التأمت أول أمس باحدى ضواحي قمرت وبتأخير زاد عن الساعة، فعاليات الجلسة العامة العادية للنظر في تنقيح بعض القوانين وسط حضور متميز لنوادي رابطة الهواة والاقسام السفلى، التي شرعت لاكتمال النصاب ب 127 ناديا وكانت الابرز في تحريك الاجواء، وسط شبه حضور بالغياب لاندية الرابطة المحترفة الاولى، التي اكتفت بدور المستمع الرصين وبعض التدخلات المحتشمة لكل من هشام الذيب ممثلا عن النادي الافريقي وأنيس بن ميم عن الملعب التونسي وفاتح العلويني عن الشبيبة القيروانية. «البودي غارد» العلامة الأبرز في سابقة لم نألفها من قبل في مشهدنا الرياضي وحتى الجامعاتي، صدم كل من حضر فعاليات الجلسة العامة باستعانة السيد وديع الجريء بحارسين شخصيين شبيهين بما تمليه علينا الشاشات الهوليودية في أفلام الحركة الامريكية، ما اقتطع من الحضور الوقت الكثير في استيعاب التقليعة الجديدة بالرغم من حرص الجريء على تواصله مع كل من حوله . شفيق الجراية ينقذ سندباد الكرة التونسية حضور الرئيس السابق للجامعة وسندبادها الرحالة السيد أنور الحداد لم يلفت اليه الكثير من الانتباه، ولم يرتق الى حرارة الاستقبال لولا تدخل الدكتور شفيق الجراية الذي أنقذ الموقف باصراره على تبادل العناق مع رئيسه السابق تجريم الاعتداء على الصحفيين من بين القوانين المصادق عليها والتي تحسب للمكتب الجامعي الجديد الذي أظهر رغم قصر توليه للمسؤولية جدية كبرى في التعامل مع الملفات المتداخلة في القطاع الرياضي، ضمن الفقرة 44 من الجدول ( ب) ضم الاعلاميين في زمرة الاعتداءات المتعارف عليها قانونا وابعاد مرتكبيها بمباراتين وخطية مالية ب 500 د على مستوى الرابطة المحترفة الاولى على ان تنزل بالخطية الى حدود 250 د اذا ما شمل الاعتداء اجواء الرابطة الثانية. الشطب النهائي هو ما تم اقراره بشبه اجماع الا من بعض المحتفظين بأصواتهم في صورة اعتداء أي لاعب بالعنف على الحكم، في اشارة قوية لنبذ العنف والاقرار الصريح بالجانب التربوي في بعده الشمولي للرياضة بصفة عامة. الهواة ولعنة الخطايا والغرامات استبشر الهواة بالقرار الذي اتخذه المكتب الجامعي والقاضي بطرح الخطايا المتعلقة بالجوانب التأديبية بمختلف اصنافها وفروعها، ونجح ممثلوها في اقناع مكتب الجريء باعفائهم من الغرامات المالية المتعلقة بالنصوص التأديبية المقترحة والاكتفاء بعقوبة الابعاد بالنظر لما تشتكيه خزائنهم من عجز بات يهدد بقاءهم في الخارطة الكروية. الكعبي يصف الاحتراف بأكذوبة النظام القديم أثناء مداخلته طلب اللاعب الدولي السابق وأحد أبرز الوجوه المؤثثة لملحمة الارجنتين علي الكعبي من السيد وديع الجريء وجماعته بضرورة عزل الرابطة الثانية من دائرة الاحتراف، الذي اعتبره أكذوبة كبرى صنعها النظام السابق وتضررت منها الاندية، وأشار في معرض حديثه الى الفرق بين ابداعات جيله زمن التعامل مع الجلد المدور كهواية، وبين ما الت اليه كرتنا اليوم، داعيا في الاخير الاطراف الفاعلة في الحقل الرياضي بجدية إلى الاسراع في اعادة النظر في قانون الاحتراف الحالي الذي لم يرتق حسب رأيه الى الاحتراف الحق بالنظر لما تعانيه الجمعيات من أزمة سيولة مالية. (النظيف ما يدخلش للتسيير) الكعبي اختتم مداخلته بالقول « النظيف بالحق ما يدخلش للتسيير» مبرزا جفاء النوم من عينه حين دخل تجربة رئاسته للاولمبي للنقل بالنظر لتفكيره المستمر والمتواصل في تامين احتياجات الفريق المالية، مشيرا إلى أن من يرتضي الدخول في لعبة التسيير في ظل الوضع الراهن لن يكون بريئا من شبهة المصالح الضيقة. بين يعقوب وقيراط وحديث عن التحكيم رصدت « التونسية» محادثة جانبية خارج قاعة الجلسة ضمت كلاّ من السيد سمير يعقوب نائب رئيس النادي البنزرتي والسيد هشام قيراط تناولا فيها الطرفان الحديث عن سلك التحكيم بعد أن تواصلت تشكيات المارد الاصفر من سلبياته، قيراط رد على يعقوب بالقول ان التحكيم لا يخلو من هنات ولكن المزيد من الوقت وحده الكفيل باصلاح المنظومة بأكملها دون الحديث عن سوء النوايا الفصل 57 مكرر بين مؤيد ومحتج أثار الفصل 57 مكرر والمتعلق باحداث صندوق دعم لكرة القدم هواة وفق تنقلات اللاعبين بما يلزم الرابطة المحترفة الاولى دفع 5 في المائة من عمليات التعاقد لخزينة دعم الهواة، و2 في المائة بالنسبة للمعاملات الخاصة بالرابطة الثانية على ألا يتجاوز المبلغ الجملي 15 ألف دينار، الكثير من ردود الافعال بين مؤيد للفكرة وشق ثان رافض لها باعتبارها ترادف منحى التسول حسب تعبير احدهم، الذي رأى في ضرورة تعديل التوزيع القائم على عائدات التلفزة والبروموسبور ومنحة الوزارة حلا بديلا ينأى بنفسه عن لعنة احياء ذكرى صندوق 26 – 26 الذي ابتدعه النظام السابق. مشروع التقسيم الجديد للبطولة يقطع سير الجلسة كان مشروع التقسيم الجديد لمسابقة البطولة بمختلف اصنافها سببا في شحن الاجواء وخروجها عن سيرها العادي، حيث اقتطعت الجلسة بعد تعالي صيحات الرافضين والمؤيدين، حتى وصلت الامور الى حد التجمهر أمام المنصة الرئيسية حيث أعضاء المكتب الجامعي، وعبثا حاول السيد وديع الجريء ارجاع الامور الى نصابها دون جدوى بعد تزعم ممثل شبيبة سكرة لحملة التهجم على باعثي مشروع القرار الذي أختزل في جدولين اثنين (أ) و (ب)، يقضي الاول بحصر الرابطة الاولى ب 16 فريقا والرابطة الثانية بمجموعتين كل واحدة منها تضم 10 فرق بنظام البلاي أوف والبلاي اوت ، والرابطة الثالثة بثلاث مجموعات كل منها تضم 14 فريقا، أما الجدول (ب) فيبقي على 16 فريقا ناشطا في الرابطة الاولى، ومجموعتين تضم 10 فرق لكل منها بخصوص الرابطة الثانية، ومثيلتها في الرابطة الثالثة على ان تضم كل مجموعة 16 فريقا، في حين تضم الرابطة الرابعة 4 مجموعات بعدد 14 فريقا لكل منها. الجريء ودكتاتورية الأغلبية في تصريح ل « التونسية» أكد وديع الجريء على أن التصرفات عادية باعتبار أن كل مشروع تقسيم تتراوح دائما في شأنه الرؤى اذا ما اعتبرنا أن التقسيم يخدم أطرافا ويصب ضد أخرى، وعليه فان دكتاتورية الاغلبية فرضت العمل بمشروع الجدول (أ) مقابل 9 أصوات فقط من جمعيات المستوى الجهوي لفائدة العمل بفحوى ما جاء في الجدول (ب)، وأضاف الجريء أن الامور خرجت عن نطاقها لعدم امكانية وجود حل وسط يرضي جميع الاطراف.