طوت فرنسا أول أمس صفحة نيكولا ساركوزي بسلبياتها وإيجابياتها بفوز الاشتراكي فرنسوا هولاند بالرئاسة لكن وصول الاشتراكيين للحكم فتح ملفات أكثر تعقيدا لعل أبرزها ملف الأزمة الاقتصادية في منطقة «الأورو» التي وضعت لها ألمانيا بقيادة المستشارة أنجيلا ميركل خطة انقاذ مع حليفها ساركوزي بفرض إجراءات تقشف مثيرة للجدل. وحين أعلن عن فوز هولاند بالرئاسة «اهتزت» أوروبا على اعتبار أن النهج المعلن من قبل الأخير هو تشجيع النمو وليس إرهاق كاهل الفرنسيين – على الأقل – بإجراءات تقشف وهذا يعني مبدئيا أن حلف «ميركوزي» (نسبة إلى ميركل وساركوزي) قد انهار وانهياره يعني انهيار خطة إنقاذ منطقة «الأورو» التي راهنت عليها القيادة الألمانية بدعم من الرئيس الفرنسي السابق الذي يفترض أن يسلم مقاليد الحكم لخلفه في 15 ماي الجاري. وكان وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله أول من بادر بتهنئة الرئيس الفرنسي المنتخب فرنسوا هولاند مشددا في الأثناء على ضرورة الالتزام ب «اتفاقية الاتحاد المالي» فيما رأت الصحف الألمانية أن هزيمة ساركوزي هي هزيمة لحلف «ميركوزي» وهي إشارة واضحة إلى التداعيات المحتملة على «اتفاقية الاتحاد المالي» التي وقعت بعد جهود مضنية قادتها ميركل بالتعاون مع ساركوزي. ومن المتوقع أيضا أن يفتح ملف آخر قد يؤثر على ساركوزي شخصيا وهو ملف المحاسبة وخاصة منها ما يتعلق بفضيحة تمويل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي لحملته الانتخابية الرئاسية عام 2007 والتي لا تزال محل جدل في الأوساط السياسية الفرنسية. ويرى مراقبون أن ساركوزي الذي كان يتمتع بالحصانة حين كان رئيسا أصبح الآن مكشوفا بعد هزيمته وقد يبادر سياسيون من خصومه بفتح ملف علاقاته بالزعيم الليبي الراحل والصفقات بينهما وأيضا قضية تمويل حملته الانتخابية. ومن المتوقع أيضا أن تعود فضيحة «ليليان بتنكور» الى الواجهة بعد أن خمدت «نيرانها» لفترة انشغل فيها الفرنسيون بالدعاية الانتخابية وسبق لساركوزي أن وجد نفسه في حرج كبير وتمكن خلال الفترة الماضية من احتوائها لكن وبعد سقوطه قد يجد نفسه في قلب العاصفة مجددا وقد يواجه اتهامات بالحصول على تمويل سياسي غير مشروع وهذه القضية المتشعبة جداً كانت جزءا من خلاف عائلي بين المليارديرة ليليان بيتانكور، وريثة شركة مستحضرات التجميل لوريال، وابنتها انكشف بعدها حصول ساركوزي على أموال من المليارديرة ليليان بيتانكور. وتحولت القضية بسرعة إلى فضيحة سياسية مالية تختلط فيها شبهات بالمحاباة والتمويل غير القانوني الأمر الذي كلف وقتها وزير العمل اريك ويرث، المقرب من ساركوزي، منصبه في نهاية 2010