شهدت الحياة النقابية في تونس ما بعد الثورة ازدهارا منقطع النظير تجسّد من خلال إحداث عديد النقابات والاتحادات التي مست مختلف المجالات والأسلاك لتصل إلى السلك الأمني. الإعلام بدوره لم يبق بمنأى عن هذا الحراك فبعد تأسيسه جمعية الصحفيين الشبان، ينتظر أهل القطاع ولادة اتحاد الصحفيين الرياضيين. "التونسية" رصدت آراء بعض الإعلاميين والنقابة، فكان التحقيق التالي: المنجي النصري (الإذاعة الوطنية وجريدة الصباح): "رغم التأخير... فكرة جيدة" أعتقد أن فكرة بعث هيكل يدافع ويلمّ شمل الصحفيين الرياضيين جيدة وممتازة للغاية مع أنها تأخرت كثيرا حيث أننا البلد العربي الوحيد الذي لا يعد اتحادا يعنى بهذا الصنف من الإعلام وهذا عيب. وللإشارة فإن هذا المولود لا يتعارض بأي شكل من الأشكال مع أهداف نقابة الصحفيين بل هو عنصر مكمّل لهذا الاتحاد المثقل بمشاكل كثيرة ومثل هذا الاتحاد سيوفر السند والعون لنقابة الصحفيين. كما أن لهذا الاتحاد فوائد على المستوى الاجتماعي حيث سيمكّن من ترسيخ علاقات متينة بين مختلف الصحفيين الرياضيين في كامل تراب الجمهورية، وبالتالي فإن الفكرة طيبة وسنعمل على دعمها. منذر الجبنياني: "مع الفكرة ولكن..." بطبيعة الحال لا يمكن إلا أن أكون مساندا لفكرة بعث هذا الهيكل الذي طال انتظاره ولكن لابد أن يتماشى هذا المولود مع روح الثورة أي بمعنى آخر لابدّ أن تكون الوجوه الجديدة على رأس الهيكل وعلى الوجوه القديمة (المستهلكة) والأمر ينسحب على شخصي ألاّ يقدموا ترشحهم ويتركوا المجال للصحفيين الشبان لتولي المسؤولية. أما إذا ما كانت السيادة لنفس الأسماء والوجوه، فإني أعتقد أن هذا الاتحاد لن ينجح في مهامه. الطاهر ساسي (جريدة المغرب): "أنا صاحب الفكرة فكيف أكون ضدها؟" كيف أكون ضدّ هذه الفكرة وأنا صاحبها؟ ولكن لابدّ من الاتفاق من البداية على أن هذا الهيكل لا يجب اعتباره محاولة للانشقاق عن النقابة، بل هو جناح وفرع تابع للنقابة. فما آل إليه حال الإعلام الرياضي اليوم يقتضي بالضرورة إيجاد هيكل مهمته تنظيم القطاع وتطهيره. حيث أصبح القطاع مرتعا لكل من هب ودب وبالتالي لابدّ من إيجاد مثل هذا الهيكل الذي لطالما طالبنا بإيجاده فهل يعقل أن تكون تونس هي البلد الوحيد الذي لا يوجد به مثل هذا الهيكل رغم الكفاءات الكبيرة التي نمتلكها؟ أعتقد أنه حان الوقت كي يصبح لنا مثل هذا الهيكل الذي سيساعد في جمع شتات الإعلاميين الرياضيين وفي رفع اليتم عن هذا الصنف من الإعلام الذي يمثل المموّل الرئيسي للمؤسسات الإعلامية على اعتبار أنه الصنف الأكثر استهلاكا من قبل المتلقي. لبيب الصغير (الإذاعة الوطنية وحنبعل): "فكرة طيبة" أعتقد أن فكرة إنشاء هيكل أو اتحاد يعنى بالصحفيين الرياضيين فكرة ممتازة ولابدّ من دعمها والعمل على تحويلها إلى واقع ملموس، فالقطاع مهمّش، وبحاجة إلى عمل كبير لتطهيره والارتقاء به نحو الأفضل. ولكن لابدّ أن يتكامل هذا الاتحاد مع نقابة الصحفيين.. فالهدف ليس تشكيل هيكل مواز للنقابة إنما الهدف هو التكامل والانسجام من أجل مصلحة القطاع. ولكن لابدّ من الإشارة إلى أن الانقسامات والاتهامات الحاصلة منذ الاجتماع الأول قد تهدد مستقبل هذا الهيكل، والمطلوب هو الاتحاد والعمل من أجل النهوض بقطاع الإعلام الرياضي. عادل بوهلال (أخبار الجمهورية): "الإعلام الرياضي... كالبهيم القصير" إنشاء هيكل خاص يعنى بالشؤون الإعلامية الرياضية فكرة خارقة للعادة، حيث أن هذا الاختصاص من الإعلام مهمّش إلى أبعد الحدود وهو «كالبهيم القصير» وكل من هبّ ودبّ يدّعي الانتساب لهذا الاختصاص الذي يمثل حسب رأيي الحلقة الأقوى في كافة المؤسسات الإعلامية بفضل المادة الإعلامية التي يقدمها. فأنا مع فكرة بعث هذا الاتحاد الذي سيعاضد عمل نقابة الصحفيين ويساهم في تبني هموم ومشاكل الصحفيين الرياضيين. ويمكن من توفير فرص أكبر لتكوين الصحفيين الرياضيين الشبان، فكرة ممتازة ولابدّ من تشجيعها ودعمها وشخصيا أرى ضرورة المرور إلى صناديق الاقتراع لتحديد المسؤوليات صلب هذا المولود الجديد حتى نكون في منأى عن كل الانقسامات والاختلافات التي لاحت منذ الاجتماع الأول. عايدة عرب (شمس.أف.أم): "مع الاتحاد ولكن" أنا أعتبر نفسي من الأوائل الذين نادوا بضرورة تأسيس هذا الهيكل، حيث أن الإعلام الرياضي ظل الركن المنسي من قبل المتدخلين في هذا القطاع، وعلى الرغم من أن هذا الاختصاص هو الذي يوفر استمرار وتواجد مختلف الوسائل الإعلامية... ولكن ومن خلال أول اجتماع بدأت أغيّر رأيي، حيث استغلّ البعض الفرصة للانتقاد وتوجيه التهم لبعض رموز هذا الاختصاص. فالهدف من هذا المولود هو توحيد الصفوف ولمّ شمل أسرة الإعلام الرياضي لا الإقصاء والتشفي من بعضنا البعض. فوضعية القطاع الحالية تبعث عن الانشغال فعلا، وأنا شخصيا لن أقبل المشاركة في اتحاد يدعو إلى الإقصاء والانشقاق في وقت نحن في أشدّ الحاجة إلى التوحّد قصد الارتقاء بهذا القطاع إلى أفضل المراكز. الفكرة ممتازة ويبقى الإشكال الوحيد في طريقة التنفيذ، وللإشارة فإن تونس هي البلد الوحيد الذي لا يمتلك مثل هذا الاتحاد وأذكر أنه وعند حضوري أحد اجتماعات اتحاد الصحفيين الرياضيين العرب بالأردن، عبر العديد من الصحفيين وعلى رأسهم رئيس الاتحاد جمال عبد القادر عن استغرابه لغياب مثل هذا الهيكل في بلد لطالما كان السباق في جميع المجالات. وخلاصة القول أنا مع الفكرة إذا كانت لجمع شمل الصحفيين الرياضيين أما إذا كانت لغير هذا الهدف فإني لن أقبل المشاركة. سامي العكريمي (لابراس): "لولا الإعلام الرياضي... لأفلست جل المؤسسات الإعلامية" طبعا لا يمكن أن أكون إلاّ مشجعا لبعث هذا الهيكل لأنه أحببنا أم كرهنا فإن الإعلام الرياضي «هو اللي يعيّش» في المؤسسات الإعلامية على اختلاف أنواعها (صحافة مكتوبة، راديو، تلفزة) والملاحظ هو أن أصحاب هذه المؤسسات «يحطّو كل شي موش باهي على الإعلاميين الرياضيين»، فالملاحظ أن الخطاب السياسي (حكومة + معارضة) لم يول مسألة الإعلام الرياضي أيّة أهمية. وحتى الهيئة العليا لإصلاح الإعلام والتي يرأسها كمال العبيدي لم تول هذا الاختصاص الأهمية التي يستحقها ولم تشرك الصحفيين في أخذ القرارات. فالحاجة ماسة لإنشاء هذا الهيكل الذي سيمكن من تنظيم دورات رسكلة للصحفيين، فمن العيب أن يشرف الاتحاد العربي للصحفيين الرياضيين على رسكلة الصحفيين التونسيين والحال أننا يجب أن نرسكلهم. أنا سأكون ضمن اللّجان التي ستصوغ القوانين المنظمة لهذا الهيكل ولكنني لن أترشح لأي منصب، وكذلك فإنني أتطوع لرسكلة الصحفيين الشبّان. عبد الباقي بن مسعود (الصريح): "من أجل تنسيق أفضل مع النقابة" هذا حلم لطالما انتظرناه وطالبنا بتحقيقه، فأنا طبعا مع تأسيس هذا الهيكل الذي سيمكننا من تنسيق أكثر جدوى مع نقابة الصحفيين لتوفير أحسن الظروف لعمل الصحفيين الرياضيين وكذلك سيمكن من فتح آفاق لأنشطة تهمّ الصحفيين الرياضيين كتنظيم ملتقيات للرسكلة والتعارف وجمع الإعلاميين من مختلف جهات الجمهورية، ولابدّ هنا من التأكيد على أن هذا الهيكل لا يهدف إلى زرع الانشقاق بين الصحفيين، بل على العكس تماما حيث سيعمل على جمع شتات المنتمين إلى هذا الاختصاص وكما قلت سابقا مساعدة النقابة التي تواجه زخما كبيرا من المشاكل. غسان القصيبي (عضو لجنة النقابة والإعلام التابعة لاتحاد الشغل) نحن في الاتحاد العام التونسي للشغل نرفض كل محاولة لتقسيم أو تشتيت قطاع الإعلام وبعث اتحادات ونقابات موازية والتي أصبحت موضة في تونس ما بعد الثورة. وإذا ما أردنا إيجاد الحلول للمنتسبين إلى هذا القطاع فلابدّ من التنسيق مع نقابة الصحفيين. السيدة الهمامي (جمعية الصحفيين الشبان): "العمل صلب النقابة" أنا أتفهّم جيدا وضعية الصحفيين الرياضيين والمشاكل الكبيرة التي يعانون منها كالحصول على بطاقة صحفي رياضي وتعرّضهم للعنف ووضعية العمل الصعبة داخل مؤسساتهم الإعلامية، ورغم أن لي مؤاخذات على عمل النقابة فإني أدعو الزملاء إلى التريّث والبحث عن حلول صلب النقابة بتفعيل دور لجنة الإعلاميين الرياضيين الموجودة في النقابة، فالوضعية الحالية تتطلب منا الالتفاف حول النقابة لا التشتت والفرقة من خلال بعث هياكل موازية. نجيبة الحمروني (رئيسة نقابة الصحفيين): "لا فائدة في بعث هيكل مواز" أعتقد أنه لا موجب لإحداث مثل هذا الهيكل، والحال أن هذا الاختصاص ممثل بلجنة داخل النقابة منتخبة منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر وهذه اللجنة هي أكثر اللجان نشاطا صلب النقابة حيث قامت بمراسلة مختلف الوسائل الإعلامية لمدّها بأسماء الصحفيين الرياضيين قصد تمكينهم من البطاقات المهنية. ولذلك أعتقد أنه لا فائدة من إيجاد هيكل آخر لضرب عمل النقابة، والأفضل هو توحيد الصفوف ولمّ شمل الصحفيين لا الانشقاق تحت أي مسمى كان. كانت هذه عيّنة من آراء بعض المنتسبين للقطاع وكل الجهات النقابية المعنية حول فكرة إنشاء اتحاد للصحفيين الرياضيين، والملاحظ أن هناك شبه إجماع على ضرورة بعث هذا الهيكل، وكل ما نتمناه أن يتبنى هذا الهيكل فعلا مشاكل أهل الاختصاص وأن يسعى إلى إيجاد الحلول لجملة العراقيل التي تعترض هذا القطاع وأن يغلّب المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيّقة.