأسبوعي وحركات النقل والتعويضات. وأشار إلى انّ ظروف المعلّمين والمعلّمات صعبة ويفتقرون لأبسط وسائل تطبيق الدروس ولأبسط التجهيزات وقال إن تعلات الوزارة بعرض الطلب على المصالح الخصوصية واهية وانّ المنح الخصوصية التي يتمتّع بها عديد الأسلاك في الوظيفة العمومية من حقّ معلّمي الابتدائي وانّ وضعية مديري المدارس الابتدائية تختلف عن وضعية مديري المدارس الاعدادية والثانوية من حيث تمتّعهم بالمنح ولا بدّ من ترفيعها والشيء نفسه بالنسبة لمنح المتفقّدين والمتفقّدين البيداغوجيين . وفي ردّ على سؤال توجّهت به «التونسية» عن المقترحات التي تقدّمت بها وزارة التربية والتي رفضتها النقابة والمتعلّقة بانتداب 1000 نائب متعاقد من جملة 2400 ومضاعفة منح مديري المدارس الابتدائية بدل الأضعاف الثلاثة التي طالبت بها النقابة أوضح السيّد الطاهر ذاكر أنّ الرفض ناتج عن تعامل الوزارة مع المطالب بانتقائية وانّها تطرقت إلى منح المديرين لأنّها تهمّ 4500 مدير لتضرب ببقية المطالب عرض الحائط وأنه من حق المدير المكلّف بعديد المهام أن يأخذ منحة تعادل مجهوده وتتقارب مع منح مدير الاعدادية والثانوي لا منحة من 30 إلى 60 دينارا مقابل منحة 280 دينارا لمدير الثانوي الشيء الذي اعتبره استخفافا بالإدارة. أمّا عن انتداب 1000 نائب متعاقد فقال إنها مجرّد مقترحات وشعارات تحملها الوزارة مشيرا إلى أن هذه الأخيرة لا تحمل مشروعا حقيقيا لتسوية قطاع الانتدابات ولا يوجد برنامج فعلي لإغلاق الملف.