قرارات وقرارات مضادة ذلك هو العنوان الأبرز الذي تسير على خطاه الأحداث داخل الأولمبي الباجي في هذه المرحلة بعد أن فرض الضغط المسلّط على الهيئة المديرة لخبطة كبيرة وأجواء مضطربة إثر التعادل الأخير ضد أمل حمام سوسة والذي أربك كافة الأطراف في الفريق فكان الإسراع بتنحية المدرب فتحي العبيدي خلال إجتماع مطوّل ومتوّتر صدر عنه قرار بإنتداب المدرب حبيب الماجري ولكن سرعان ما تمّت الإطاحة بهذا القرار في صباح اليوم الموالي خلال إجتماع طارئ أفضى إلى تعيين إبن النادي فوزي الورغي مصحوبا بنبيل بالشاوش لتدريب الفريق وقد باشر هذا الثنائي عمله يومي الثلاثاء والأربعاء في حين تواصلت التجاذبات والتقلبات بعد أن أعلن الكاتب العام ورئيس فرع الشبان الإستقالة ثم يأتي الجديد فيما يتعلّق بالإطار الفني مرّة أخرى حين تمّ الإتفاق مساء أمس الأول مع كمال الزواغي ليكون مدربا للفريق.. لخبطة كبيرة في أداء الهيئة المديرة القرارات المضطربة التي طغت على أداء الهيئة المديرة الحالية للأولمبي الباجي منذ إنتخابها في شهر فيفري الماضي إزدادت حدّتها هذه الأيام. فالجميع يتذكّر أكثر من قرار صدر عن هيئة جلال الغربي ولم ينفّذ وتم التراجع فيه على غرار مسألة فسخ عقود الرباعي السيفي وبشوش والرطولي وناجي بالإضافة إلى إحالة ثلاثة لاعبين على صنف الآمال أدوا مباشرة بعد ذلك تمارينهم مع فريق الأكابر ليكون هذا الأسبوع حافلا بالمواقف والقرارات المضطربة والمتضاربة كنتيجة حتمية لهيئة يغيب عنها التجانس والتفاهم وتطغى عليها الخلافات والتجاذبات لتكون تحركاتها محكومة بالعاطفة والأخذ بالخاطر بعيدا عن منطق الإحتراف والمسؤولية التي يحتاجها الفريق في هذه المرحلة الحاسمة والتي من شأنها أن تحدد مصير بقائه بالرابطة الأولى لكرة القدم من عدمه بما أن الهيئة المديرة كلّما حاولت إصلاح خطإ إلا وإرتكبت خطأ آخر أفضع منه بما يحيل إلى حالة المرض الذي يعيشها الأولمبي الباجي والتي تعتبر نتيجة منطقية لتصرفات هيئة مديرة غاب عنها حسن التدبير وعجزت عن المسك بزمام الأمور.. فهل يعقل أن يعجز أهل القرار في الأولمبي الباجي عن تعيين مدرب للفريق في هذه المرحلة مهما كانت الطريقة إما بالإجماع أو بالتوافق أو بالتصويت والأغلبية وهي التي تطلّ علينا وعلى الأحباء بين اليوم والآخر بإسم مدرب جديد؟ هذه الوضعية المرتبكة تشير إلى حجم الخلافات داخل الهيئة المديرة التي باتت تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى تجاوز خلافاتها وترك العاطفة جانبا وتحكيم العقل ومصلحة الأولمبي الباجي قبل فوات الأوان.. لأن الأيام ستذكر الأفعال والنتائج على حد سواء.. «الماجري».. «الورغي».. «الزواغي».. فهل من مزيد؟ إلى حد كتابة هذه الأسطر لم ترس الهيئة المديرة للفريق على أرضية صلبة ولم تنجح في حسم إسم المدرب الجديد للأولمبي الباجي وباتت تنسج سيناريو أشبه بقصص الأطفال في غياب الجدية والقرار الحاسم فبعد إتفاق أوّل حصل مساء الإثنين حول إسم حبيب الماجري كان «حديث الليل مدهون بالزبدة» فجاء صباح الثلاثاء لينشد «موّال» أبناء النادي وإعتقدنا أن المسلسل عرف حلقته الأخيرة بتعيين فوزي الورغي ومساعده نبيل بالشاوش إلا أن ذلك زاد في تعميق الشرخ صلب الهيئة المديرة بصدور تأكيد إستقالة الكاتب العام ورئيس فرع الشبان مرفوقا برد فعل غاضب من بعض الأحباء الذين لم يرضهم الإختيار وفرضوا أمرا واقعا دفع الهيئة لكتابة الجزء الثاني من سيناريو مسلسل القرارات المرتجلة عندما تحوّل وفد من المسؤولين بعد ظهر الثلاثاء لملاقاة المدرب المستقيل حديثا من النجم الخلادي كمال الزواغي والإتفاق معه على تدريب الفريق فخلنا من جديد أن الأمر حسم وأن المهزلة عرفت نهايتها عند هذا الحد ليأتي إجتماع جديد صباح أمس الخميس فاحت من ورائه رائحة التجاذبات بعد أن تمسّك البعض من المسؤولين بإعطاء الفرصة لإبني النادي فوزي الورغي ونبيل بالشاوش لتسيير مباراة حمام الأنف على مقعد البدلاء وتأجيل حسم إنتداب كمال الزواغي.. إلى هذا الحد باتت الوضعية تبعث على القلق والإنزعاج في ظل التجاذبات الصريحة وغياب التوافق ليصبح مستقبل الفريق مهددا بهذه القرارات المرتجلة. أين يختفي رئيس النادي؟ زيادة على الوضعية الصعبة التي يعيشها الفريق بقبوعه في المرتبة الأخيرة على لائحة الترتيب فإن الإضطراب الإداري من شأنه أن يزيد في تعميق الأزمة بما يفرض التساؤل عن غياب الرجل القادر على حسم الأمور وإعادتها إلى نصابها خاصة وأن رئيس النادي جلال الغربي لم يحرص على لعب دوره بالشكل المطلوب ولم يتحمّل مسؤولياته كاملة وترك مجالا للصراعات وهو الذي تخوّل له صلاحياته حسم الأمر بعد أن إستوفى كل أساليب الحوار والممارسة الديمقراطية التي يبدو أن البعض إمتطاها لفرض مواقفه.. فهل يتدارك رئيس الأولمبي الباجي ما فاته ويمسك بزمام الأمور ويعيد الفريق إلى المسلك الصحيح قبل فوات الأوان؟ أم أن الإنفلات الإداري سيتواصل وتتعمّق معه جراح الفريق والتي قد ترمي به إلى الهلاك الذي لا يتمناه كل الباجية.. الليلة في العاصمة.. ينهي الفريق صباح اليوم تحضيراته لمباراة الغد في رادس ضد نادي حمام الأنف بحصة تدريبية صباحية قبل التحوّل مباشرة بعد ذلك إلى ضاحية الزهراء بالعاصمة حيث سيقضّي زملاء صابر المحمدي ليلتهم إستعدادا للمباراة الهامة والتي يراهن عليها الباجية من أجل العودة إلى الإنتصارات ووضع حد للنتائج السلبية رغم صعوبة المهمة في مواجهة منافس يحقّق إستفاقة لافتة في هذه المرحلة.. فهل يتغلّب الأولمبي الباجي على أوجاعه وينجح في العودة بفوز ثمين من ملعب رادس من شأنه أن يضمّد جراحه ويلطّف الأجواء المحيطة بالفريق؟